«لِمَ» خاطرة لرمضان سلمي برقي



عتاة الشياطين موثقة!
من ذا الذي فك وثاقك؟
ياسمينة بيضاء شفافة؛ لمَ قطفتها؟
ياسمينة بريئة؛ كل ذنبها أنها نبتت في ركن قصي بعيد عن دفء العالم وبرودته، بعيدا عن حب الناس وشرورهم، ركن  سقط عمدًا من ذاكرة البشر، مُناخ رطب بالوحدة، تُربة هشّة تتخذ أوراق الخريف الذابلة درعًا لها...
لم يمد أحدهم يده إليها حانيًا بزخّة ماء... ولكنها السماء، التي كانت أحن المخلوقات عليها؛ كانت كريمة في سُقياها حد السيول.
لم حطمتها! يا لغدر الرجال، يالقهر الرجال!
لِم لَم تترك ذكراك طيبة، لمَ دنّستها!
ألأنها لم تتخفّى في أشواك وتخفّت في أوراق ذابلة!
الأنها تخفت خلف عينين زرقاوتين جميلتين...
ألأنها تعتقد الطيبة والخير في كل البشر، ألذلك كرَّهتها في كل البشر!
الآن؛ عش بلعنة الندم..
عش متمنيًا السماح..
عِش راجيًا أن يعود الزمن..
لتحنو عليها، لترعاها كنبتة، لتسقيها صغيرة برضابك، وكبيرة بدمعاتك.
لتكن لها مظلّة من سيول السماء..
لتكن لها... لتكن...
ولكن الزمن لا يعود أبدًا.
أبدّا لا يعود..
وحلّت فيك اللعنة..
وستعد موثق بالقيود..
فكل الشياطين أمثالك الآن موثقة..
________ (لِمَ) _


إرسال تعليق

0 تعليقات