الكاتب المغربي "أشرف الزبيري" يكتب: الموت هو ما يُنهي الحياة، وليس انتهاء علاقة!



                                         
   الحياة لا تتوقف على أشخاص ربما لم يكونوا في حجم توقعاتنا، أعطيناهم  الحب والثقة وكل شيء، ثم غدروا بنا وكانوا في قمة الوضاعة، أشخاص لم نر منهم سوى الخذلان وخيبات الأمل، لم نر منهم سوى الكسر والتحطيم، الحياة لا تتوقف على فقدان شخص عزيز شكل بالنسبة إلينا شيئا جميلا، كان نقطة ضوء في عالم مليء بالكسر، صحيح أن الألم سيظل قائما لفترة ولن يزول بسهولة، صحيح أننا سنتعذب وسنبكي كثيرا، وسنتألم، وسنشرب الوجع سنوات تباع، لكننا مُلزمون ومُجبرون على التأقلم ومحاولة العيش من جديد، باحثين عن ولادة جديدة من تحت ركام التحطم، الحياة لا تتوقف ولن تتوقف إلا بالرحيل الأبدي... ما دمنا على وجه الأرض فمازال متسع  من الوقت لننسى، لنعيد ترتيب أجسائنا المكسورة، مازال وقت للتوبة، للرجوع، مازال وقت لنصنع أشياء مبهرة، مازال وقت لننهض من جديد، لنغير بعض المفاهيم، مازال متسع من الوقت لنتصالح مع ذواتنا أولا ثم مع العالم، لنخرج ذاك الإنسان القابع بداخلنا، لنحرر أنفسنا من نظرة الآخرين، ومن سوط وأصفاد المجتمع،  مازال هناك متسع من الوقت لنقول لا للأشياء التي لم نستطع يوما أن نرفضها، مازال هناك متسع من الوقت لنعيش كما نريد وفق ما نرتاح فيه وما نرتاح له لا وفق ما هو مفروض علينا، الحياة لا تنتهي إلا بالموت فمادام هناك وقت، هناك فرصة.

إرسال تعليق

0 تعليقات