أم الحسين تكتب: وفاء امرأة!
كنت في غرفة الانتظار ،جلست بالقرب مني امرأة لا اعرفها، ولكن كان دمعها يسبق كلمتها.
قالت: عاشت يتيمة ،وذاقت من الدنيا .
كل انواع التعب ،وبعدها تزوجت وانجبت ولدين وبنت.
مرض زوجها مرض عضال ، كان يفقد وعيه ويحاول بقتل أطفاله الثلاثة ، وماكان عليها إلا أن تقوم بمسك يديه حتى لا تصل إلى أولادها يؤذيهم .
كانت تسهر الليل بجانب زوجها المريض المقعد على فراشة ؛ وفي الصباح تبدأ يومها بعناء وتعب.
ظلت على حالها سبع سنوات صابرة على زوجها المريض، ولم تخبر أحد بما تعاني ، الا زوجها عاد لوعيه وأخبرهم
عن صبر زوجتة بالرغم من صغر سنها؛ وقسوة الأيام التي عاشتها إلا أنها الزوجة الوفية الصابرة..
قيل لها لماذا لم تخبرنا عن مرض زوجك، قالت: تعلمت أن المرأة لا تخبر عن زوجها شيء لذلك التزمت الصمت ، وتوفى زوجها بعد معاناتة مع المرض.
بعد وفاته ، مرضت ودخلت المستشفى وأجريت لها عملية جراحية .
قال : الأطباء بسبب التعب والجهد الذي كانت تبذله والسهر والإرهاق.
وماهي إلا أيام ،ومرضت أبنتها ،
وهاهي اليوم في تعب جديد.
أني أكون جدها.
وظهرت تلك المرأة التي تحملت كل هذا العناء والتعب ! نظرت اليها بإعجاب فتاة صغيرة وجميلة.
ودعتني جدها ورحلت….
____
ام الحسين..
اليمن..
إرسال تعليق
0 تعليقات