الكاتب المغربي «أشرف الزبيري» يكتب: الشباب رأسمال بشري وجب تثمينه!

 

تعتبر مرحلة الشباب أكثر مراحل المرء فتوة، بحيث يكون الشباب في هذه المرحلة في كامل طاقتهم العقلية الجسدية والفكرية والإبداعية، وأكثر ما يحتاجونه تفريغ مواهبهم الإبداعية وتفجير طاقاتهم، كل في المجال الذي يهواه وما يجيد القيام به، الكتابة، الفن، المسرح، الرياضة، الرسم إلخ.                     
 فالشاعرة (نعيمة ميخائيل) تقول: ”الشباب ثروة وثورة“، والكاتبة (هيلير كلير) تقول: ”بأنه لا يمكن للحضارة أن تتراجع بينما يوجد شباب في العالم، قد يكون الشباب عنيدًا لكنه سيتقدم بها.“                                                                                                       
فالشباب هم وجه كل بلد ومستقبلها، والبلد الذي يعطي لشبابه قيمة ويوفِر له أرضًا خصبة لتفجير طاقته الكامنة داخله؛ لا يخيب ظنه أبدًا، فيحصد نتاج ما زرع. ولنعط مثالًا لما نراه الآن في الدول الغربية من تطور هائل في شتى المجالات وثورة تكنولوجية سريعة جدًا، لم تأتِ هذه النتائج صدفة إنما هي نتاج مجهودات جبَّارة، وإعطاء المشعل للشباب كأرضيّة حقيقيّة وخصبة للإبداع والابتكار والتميز والنهوض؛ بالبحث العلمي الذي يُشَكِّل الحجر الأساس لتقدم أي بلد والخلطة السحريّة للازدهار الحقيقي الثابت.
ففي الغرب يعطون القيمة للشباب لإخراج ما في جعبتهم من طاقات ويؤمنون بالموهبة والإبداع، وأن في رأس أي شاب أو طفل فكرة تستحق أن يراها الآخرون، يدعمون الموهبة بالتشجيع والاهتمام والمواكبة والعمل حتى تكون قادرة على مواجهة العالم، عكس في بلداننا "العالم الثالث" هناك تهميش للقوى الحيّة في المجتمع (الشباب).
بل أن هناك جريمة مكتملة الأركان في حق طاقات تمتلك الكثير لتقدِّمه لبلدها، وكذلك لتريه للعالم. إن هذا التهميش غير المبرّر وغير المفهوم هو نتاج سياسة مسؤولين؛ لا تَهِمَهُم مصلحة البلاد، ولا مصلحة مجتمعاتها في التقدّم والازدهار، باعتبار أن تهميش الشباب هو تهميش للبلاد وجريمة في حق الوطن، وإعطاء القيمة للشباب هو حياة للوطن والمجتمع.
 إن الشباب يعتبر رأسمال بشري وجب تثمينه والاهتمام به؛ لتفجير طاقاته في خدمة وبناء المجتمعات، لا تهميشه وإعدامه، وبالتالي حصد نتائج عكسيّة تضر بالمجتمع والوطن؛ عبر ارتماء الشباب في وحل المخدرات والتعري الأخلاقي، والجريمة. وخلق جيل يعود بنا لعصر الظلمات، وبالتالي نسف كل المجهودات الرامية لبناء مجتمع يقوم على العلم والمعرفة وروح المواطنة والقيم الأخلاقية.