الكاتب اليمني «رائد محمد على الدعور» يكتب: كورونا والناس!

 

شهد العالم ويشهد منذو قرابة العشرة اشهر جائحة (كورونا) عصفت باقتصاديات معظم دول العالم واحدثت الكثير من التغييرات على المستوى الفردي والاجتماعي نتيجة الإغلاق الكلي أو الجزئي الذي فرضته الأنظمة الحاكمة لمواجهة الجائحة تحت مسمى الحجر المنزلي

وخلال هذه الفترة ظهر للعلن العديد من العادات والثقافات الاجتماعية والفردية، وبرز للعلن مدى رقي شعوب العالم في الدول المتقدمة والمتخلفة ودول العالم الثالث في التعامل مع هذه الجائحة والجحر المنزلي وفي هذا المقال سنتناول تعامل الناس مع كورونا والحجر المنزلي من خلال ثلاثة تقسيمات تتضمن

الخوف

التعليم

الربح أو الفائدة


الجائحة والخوف

قسم من الناس تعامل مع الجائحة بخوف وقلق شديد، بل إنه أصبح لديهم وسواس قهري، وقد رايناهم من خلال واقعنا الذي نعيشه أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة، هذا النوع من الناس اعتبروا كورونا جائحة عطلت وتعطل الحياة بكل تفاصيلها اليومية حتى أن التفكير لديهم تعطل، هذا القسم من الناس اعتبر أن ادخار المواد الغذائية والمكوث داخل المنازل لاطول فترة ممكنة يمكن أن يحول بينهم وبين الجائحة، واعتبر هؤلاء الناس أن مع هذه الجائحة لا يمكن القيام بأي شيء هذا النوع من الناس اتخذ من النوم والأكل والشرب والتسلية عبر وسائلها المختلفه والبرامج التلفزيونية، ووسائل التواصل الاجتماعي غاية لقتل الوقت الذي يشعرهم أنهم أسرى للجائحة، وبالتالي فإن هذا النوع من الناس شغلوا تفكيرهم بالحاجيات الأساسية والمتطلبات الرئيسة للحياة دونما التفكير بالجائحة وبما قد يحل بالمجتمع ككل.

الجائحة والتعليم

النوع الآخر من الناس اتخذ من الحجر المنزلي الناجم عن جائحة كورونا غاية لتطوير مهاراتهم ومعارفهم وإضافة مهارات وخبرات جديدة عبر حضور الكثير من ورش العمل والمؤتمرات والحلقات العلمية المختلفة التي تم ويتم تنظيمها عبر منصات التعليم المختلفة، هذا النوع من الناس تعامل مع الجائحة والحجر المنزلي كفرصة للتطوير والتنمية الفردية والاجتماعية، يندرج تحت هذا الصنف من الناس الجامعات التي انتهجت التعليم الالكتروني أو ما يسمى التعليم عن بعد لمواصلة العملية التعليمية، هذا الصنف من الناس ساهم ويساهم بشكل كبير في تنمية وتطوير أنفسهم ومجتمعاتهم. إضافة إلى ذالك في هذا الصنف من الناس من فكر وبذل الجهود القصوى للوصول إلى حلول يمكن أن تساهم في التخفيف من حدة الجائحة وما خلفته وتخلفه من أضرار اقتصادية واجتماعية ونفسية عبر مختلف الوسائل والطرق كالأبحاث العلمية.

الجائحة والربح

الصنف الآخر من الناس يضم الفئة التي اتخذت من هذه الجائحة موسم للربح والمتاجرة وهنا نوعين من الناس الأول الذي ابتكر طرق جديدة للعمل والكسب عبر مختلف الوسائل الإلكترونية منها والصناعية، فقد وجدنا انتعاشاً وازدهار في تجارة المعقمات والكمامات، أضف إلى ذالك فقد تم إنشاء الكثير من وحدات ومراكز الأبحاث الطبية والعلمية، ام النوع الآخر من هذا. الصنف هو ذالك الذي استغل الجائحة في مضاعفة أرباحه عبر مضاعفة الأسعار أو إخفاء المنتجات أو تخفيض الإنتاج أو غيرها من الطرق المعروفة في قطاع المال الأعمال، الصنف الأول ساهم في التخفيف من حدة الجائحة والآخر ساهم بمضاعفة الجائحة بمضاعفة أو التلاعب بالاسعار واخفاء المنتجات.

أن اختلف تعامل الناس مع هذه الجائحة والحجر مربوط باختلاف نمط تفكيرهم وتوجهاتهم الثقافية والاجتماعية.

إرسال تعليق

1 تعليقات