الكاتب المغربي "الحبيب أوعابد" يكتب: لعبة الغميضة
كنا نجلس كل مساء لنلعب هذه اللعبة الشعبية المعروفة في كل المنازل،لقد كانت مشهورة بين اﻷطفال.لعبة الغميضة ومن لايعرفها في ذاك الزمان،كان جميع اﻷطفال يلهون بسبب تلك اللعبة التي لاتنظر بعد وضع ذلك المنديل إلى أي كان.لقد كنا ثمانية أطفال،واحد يسير في الظلام والسبعة اﻵخرين أعينهم محررة وتظهر لهم جنبات الغرفة، كل جزء منها تسمع به حركاتهم و همسهم خوفا من اﻹنقضاض عليهم من طرف الطفل الثامن المغمضة عيناه بإحكام.
كانوا يسيرون وحركاتهم بطيئة لم تكن لتسمعها إن لم تكن تتمتع بحاسة سمع قوية،كانت أرجاء الغرفة يسودها الصمت باستثناء همساتهم من حين ﻵخر،لقد كان الطفل الثامن في عالم مظلم خلف ذلك المنديل،لم يكن يرى سوى الظلام.
لقدكان يتحرك في أرجاء الغرفة بسرعة،كان يريد الخروج من ظلمة ذلك المنديل الذي حجب الرؤية عن عيناه بشكل كلي.
لقد كانت هناك محاولات متتالية ﻹطاحة بأحد اﻷطفال اﻷخرين،لكن كان الجميع متيقظا فاﻹنقضاض على أحدهم سيؤدي به إلى ظلام دامس خلف ذلك الرداء،كانوا جميعا حذرين من تحركات هذا الفتى وهو مبتهج يبحث وثقته في حاسة سمعه ويداه الممتدتين للبحث وسط ذلك الظلام.
لقد كان مؤكدا بأن الحصول على أحدهم شيئ محتوم في تلك الغرفة التي كانت على طول ستة أمتار،بعد محاولاته المتواصلة والمتعددة لم يكن له حل سوى اﻹستمرار حتى النهاية.حصل هذا الفتى أخيرا على مراده بعدما استمع حركات أحد اﻷطفال على سجادة عادية لم يكن على طرفة أية أفرشة،لقد نجح أخيرا بفضل قوة حاسته السمعية على بلوغ المراد وإسقاط أحدهم للتحرر من ذلك الظلام خلف ذلك الرداء.
كانت لعبة الغميضة التي أصبحت بقلة في عصرنا من أكثر اﻷشياء التي يستمتع بها اﻷطفال لخلق جو من السعادة والفرحة.
إرسال تعليق
2 تعليقات
أحسنت عمل جيد بالتوفيق إنشاء الله
ردحذفبارك الله فيك،رأيك قيم شكرا جزيلا...بالتوفيق لنا ولك وللجميع
حذف