دراسة نقدية لقصة حارس المعبر للكاتبة الجزائرية فاطمة حفيظ ل: أ. حميد العنبر الخويلدي



الرمز الجمالي ......
وحاصل اطراد البنية القصصية...
نقد..
القاص في اللحظة وبطبيعة ذاته يستجمع حتما الرموز الجمالية وعناصر الخلق التي لابد ان تشترك معه بصنع المشهد...ومن نقطة بداية العمل الى ذروته التي قد تكون في مستوى احتدام الصراع.  
وهي تصاعدية الدفع ياخذ بها عمود البنية الى الظهور الشهودي..يبني نفسه حسّاً ووعياً وشدّاً...
وهذا حسب قانون بناء القصة عند النقاد المعاصرين..يستوعب مرحلة
المقدمة..وهي الشروع الاول للحيثيات اذ يستلهم بها القاص بزوغات القص وارهاجات خليقته الفنية..
فيؤسس له الولادة الاولى وهي البِكر..ورحمها ومهدها المخيلة حيث الاكتمال هنا الى تمام الصورة..وحسب ظن واعتقاد المبدع..
مايجعلنا نؤشر ان النص القصصي او اي نص تعبيري.  يُولَد مرتين حتى الانجاز الكامل في الصورة والقياس..
الولادة الاولى البكر في المخيلة وانسراب مايدفع به الوجود من دفقات على طبيعة اقساط ..
والولادة الثانية هي الكاملة والنزول منها للورقة وتمام ريازة الخلق الجمالي...حيث اجتهاد وشهودية الذات والوجود..هذي الحالة اذكرها هنا من باب التنظير النقدي لقصة..
حارس المعبر...عند فاطمة.
مُؤَكَّدا تلقّت إشعارا وايعازا من حيث لا تعلم وتَخبَر..وهذا هو الفن الحقيقي عند اصحابنا...النتاج ياتي دافعا بصورته حسب قانون الضرورة
والحاجة والنقص في الزمكان...
ولو تفكّرت  وتبصّرت القاصّة لاجابة
سؤال منا لها...
اي الكيفيات النفسية التي انفرضت عليك في كتابة. ..حارس المعبر.......؟
هل تفكيرا واعيا تحت عامل المنطق العقلي.....؟ وبمثل مانفكر بحاجة نشتريها..
ام تفكيرا استشعاريا جوّانيا لايُحَسُّ...
نعم استشعاري شهودي مع وحدات الوجود واعتباراته في الجمال...
نشبت حاجة اكيد لنقص او عوز في المكان..تحرك اندفاقٌ في الغيبي. كان ولابد ان تنزل مثل ..حارس المعبر..لسد النقص..
استشعرت المبدعة استعدت للاجراء
تخيلت تبصرت فكرت...
رأت بشهودية حال ومآل مكاشفات الآتي بكامل طبيعته..فرح في الموقف وحُمّى تَصَيُّريّة وعوامل صورة مبنية على اجتهاد باهر للذات..بدت المقدمة جرت مساربها اندفع الوليد في كمالات تكوينه ..
تنامى صعودا باتجاه ذروته وعمودها الحيوي. حتى اكتمال النشاط الدافع...وهذا يحدث في عرض الموضوعة الفنية التي يزمُّها السياق
المنتخب والمستوعب لحركة جدل العناصر..فعند فاطمة كان المكان هو جلوس او وقوف ذلك الذات ذو الخربشة على اكياس الاسمنت...
..بعد ان مزّق خربشاته التي رسمها على اشلاء الاكياس... هنا اول حركة لريشة الرسم في الصورة...
مدَّ يَدَهُ...ذراعه خارج المظلة كي يتيمم بمياه الغيث الدافقة..
هنا يتبين لك التصاعد الصوري في النسيج التعبيري..للوصول بنا الى مرحلة عرض موضوعتنا القصصية
وتثويرُ لجّتِها في محتدم الصراع...وهو عامل مهم في القصة تبرز به ارادات العناصر الاساسية والثانوية المشتركة...لتتبلور في الاسلوب والمحتوى وتصبح بنىً ومركبات جمال...حتى دخولنا ذروة العمل..وهنا لعل النتاج مسك نفسه وتحيّد حتى اكتماله في الانفراج.. حسب قانون نقد القصة عند العرب.. ومنها الى الخواتيم..واتمام المنجز...
وعاد هذه المرة يتصبب .........الى اخر المفصل.....ثم يسفك محتواه بشكل خرافي...هنا الصفة التي تستدركني في التنامي وضمنه هي الالفاظ وقوة النوع المستجلب من اللغة النشيطة عند القاص..اي كلما كانت اللغة او اللفظ قويا محسنا قل ان هناك مضمونا استدعى لغته حتما..
هذا بارز في قصة  حارس المعبر.. وبدليل. لو كانت حواس القاص غير مدرّبة ..لقال حارس الجسر..والجسر كلمة او لفظ باسج مستهلك في الذاكرة العامة. اما المعبر باقية محتفظة بنوعها وتندّرها المتميز مايعطيها فنيةً وادبيةً بنفس الوقت...
ثم خذ الاخرى...يسفك محتواه بشكل خرافي..انظر معي مليا..للعبارة وقوتها وطريقة تأليفها وسبكها باسلوب التفرد الغارق بشعريته...
ولااجتاز ان القصة بنيت على عامل الرمزية والتلغيز الرؤيوي في حركة البطل بالذات ..فباتت تعرض حركة الوجود وانهيارات الذات وعوامل الضغط وكيفيات الاستدراك وحفظ المقدّر من التلف والفناء..
اي البقاء بوجه الموج والوقوف باعلان الظاهرة المعتمدة قدراتها.  
كان يضمد حذاءه.....
يستنشق كل العواصف المارة برءتيه..
بهذا المعبر كل شيء يمضي...هنا شهادة ان كل شي زايل ويُفنى. وهو قانون وجود وموجود.. 
الاستهجان الذي قدمته اللُّجّة الفنية
....من التافه جدا الاهتمام......
لم يكن يتمنى سوى مزيدا من الرفق على صدى وشوشة....
هذا تراخي بناء لاعطاء فرصة ان ياخذ المخلوق فرصته النوعية...في اتمام الفكرة الحدسية ذات القيمة العالية...
وهكذا تجري مفاصل وتفاصيل العمل القصصي في حارس معبرنا... والى النهاية والختم مرورا بالانفراجات...
عساني وفقت..شكرا عذرا...
...........................................................
.ا.حميد العنبر الخويلدي...
.............حرفية نقد اعتباري....... 
..........................العراق..........

إرسال تعليق

0 تعليقات