«قصاصات الهوى الرمادية» خواطر للكاتبة المصرية: ياسمين البطل
ما عرفت ألين وأرفق من الورقة والقلم، فالقلم متى أمسكته لا يرفض، وإن ضغطتُ عليه بشدة كالتي بداخلي لا يئن ولا يعترض، لا تعزف عني الورقة مهما سكبتُ فيها من كلم، لا تتبرم، ولا تملّ مهما بثثت لها وبها شكواي!
رفيقاي هما لا يتركاني أبدًا ولا يتخليان؛ أينما وحيثما احتجت ضمّة كبيرة أرى أحضانهما تتسع وتجذبني من أطرافي البالية ﻷغرق في عطائهما.
الورقة والقلم في مخيلتي أكبر بكثير من كونهم ذاك الجماد الذي نلجأ إليه لندوِّن شيئًا هامّاً ثم نضعهما جانبًا دون أدنى اهتمام، فهما بالنسبة لي حيّان؛ أشعرُ بهما أرواحًا تتآلف معي وتحتوي شذرات روحي حينما تضيع بين الأروقة، متى تمزّق مني جزء يرممانه؛ أشكو لهما ومعهما أغضب وأجن وأبكي وأضحك وأعاتب، مستبيحة دماء قلمي التي تسمونها أنتم حِبر، وأحضان ورقتي التي تسمونها أنتم أسطر، فلم أرَ أطيب وأرفق منهما عليّ.
إرسال تعليق
0 تعليقات