«الزواج» خاطرة للكاتبة: أسماء عادل
خاطرة «الزواج» للكاتبة «أسماء عادل»
لا لاشئ! ولكن حتي لا أشعرني بالنقص؛ اعتادت نفسي علي أن تتذوق، أن تجرِّب وفي كل مرة تدهشني. تدهشني بطريقة مثيرة في تفاعلها مع أولى التجارب من كل شئ.
تجربة الزواج لم تكن في البداية يسيرة؛ إنه تفاوت عجيب في المشاعر، فحين كنت هانئة البال؛ أطلق لخيالي العنان فيرسمني بمزيد من الحرية والمرح الرحيم بالفؤاد، وشاب وسيم يعانقني بكل حنان، كنت في تلك اللوحة غير مقيَّدة أو هكذا حلَّلت رؤيتي. ربما ما تعلمت العمق بعد ولكن رأيتها بسذاجة الجاهلين بالمعلومات؛ رؤية تنقصها الخبرة.
ولكن هنا في بيت الزوجية لابد أن تتعلمي أول فنون الخفة وسط عيون مترقِّبة. فتاتي هنا لابد أن تفعلين أشياءً كثيرة في وقت واحد كالساحر وخفة يديه. أن تستيقظي صباحاً كالملكة في أبهي حالاتها وكـ "الشيف" المبدع في مطبخه، وكسيدة ترتب المنزل في أناقة وكأنثى رقيقة في حديثها؛ تجذب قلب زوجها كإحدى أدوارها التي حثَّها عليها دينها. والزوج "شهريار" المترقِّب، كلما كان أدائكِ رائعًا كلما زاد رباط الود والأعجاب، وربما ضحكة تعلن لكِ القبول.
عنه لن أحكي، فإن كان أطيب الرجال وأرحمهم بالنساء فإنها ستظل المسؤولة، كل تفاصيل حياتهم على أكتافها لا محالة.
أم عن تجربة أمومة فهنا ستسلمين روحك بين أياد صغيرة تحرككِ كيفما تشاء، وستفعلين ذلك في حب وسلام وأحيانا في استسلام.
ولكن لا رجوع!
لا تعشقين لوحة من رؤيتكِ الخاصة، غير ما أن تغوصين إلى أعماقها ستضح الرؤية، ستجدين صراعات الفنان؛ أخطائه التي عدلتها الممحاة، ملله أحياناً، عذوفه عن إكمالها لأن هناك فكرة أخرى واتته؛ ذلك يشبه تماماً حياتك الزوجية حين تكونين أنتِ المسؤولة. ستصارعين كثيرا في البداية، ستخطيئن، ستملين من المحاولات الكثيرة في تغيير قراراتك، ستملين من الروتين، ستملين بشكل أو بأخر، ستفكرين في الأنسحاب حتى وإن لم تطلبين، لكن بعد كل ذلك ستتشكل لكِ صورة بمعنى أوضح، بمعانٍ عميقة.
ستتمكنين، وستمسكين زمام الأمور حتى تتعجبين أن تلك الحازمة هو أنتِ، ستتشكل لوحة تتوسطها امرأة فائقة الجمال، بعد كل تلك الليالي الصعاب ستنجحين بخلطتك السرية السحرية.
لكل امرأة سحرها الخاص، لا يلتفت فكرك إلي غيرك، فأنت أنت وليس لأحد أن يكون أنت. انظري إن تلك المرأة المتمركزة في وسط تلك اللوحة، أترين تلك الفوضوية حولها؛ الأدخنة، الدموع، ذلك الرجل المبتسم وهؤلاء الصغار؟
أترين تلك الوردة في وسط تلك اللوحة محاطة بورود زاهية؟ إنها أنت، امرأة قوية بكل المقاييس.
___________________
أسماء عادل _ كاتبة مصرية
إرسال تعليق
0 تعليقات