بضعُ ما كانتْ تجيدُ| مصطفى رحماوي
بضعُ ما كانتْ تجيدُ ( 8 مارس )
__________________
مرَّ عامٌ وأتی اليومُ السَّعيدُ
يسألُ الراشدَ قل لي ما الوليدُ ؟
يسألُ العاشقَ قل لي ما الوحيدُ ؟
تلك الحسناءُ إنْ غابتْ تغيبُ
ولدي قالتْ، وقالتْ يا حبيبُ
أرخصُ الفعلِ تذيبُ
جُملةّ في شُكرها فالخيرُ بالشكرِ يزيدُ
لو حصيتَ الخيرَ تلقاهُ عديدُ
كرمٌ هنَّ النساءْ
حينَ يأتونَ العطاءْ
يستخفُّونَ الجزاءْ.
مرَّ عامٌ وأتی اليومُ السَّعيدُ
ثامنُ الشهرِ الثمينِ
للتي أهدتْ سنيناً للسنينِ
زرعتْ فيها حناناً في الجنينِ
أرشدتْ فيها جمالاً للأمينِ
للتي فُقدانها عيشٌ عصيبُ
أكبرُ الخيباتِ لو غابتْ تَخيبُ
دونها كلُّ حياةٍ لا تطيبُ
إنَّ في حضرتها جادَ النصيبُ
سلْ يتيماً ما الغريبُ؟
قال: " أمِّي، بعدها إنّي غريبُ
إنَّنا في حاجةٍ دوماً لها حتّی ولو بانَ المشيبُ
قبل بوحي.. باحتياجي إنَّها تُعطي، تجيبُ ".
مرَّ عامٌ وأتی اليومُ السَّعيدُ
لا لها، بل لي أنا يومٌ سعيدُ
إنَّها من علَّمتْني ما الوَجودُ
دفَّقتْني بعدما كانَ الجليدُ
قرَّبتْني للبديعِ
بعدما كانَ البعيدُ
أخرجتني أمُّ طيبٍ وربيعِ
بعدما كان الجليدُ
أخرسٌ كلُّ الكلامِ
إنَّها رمزٌ وشعرٌ وقصيدُ
وصغيرٌ، قاصرٌ جدّاً مقامي
كلُّ يومٍ أنتِ تغريدي الفريدُ
________
المغرب
إرسال تعليق
0 تعليقات