حياة كزيز تكتب: إلى محاربي السرطان... أنا أقوى بإرادتي!
ألم وحزن، إني أرى كلاهما لا يجدي من اكتنفه في حين غرة خبث ذلك الداء .
تلتهمه دوامة حيرة ويسبح في بحر التساؤلات: لماذا أنا؟ ماذا فعلت؟ وماذا أفعل ومتى أشفى؟
يسيطر عليه هاجس الخوف ويتلبسه وسواس القهر لاينفك يسيطر على تفكيره ويغرقه بوابل من الإستفهامات؟؟؟؟؟
ينتظر جوابا شافيا أو نافيا، كانتظار الأرض البور لغيث لا ينقطع من السماء ..
يلفه الهم،
يسكن جسده السقم،
تُدحظ معنوايته، يتخلله الوهن ..
ذاك الخبر ينزل عليه كنيزك مدمر هوى من الفضاء
أنت مصاب بالسرطان!!
صدمة!!
هل خيل إلي؟ أم أكذِّب ما أسمع؟
عليك ببدىء العلاج وأي علاج؟! الكيماوي ..
اليس هنالك حل؟
بلا ياعزيزي .. علاجك ألا تحزن!
أن لا تخاف وأن لا تبتئس وأن تضع كامل ثقتك في ربك.
وكيف لا أحزن؟ كيف لي أن لا أبتئس؟ إنه السرطان؟؟
ولكن الله حنان منان ..
لطيف بعباده خبير عليم!
لم يبتليك إلا ليختبرك، لأنه يحبك ..
أفلا تقبل محبة خالصة من رب السماء؟
حاشا والله أن أكون كافرا، أو جاحدا أو ناقما أو متذمرا ..
ولكنه قلبي الذي ينفطر، ونفسي التي تتألم، وروحي التي لا أملك عليها حجة!
فإن كان قدرا من الله فمرحبا بالقضاء..
ولكن قل لي بربك ما السبيل لمي لا أحزن؟!
أ أحزن على نفسي بعد كل هذا أم أتخسر على عمر بسبب المرض ضيعيه...؟!
أ أحزن على حسني الذي ضاع أم خصلات شعري الحريري الذي فقدته؟
لن أتكلم عن وجعي، في صمت سأتألم، أذرف دموعا لا ليس سوى خالقي بها يعلم!
أعلم ..
لو كان في الحزن شفاء لوصفته ..
ولو كان في المعمر مزيدا لزدته ..
خاب ظني وخاب معه ما اعتقدته ..
لن تعود صحتي إلى سابق ماعهدته ..
ولكنه السرطان يضني القلب ويدمي الروح وإلى بدني الضعيف قد تسلل ..
ضيف كالطيف، زارني في وقت غير مرغوب، رويدا رويدا لخلايا جسمي إحتل ..
دون سابق إنذار هجم.
لم يكن بيدي سلاح أذود به عني، وأدافع به عن نفسي ..
انتهت المعركة، رفعت راية الاستسلام
المرض الخبيث علي انتصر ..!
وكدت أعتقد أنها النهاية لولا جبر من الله عقبه صبر.
صوت خافت ناداني ألا تحزن ولا تبتئس في السماء رب رحيم لا يظلم عنده أحد، وهو الكريم المنتصر.
صوت ناداني أن لا تتهاون، ولا تهوي خاضعا مستسلما، وحزن عام بالإرادة والإصرار لا شك يتدثر .
صوت ظل يردد في أذني مهنا تعاظم المرض واستفحل، لاتنسى أن الله أكبر.
تغيرت الأحوال يا صديقُ تقبل ..
العلم يزهدر يومابعد يوم، والطب تتطور.
اعقد عزيمتك بالإيمان، وتوكل على الله الذي لا تضيع ودائعه، ودع جانبا المخاوف، واطرح الشك أرضا ومضي قدما حيث يعانقك الأمل.
إن أردت العمر الطويل فلا تحزن واطمئن، يريد الله لك ما أردته.
فكم من مريض بقدرة الله تعافى، وكم من مرض بإرادة صاحبها القوية تجافى، وكم من حبيب لك بالغيب دعا أن تتشافى ..
فرب أمل دعاك إليه فابتسم ولبي النداء
ورب أمل كان قد خاب وبقدرة الخالق استعدته .
تألمت ولكني شفيت، رميت هموم الزمان وراء ظهري، ودفنت الحزن فيطيات الدهر.
الحمد لله الذي هباني رجاحة عقلي، وهداني إلى أن أرفع الدعاء فيسمعني ويجبني بما ناشدته.
___________________
الاسم واللقب: حياة كزيز
الدولة: الجزائر
إرسال تعليق
0 تعليقات