الكاتبة اللبنانية «ملاك ناصر رزق» تكتب: بلدي الجميل ينهار



 الجميل ينهار، وقلبي عليه ينهار!
من أفجعك بحلاك؟ من صب عليك كل هذا الخراب؟
أتدري لم أعرفك ليلة أمس، حاولت النظر إليك بتمعن فلم أرى سوى الدمار. لما كل هذا يا الله؟ أهذي هي بيروت، عروس الشرق؟
أين حلاها، اهكذا يرحل؟
ادميتي قلوبنا حرقة على زهرة شبابك.
صبيحة يوم الأربعاء الواقع في٥/٨/٢٠٢٠  ليس كأي يوم، إنه يوم العزاء فالشعب ثكل بأبناءه.
ننفض غبار أحزاننا، نشيد من الرماد محرم. كيف وصلنا هنا؟ نحن الشعب العظيم! وقعنا. غابت شمسنا فأصبح النهار ليلا حالكا ينعانا. انظر إلى صورته في خيالي، ثم انظر إلى الواقع لأرى كمية الظلم على بلدي. لن ارسم صورتك الجديدة في ذهني، لن ابايع مستقبلي لايديهم، سارمم نفسي بنفسي. سأضع كمادات على الجرح هنا، والجرح هناك، وواحد على رأسي، واخر مكان قلبي الذي تفتت. ولن انسى روحي، اواسيها واطبطب عليها، بعد أن امس حالها كحال كل اللبنانيين "يتيمة".
هل سنقف من جديد؟ ونحن لم ننم ليلة أمس، لم نقدر على ذلك، فالنوم خيانة لوطني وشعبه الحزين.
لبنان يا إرث الدهر، يا بسمة الحب، ويا روح الصيف وجمال الربيع، اتسمعني؟ إذا كنت هنا أجب، فنحن اتينا لنشلك من تحت الردم والركام. قل، أأنت هنا؟ لا تخف لن نغدر بك، فنحن نود قتلهم جميعا على ما فعلوه بك.
لبنان، أيها العظيم اتسمعني؟ اجب لا تخف، فهذا صوت ايتامك نحن - الشعب- المدمر مثلك، قف لنقف من جديد.
كنت الأب الحنون، واليوم أراك طفلا عاريا يبكي مستنجدا يسأل عن امه الثكلى.
انا امك لا تخف، ودموع الأمهات اليوم أمك، والشهداء امك والطير المذبوح امك. لا تخف ارجوك.

إرسال تعليق

0 تعليقات