رنا سيد تكتب: صندوق بُگائي!

 




"صندوق بُگائي" 

الكاتبة/ رنا سيد 

عندما تفتح صندوق الذكريات حينها سوف تفتح أيضًا جرحك وانهمار دموعك، حتى لو كانت ذكريات سعيدة فأنت ستشعر بالفقد لأنها لم تعد موجوده الآن..

صور نجاحك وفشلك، ابتسامتك وفرحك وأيضًا حزنك وانكسارك، سترى من كان بجانبك يُساندك ومن لم يكن في يوم يجبر بخاطرك حتى، ستجد صور مليئه بالفرح وعيوننا لم تتوقع إنها بعد سنوات سترى نفس الصورة وتملأها الدموع، لم نكن نتوقع في ذلك الوقت إن بعد سنوات لم نجتمع مرة أخرى..

عيوننا نفسها لم تتوقع أن ترى حبيبك يصبح عدوك، وقريبك يصبح عدوك، كُل هذا مَـر أمام عينك وجعل في قلبك نغزات لم تفارقه، ومنها من فارقت قلبك وتذكرتها عندما فتحت صندوقك التي أصبح فارغ من المشاعر.. 

هناك في الصور من توفى وفارق، وهناك شخص سافر، وهناك بعد مرور الوقت أصدقاء لم تَـعد أصدقاء بمرور الفجوة، وأصدقاء فترات، واصدقاء دراسه أو عمل فقط ولم يكملوا المسيرة مع ولم تدري عنهم شيء، وهناك من لم يكونوا أصدقاء من الأساس..

سترى كلمات حب كتبها لك أحد ولم يعد بين يديك، وسترى وعود لم تنفذ، سترى كلمات كتبتها أنت في وقت كنت تحتاج لشخص ما أن تقولها له ولم يكن بجوارك..

ستجد أحلامك التي حققتها، أحلامك التي حتى الآن لم تستطيع تحقيقها، وأحلامك التي انتهت بإنتهاء هذه الفترة، وأحلامك التي لو تحققت كانت ستكون كابوس لك، وأحلام تمنيت تحقيقها ولكنك رأيتها تتحقق مع أحد آخر، وأحلام لم تكن أحلام بل كانت وهم.. 

ستجد اغنيه تجعلك تتذكر شغفك الأول عندما قال لك أحدهم إنها تمثلك، وستجد في ذلك الوقت نفسه اغنيه جعلتك تنسى وتتأكد إن هذا كله مجرد ذكرى مؤقته..

غريبة الحياة التي تجعلك الآن بجانب من تحبهم وغدًا لم تعلم مقامات القلوب التي تتغير والمسافات والقدر.

إرسال تعليق

0 تعليقات