(قصة مستوحاة عن أحداث حقيقة)
أنا فتاةٌ وحيدةٌ لذلك يحبني أبي أكثر من أي شيء و كل شيءٍ ، لم يرفض أي طلب لي قط ، يري أنني أجملُ هديةٍ من اللّه له بعد عدة محاولات للإنجاب أكثر من خمسة عشر عامًا ذهبا فيها هو وأمي إلي كل أطباء القاهرة دون جدوي ، ثم بعد استسلامهما بشهورٍ تفاجئت أمي بحملها ، هذا ما كان يقص علي أبي مساء كل يوم لأعلم كم أنا قيمة بالنسبة له
قبل عيد ميلادي الثامن عشر بأسبوع لاحظت أمي انتفاخ بطني وسألتني عن السبب فقلت ربما لأن وزني يستمر في الازدياد منذ أكثر من عامين ، ثم نظرت لها بإعجابٍ وأخبرتها كم جميلةٌ هي وقلت لها مُدعيةٍ الغضب أنني لستُ جميلةً بقدرها ، جاء صوتُ أبي من الخلف قائلًا أنني أجملُ فتاة رآها في حياته ، حينها نظرت له أمي بغضب مزعوم وتركته ودخلت المطبخ . قال لي أبي أننا سنذهب في المساء لزيارة أحد أصدقائه لأن زوجته مريضة وذهب إلى العمل بعد تقبيل رأسي
إرتديت بلوزة واسعه كي لا يلاحظ أحد آخر أن بطني كبيرة . وصلنا إلي بيت صديق أبي بعد عناء في المواصلات فأبي كان عامل في أحد المصانع فلا نملك رفاهية ركوب التاكسي وكنا نكتفي بانتظار الباص لوقت لا بأس به كباقي عامة الشعب
سلمت علي السيد أحمد صديق أبي وظهرت زوجته أمامي فجأه قائله " هل ابنتكم حامل ؟ لم أكن أعرف أنها تزوجت " ، نظر أبي لي بريبةٍ وقال أنني لا زلت أنسه ، نظرت إليه السيدة غير مقتنعه وقالت وهي تهمهم " كيف هذا ، بطنها كإمراه حامل ، ألن أعرف الحامل وأنا ممرضة منذ ثلاثين عاما " . تمنيت أن ينتهي اليوم بسرعة لنعود إلي منزلنا
بعد تلك الزيارة تغير أبي كثيرا معي ، وسوس الشيطان له بالقُبح عني ، ولم ينم ليلةً واحدةً إلا وكلمات تلك المرأة تتردد في عقله ، كان يصارع بين عادات تغلغلت في قلوبنا منذ الصغر حتي أصبحت حقيقة لا شك فيها وإن لم تكن في حقيقة الأمر سواء قواعد ظالمة تسببت في موت الكثير تحت إسم الدفاع عن الشرف وبين حبه لابنته الوحيدة
و ذات يوم جاء إلى غرفتي ، توقعت أنه جاء ليسأل عن الهدية التي أريدها لأن عيد ميلادي بعد ثلاث أيام ، لكن كان أبي يفكر بشأن أمر آخر فسألني بغضب " هل جاءت الدورة " فقلت له لا و ترك الغرفة في غضبٍ شديدٍ قبل أن أقول أنها لم تأتي هذا الشهر لأنها لم تأتي لي أبدا كباقي أصدقائي وأن أمي لم تعير الأمر اهتمامًا من قبل زعمًا أنني لا زلت صغيرة
لم يتكلف أبي عناء أخذي إلي الطبيب ليخبره بأن هذه حالة مرضية وأنني بحاجة إلي جراحه بسيطة ، وأن بطني منتفخ بالدم لا بجنين كما زعمت تلك المرأة التي إتهمتني بالباطل ، بل جاء بعد ثلاث أيام إلى غرفتي الساعة الثانية عشر ليلا وبيده سكين ، بكي أبي وقال لي أنه نادم لأنه لم يحسن تربيتي وكان أفضل بالنسبة له ألا ينجب أبدا من أن ينجب فتاة طالحة مثلي . لم يكن عقلي يستوعب ما يقوله أبي ولم يعطيني فرصة للدفاع عن نفسي و دبحني بالسكين لترحل روحي إلي خالقها ويبقي جسدي جانب أبي أكثر من عشر ساعات ينظر فيها إلى بنظرات ندم ممزوجة بغضب وقلة حيلة
صرخت أمي عند دخولها إلي الغرفة في الصباح ليأتي الجيرة ثم الشرطة . بعد شهر حكم القاضي علي أبي بالبراءة لتكون هدية أبي في عيد ميلادي الثامن عشر جريمة شرف بذنب لم ارتكبه قط
..
دعاء مصطفى
إرسال تعليق
2 تعليقات
عاش يا دكتورة دعاء ❤❤
ردحذفشكرا يا محمد ❤
ردحذف