الكاتبة الجزائرية "رميسة أحمد" تكتب: أحلام فتاة فلسطينية.
كانت تعيش فتاة مندمجة مع عالم الخيال اكثر من عالم الواقع ، تعشق تجارب الحياة . مميزة عن باقي البنات في كل شيء ليس فقط البنات بل الناس ايضا ، هم يرون الحياة من نافذة وهي تراها من نافذة اخرى ، غامضة جدا لا يفهمها احد ظلت طوال حياتها وهي تبحث عن امرأ مثلها بنفس تفكيرها و نظرتها للحياة ، وبلذات هذا هو الشيء الذي كانت متميزة به عن البنات . و في الاخير فقدت الامل وقالت : اذا كان الناس ليسوا مثلي فسوف اوصل لهم فكرتي ، هذا صعب جدا لكن ليس صعب علي ، كانت جوري تهوى الكتابة
، الكتابة حلمها الذي رافقها منذ دخولها في سن السابعة ، كانت الفتاة جريئة للغاية و ارادتها قوية مهما واجهت ووقعت في شبكة كبيرة و معقدة تخرج منها بحكمة و دهاء . و انا اعرف ان الكل متشوق لمعرفة الفكرة التي احبت البنت ان توصلها كرسالة سلام وطموح للعالم ، سوف نرى في نهاية القصة هل تنجح وتحقق ما ابتغاه فؤادها وهوته نفسها و ما تزحزح به قلبها . كانت جوري تبلغ الثانية عشر من عمرها ،هي وحيدة امها واباها اخوها كان من ضحايا الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ، كان في سن السابعة من عمره حزنت جوري كثيرا عليه ، ومن تلك اللحظة بدأت تفهم مخطط الحياة و معنى الحياة . الحياة هي عبارة عن بقع سوداء و بيضاء مغناطسية تجذب الانسان الى البقع السوداء فتسود حياته ، وتجذبه الى البقع البيضاء فتشرق حياته ’ ومن هذا الموقف اخذت فكرة عن الحياة انها ظالمة . ومع ذلك اكملت حياتها عادية ولكن بداخلها كان متواجد حقد كبير عن الحياة . كانت كلما تخرج من المدرسة تذهب الى مكان في قمة الجبل الذي كان مسقط راسها و في نفس الوقت مكان موت اخيها كان هذا المكان قبالته بحر لا نهاية له . كانت عندما تصل بعد ارهاق و جهد كبير من تسلق الجبل تجلس على بساط الحشيش الاخضر تخرج من حقيبتها ورقة وقلم تبدا بكتابة خريطة مستقبلها و تعاسة ماضيها ’ كاتبة فيها : حياتي امرها بيدي لن اتركها تتحكم بي اسمها حياتي انا من اتحكم بها ’ قررت ان اغير مصيري الى الافضل ’ انا على علم ان الكثير من الحواجز سوف تقف في طريقي . اصلا المشاكل سنة من سنن الحياة ويجب على الانسان تقبلها مهما كان الثمن حتى لو كان لا يريد ذلك غصبا عنه ’ المشاكل تمشي مع الانسان كظله وخطواته و انفاسه حتى لو كان متفاد لها ستتبعه . سوف اكمل حياتي من اجل طموحي و احلامي و ذاتي وانوثتي ’ انا لليوم ولغد وبعد غد و للابد ’ ثقتي بنفسي سر بقائي و نجاحي سر بسمتي وحكمتي سر حياتي .
اغلقت دفترها ونزلت من الجبل متدحرجة ذهبت مسرعة الى البيت و البسمة تحتل وجهها البريء المتلألئ ، دقت الباب كدقات قلبها المتسلسلة فتحت امها الباب لها فرحت لضحكة ابنتها التي لم تراها لمدة سبع سنوات كاملة ، صعدت جوري السلم بكامل سرعتها فتحت باب غرفتها امسكت بالهاتف واتصلت بصديقتها سمر طالبتا منها الحضور الى بيتها على اسرع ما يمكن ، كان لجوري صديقة اسمها سمر اعز الناس الى قلبها صادفتها في ذلك المكان وكانت المفاجأة هي ايضا فقدت اختها في الاحتلال ، احبتها من اول نظرة لها عرفت انها تعاني نفس المها كانت سمر تدرس مع الكس في نفس الصف .
لبت سمر طلب صديقتها ’ قالت سمر : ماذا جرى لقد اقلقتني كثيرا ردت جوري : لقد جاء تني فكرة الم تقولي ان الحياة ظالمة و الانسان تائه فيها ردت سمر : بلى قلت رات سمر نظرات القوى و الارادة في اعين جوري ماذا تقصدين ردت انت تعرفين ماذا اقصد لا تتحايلي علي سوف ننشر كلامنا ، الى متى سوف نظل نخبئ كلامنا في قلوبنا يجب ان ننشر فكرتنا الى العالم ونغير مصيرنا ليس مصيرنا فقط بل مصير العالم باسره قالت سمر :وكيف ذلك الديك فكرة . نعم سوف نجمع كل تلاميذ المدرسة في ذلك المكان ونوزع عليهم كلامنا في ورق وما عليهم الا ان يلصقو نه على الجد ران ردت سمر : انت مجنونة الا تدرين ان علموا اليهود بأمرنا سوف تنتهي حياتنا . قالت جوري : وحياة اخي واختك لم تنتهي . هذا وطننا و لنا حقنا فيه الوطن اغلى من روحي و روحك اذا بقينا محبوسين عند هؤلاء الاندمال لن نحقق ربعا من احلامنا تفهمين سمر انا لا اعرفك جبانة لهذه الدرجة
قالت سمر : معك حق الوطن اغلى من الارواح وفلسطين ستبقى حرة مستقلة ان الله معنا وتعانقتا وبداتا بالكتابة عن الوطن و الحرية و الاحلام .
و في اليوم التالي نهضت جوري من نومها متشوقة لعمل هذا اليوم تناولت فطورها بسرعة و لبست ثيابها ، خرجت من البيت قاصدتا المدرسة و في طريقها التقت بجنود العدو يلصقون علمهم في مسجد القدس لم تصدق جوري ما رات يعقل اخذوا بلادنا وخيراتنا والان يستولون على ما ليس من حقهم وكاتبين على ورقة كبيرة القدس عاصمة اسرائيل ، لم تستوعب جوري الامر الديهم بلد لكي تكون لديهم عاصمة هذا غباء ، لم تستطع الصبر اكثر كانت تحت رجلها مطرقة خشنة جدا ، رفعتها و ذهبت بكل قوة اليهم و ضربتها على راس احدهم بدون تراجع او خوف ، غمي على الجندي بعدها ، اخرجوا مسدساتهم قاصدين قتلها . قالت : اطلقوا ماذا تنتظرون من اين الى اين لكي تستوطن بلادنا ، الحياة ليس كما تعرفونها ظلم و احتقار. الحياة احلام و امان وركضت بكامل سرعتها لم تكن خائفة بالعكس كانت فخورة لقوتها عندما كانت تركض لم ترتبك حتى لم تلتفت ورائها ، احست وكان الزمن يركض معها احست وكان النجوم تركض معها . ثم جلست وراء عربة صغيرة ، التفت الجنود حولهم فلم يجدوها ،نسيت جوري كل شيء الجنود الركض و اخذت تنظر الى ساعتها يا للأسف لقد تأخرت عن الموعد الذي اتفقا عليه هي و سمر ،جوري كانت بنت ملتزمة بالمواعيد و من الصفات التي تكرهها و تتجنبها التأخر من الصفات التي تنزل من قيمة الانسان ويصير في نظر الناس مباليا و مهملا ، التزام بالوقت من اساسيات الحياة فهو الذي يظهر شخصية الانسان في بعض الاحيان .
اخذت جوري تركض بأقصى سرعتها الى الجبل ، تسلقت الجبل بمهارة و للأول مرة صعدت الجبل وكأنها شربت كاس ماء ، كانت جوري تجد صعوبة دائما في تسلق الجبل مع انه بنسبة لها هواية لكن ليست هواية عادية هواية خطرة ، الشيء الوحيد الذي تخاف منها جوري التسلق وفي نفس الوقت الشيء الذي كانت جوري تتحدى من اجله المخاطر و الصعوبات انا و هو الذكرى الاخيرة لأخيها التي ترسخت في تاريخ ذاكرتها و اخذت مكانها و لم ولن تتزحزح منه مهما طال الزمن . واخيرا وصلت جوري الى القمة بكل شغف عندما لمست جوري القمة بقدميها لم تصدق لمحت عيناها الساعة لقد صعدتها في دقيقة لا اكثر ، جوري في طبيعتها تستغرق خمسة دقائق ،التفتت حولها فلم ترى اي شيء ثم اخذت تنادي : يا رفاق سمر اين انتم انا جوري ، لم يسمعها احد يعقل انهم لم يأتوا لا لا انا لا اصدق لو لم يقبلوا كانت سمر اخبرتني ثم جلست جوري و اخرجت دفترها و قلمها كاتبة : لا تستسلمي يا جوري تتفاءلي ، الانسان ان استسلم سوف يخسر كل شيء ان عشق شيء وسعى لتحقيقه يجب عليه الصبر و المثابرة لا كلمة اسمها مستحيل في قاموسي الانسان حتى و ان كانت يجب محوها ، الحياة سوف تبقى حاجزا وسدا قبالة طموحه . و لكن ان ابتسم لها و قاومها سوف تبتسم له و العكس ان ياس و اكتأب و رفع الراية البيضاء تداوم على خذله و احتقاره ، الحياة هي طريق كله اشواك و لكن اذا تعامل معها الانسان بحكمة و روح قوية سوف تهب ريح مرسلة و تأخذه الى بر الامان ، وان تجاهلها و هملها وفقد الامل سوف تهب عاصفة بأكملها وتأخذه
الى متاهة لا مخرج لها.
اغلقت دفترها كانت على وشك النزول فسمعت اصوات و همسات ،كان في ذلك المكان كهف صغير ،ارتعدت جوري فقررت ان تعود الى المنزل لعبت بها الظنون تقدمت خطواتها الى الامام وصلت الى باب الكهف فهمست اذنها صوت رجل يقول : ذخيرتنا تكفينا لإخراج العدو من وطننا و الاسلحة و الجيوش اتونا من كل مكان بلدان العرب سيوحدون جيوشهم لاستقلالنا ، الجزائر و المغرب و تونس و السعودية حتى تركيا الاسلام او صانا بالتعاون و خصوصا اذا تعلق الامر بالقدس احب الاماكن الى الرسول صلى الله عليه مسلم انا متأكدة ان شهامة العرب و كرامتهم لن تتركهم يتجاهلون القدس وهناك بعض الرؤساء يتدخلون فيما لا يعنيهم و يهدون اشياء لا شان لهم فيها مثل القدس الى اسرائيل وانا اؤكد لهم ان عرب اقوى مما تتصورون و اذا كنتم مسيح فنحن عرب و ديننا الاسلام.
توجهت الى البيت مسرعة و بينما هي في غرفتها اتت سمر منهكة الجهد قائلة:
انا اسفة لم استطع ان اقنعهم بفكرتنا كلهم عارضوا وقالوا : لن نخاطر بحياتنا ردت جوري : معهم حق اذ كان الكبار لم يحرك ساكنا حتى الان فكيف تريدين الصغار ان يجاهدوا من اجل الوطن قالت سمر : هذا وطننا و يجب ان ندافع عنه كبارا و صغار هذا وجبنا الوطن امانة في اعناقنا ردت جوري : الشعب بلا ضمير كشجرة بلا اوراق اذا هبت ريح لن تحرك اي شيء فيها الشعب يهمه المال و البنون فقط ، اقسم برب العزة ان دماء شهدائنا الابرار لن يذهب سدا و اليهود الحقيرين لن يمروا مرار الكرام .
في اليوم التالي كانت جوري في المدرسة طلبت منها المعلمة ان تكتب تعبيرها على السبورة وبينما هي تكتب سمعوا طلقات نارية ، بدا التلاميذ بصراخ اما جوري لم تحرك ساكنا ، كانت على يقين انهم اصحاب المقاومة و بهذه الضربة القوية من فلسطين و العرب سوف يحرروا البلاد . كانوا المدافع اكثر من خمسون مدفعا و الاسلحة اكثر من الف سلاح هدمت كل اماكن العدو اتجه جيش مصر و السعودية شرق البلاد و الجزائر و المغرب غرب البلاد اما تركيا و الامارات ذهبوا الى القدس ليؤمنوا سلامته و استسلموا اليهود وسلموا كل ذخيرتهم رغما عنهم وضحايا فلسطين انتقمنا لهم بتوحد العرب حرر البلد الذي كان محتل من طرف اليهود و مازال العذاب ينتظرهم عند رب السموات و الارض.
ذهبت الكس الى البيت راكضتا و كان في قلبها خوف و رعب بما سيحصل في المستقبل . كانت ام الكس متواجدتا في البيت مرتعبتا على ابنتها خوفا من ان تكون من ضحايا الحرب و تخسر ابنتها مثلما خسرت وحيدها محمد و الدموع كشلال منهمرة على وجنتيها .
السيد جلال والد جوري كان مسافرا الى بيروت سفرة عمل لكي يامن قوت عياله كان متكا على الاريكة في الفندق يترشف فنجان القهوة و يسمع الاخبار عبر الراديو سمعت اذنه ما وقع في فلسطين و اتحاد العرب ، كان العم جلال تاجر ملابس اتصل بعائلته ليطمئن عليهم اخبرته زوجته وداد انهم على افضل حال حاولت ان لا تكشف على قلقها اخبرها انه لا يستطيع الحضور و اعلمها على كل التفاصيل لا باس وداعا.
و بعد برهة رن جرس الباب كانت جوري ضمت الام ابنتها الى صدرها و فرحت بقدومها أكانت تظن انها لن تعود.
بعد شهر من الحادث كانت جوري في مكانها المفضل مع ورقتها و قلمها كاتبة(و اخيرا بعد جهد و صبر دام سنين عدة خرج العدو من اراضينا الطاهرة و اصبحت فلسطين حرة مستقلة و اخيرا اخذنا حريتنا و اخيرا اوقفنا نزيف دماء اهالينا و مجاهدين لقد ضحينا بالنفس و النفيس من اجل النصر و فعلا كان النصر حليفنا صحيح كان طريقنا كله اشواك و لكن مذاقه كان حلو في النهاية بعد الليل دائما يوجد نهار . ركبنا رحلة دامت سنين عدة و لكن الان ها نحن وصلنا الى اخر المطاف صحيح خسرنا كل ذخيرتنا و سلاحنا و دمائنا و لكن عوضناهم بالنصر و الفخر و السلام المؤبد ).
اجتمعت جوري برفقة ابوها جلال و امها وداد و سمر و الجيران على مائدة فاخرة من الطعام التقليدي للبلاد ورافق ذلك الغناء و الرقص التقليدي كانت زوايا ا لمنزل تنعم بأعلام البلاد و كانت الفرحة و النصر تغمر كل قلوب العائلة و الاصدقاء .
بعد الاحتفال دخلت جوري برفقة سمر الى غرفتها قالت كلوي( ما اجمل شعور النجاح و الاحساس به ) معك حق هذا الشعور لا يتعوض له هواء مميز . قالت سمر( خصوصا نجاح الوطن) ردت جوري( ليس الوطن فقط بل النجاح بتحقيق الاحلام ).
ومن هنا بدأت جوري بتحقيق احلامها و ملاحقة احساسها و مواجهة حواجز الحياة .
فتحت الكس عينا واحدة لتنظر الى الساعة فيما دخل اول ضوء عبر الستائر ، انها السابعة الا ربع نهضت بهدوء من تحت الشراشف بحثت بهدوء عن الفستان الاسود ، بدت شابة و رقيقة في ضوء الصباح الباكر و انسدل شعرها الاسود فوق كتفيها ، كان هذا اليوم مميز بالنسبة لها . لقد شاركت في مسابقة للقراءة و المطالعة ذهبت بسرعة لتناول الفطور ترشفت القليل من العصير و حبات الزيتون .
خرجت جوري برفقة سمر متجهين الى مقر المسابقة دخلتا الباب بكل لباقة و اناقة توجهتا الى غرفة الانتظار مكثتا هناك عشرة دقائق ثم استدعى المنشط المتسابقين تلبكت جوري تنهدت و اخذت نفسا عميقا دخلت الى قاعة المسابقة كان الناس مكتظين و بمجرد دخولها الى القاعة بدا الجميع بالتصفيق جلسوا المتسابقين اماكنهم بهدوء و اخيرا بدا الاختبار كانت هذه اللحظة الحاسمة بالنسبة لها بدا المنشط بها سائلا( الحياة بالنسبة لك ماذا و ما هم اساسيات الحياة ) ردت ( الحياة عبارة عن قضاء وقدر الحياة بالنسبة لي طموح و احلام حرية و استقلال الحياة بكل بساطة يصعد و ينزل الانسان بمزاجها الحياة سفينة كبيرة تتجه نحو العواصف و الطوفان و الانسان ان كان مهملا و طائشا و يئس فستكمل السفينة دربها و تسقط في حفرة لا قاع لها . و ان قادها بحكمة وامل و جرأة الى طريق خال من العواصف فانه سيتحكم فيها هو لن تتحكم فيه هي. عند نطق كلمة الحياة نجد انها تتكون من اربعة احرف كذلك اساسياتها هم اربعة اشياء هم( اولهم النجاح. الايمان. الجرأة. الطموح. شكرا.
هتف الجمهور لها وقفوا كلهم لتحيتها على حكمة كلامها كاد قلبها يتوقف كانت اول خطوة تخطيها نحو مستقبل افضل ، و بعد مدة خرجوا النتائج الفائز هو (جوري) صفق الجمهور و هتفوا لها بطريقتهم الخاصة ، لم تصدق لم تتمالك اعصابها صرخت بأعلى صوتها كان احلى يوم عندها .
النجاح خطوة جميلة في حياة الانسان يحققها بإرادة و عزم و مثابرة ، بعد ما انتهت المسابقة اتت سمر و هناتها على نجاحها قفزتا في السماء و صرختا كانتا مجنونتين لكن احلى صديقتان .
وصلت سمر الى منزلها ودعتها جوري وتوجهت الى منزلها ، احتفلت جوري مع امها و اباها بهذا النجاح و افتخرا بابنتهما الوحيدة ، خلت جوري الى غرفتها جلست على سريرها فتحت دفترها كاتبة( انا اليوم حققت اول نجاح لي النجاح لا يأتي بسهولة يأتي بصبر و ثقة النجاح بسمة الحياة اذا تحصل عليه الانسان فهو محظوظ جدا النجاح خطوة كبيرة انا لن انسى هذا اليوم طوال حياتي .
في اليوم التالي استيقظت جوري باكرا ابعدت الستائر و فتحت النوافذ متأملة صفاء السماء ، دقت امها الغرفة اخبرتها انها وصلها هذا الظرف وسلمتها اياه و خرجت ، ارتبكت جوري عند رؤيتها الظرف ، ارتجفت يديها و احمرت وجنتاها و انهمرت الدموع كشلال من عينيها الزرقاوان فتحته و بدأت بالقراءة ( سيدة الصغيرة جوري نحن نتشرف بك في برنامجنا مواهب و تحقيقات سوف تكوني ضيفة ال
الشرف في برنامجنا على الساعة الثانية و نصف مساءا نرجو ان تلبي دعوتنا ، شكرا.
صرخت جوري بأعلى صوتها فرحت كثيرا هذا فخر كبير بالنسبة لها تلبكت كثيرا فتحت الخزانة لتختار فستانا تذهب به الى المقابلة مروا عليها كثير من الفساتين لكن لم يعجبها شيء ، دخلت امها عليها اخبرتها جوري عن الدعوة ام تستوعب الامر كاد يغمى عليها ، وجدتها في حيرة فاقترحت عليها الذهاب الى السوق و اختيار اجمل فستان . فرحت جوري و تقبلت الفكرة ، خرجتا الى المنزل توجهتا الى السوق دخلتا الى اول محل ازياء احتارت جوري في اقتناء فستان و اخيرا وجدت جوري ما تبحث عنه ، عادت الى المنزل توجهت الى غرفتها لتجهيزي نفسها ، اخذت حماما خفيفا لبست فستانها و سرحت شعرها كانت على اجمل حال تبدو مثل الاميرات تبدو مثل الاميرات كانت تلبس فستانا احمر اللون مع جزمة و شعرها الاسود . بعد ساعة توجهت الى الاستوديو رحبوا بها هناك طرحوا عليها بعض الاسئلة وجاوبتهم بكل بساطة و انتهت المقابلة بكل هدوء ، خرجت من هناك كانت تتمشى على الشاطئ بعد برهة كانت المفاجأة قابلت الكاتبة ( دانيال ستيل) التي لطالما اعجبت بها و الكتب الخاصين بها مثل( نهاية صيف ، الشقيقات ، مستحيل.) هرعت اليها ودق قلبها على حسب خطواتها وقفت امامها اخذت نفسا عميقا ، كانت جوري تجيد اللغة الإنكليزية بطلاقة ، اهلا انا اسمي جوري ردت ( على الرحب و السعة تفضلي هذا شرف لي )
قالت جوري( مدام دانيال او استاذة دانيال او ملكة دانيال)
ردت دانيال( لو سمحت دانيال فقط . قالت جوري( كم انت متواضعة انا موهوبة في الكتابة و قرات تقريبا كل كتبك الكتابة هي روحي هي عالمي صدقيني .) ردت دانيال( كم افرح حين يكون موجودين بنات مثلك ).
قالت جوري( شكرا لقد واجهتني الكثير من الحواجز في حياتي و مع كل ذلك تغلبت عليها و اخيرا حققت حلمي بعد صبر طويل انت قدوتي في الحياة ساعديني).
قالت دانيال ( اعجبتني شخصيتك سأساعدك قدر استطاعتي اكتبي لي قصة و بمجرد ان تنتهي منها اريني اياها لكي اصحح أخطائك و سأعطيك العلامة التي تستحقينها.
ضمتها جوري وودعتها و اتجهت كل واحدة منهم في طريقها التفتت دانيل وقالت( جوري اتبعي احساسك).
بعد شهرين من اللقاء اكملت جوري القصة باسم(احلامي قبل كل شيء) اتفقتا هي و دانيال ان يلتقيا في المكتبة.
وبالفعل التقيا لم تصدق الكاتبة دانيال ما قرات قمت الروعة هذا جنون ما هذا انت متأكدة انك من كتبها اسفة على السؤال جوري انت موهوبة مستقبلك مضمون عزيزتي.
شكرا سيدتي انا سوف احتفظ بهذا الكتاب ا عدك قالت دانيال( انا تكلمت مع مدير اعمالي هذا الكتاب سوف ينشر في فلسطين وبلدان العرب ). ردت جوري( شكرا لن انسى لكي هذا المعروف.) قالت دانيال(حبيبتي لن يطاوعني قلبي ان ارى موهبة مثل موهبتك تضيع). ردت جوري( شكرا انت تحرجينني).
بعد خمس سنوات صارت جوري من اعظم كتاب العرب سافرت الى امريكا و صارت من اشهر الكتاب هناك نستطيع ان نقول اخذت مكان دانيال ستيل وفكتور هوجو وكرمت بجائزة اقوى امرأة اما امها و اباها استقرا في فلسطين اما سمر سافرت الى دبي و صارت من اهم نساء الاعمال . تجاوزت جوري اصعب الحواجز صبرت و نالت عاشت حياة رائعة مستقبلها كان ناجحا ربحت اصعب التحديات و حققت انجازات مقتدرة حب بلدها و طموحها ظلوا مترسخين في ذاكرتها ومع ذلك ظلت احلام جوري و تحقيقها فوق كل شيء ولن ننسى اساس النجاح الثقة بالنفس.
تركت جوري لبنات العرب رسالة كذكرى كاتبة فيها( لا تيأسوا مهما طال الزمن تحقيقكم لأحلامكم امانة في اعناقكم وثقتكم بأنفسكم سر نجاحكم واجهوا الحواجز و التحديات و اتبعوا احساسكم ليرشدكم الى النور)
(جوري).
إرسال تعليق
0 تعليقات