الكاتب المغربي "بيدار عبدالعالي" يكتب: الحذاء المثقوب!


صباحات القرية وأجواء البرد القارس ،تنتظر الناس شروق الشمس ،لتفادي الإرتعاش، قصر اليد سمة سكان القرية،
على أنين يتابع عمر دراسته ،ربما لم يشعر حينها أنه يعيش ظروف صعبة ،يحفظ شعر أبو القاسم الشابي ،يجتهد يكتب الشعر.
يظهر عمر بإرادة حديدية، قدوته أخاه ، الطالب الجامعي في مدينة بعيدة ، صحيح دافع حقيقي نحو العلم والتعلم ، لكي يتطور الإنسان يلزمه قضية تصيبه لتحدي الإكراهات ، يفكر عمر إنتشال عائلته من الفقر المدقع ، ثقب حذاؤه من تحت  والحال مطر قوي ، وضع قطعة بلاستيك  صلبة ليمنع دخول الماء وتابع مسيرته التعليمية بجد و  حيوية،روح الشعراء كلما إقتربت من أحد أصبح  رومانسي  .

إندماج أخوه الأكبر  في إحدى الوظائف الحكومية  ،  تنفست العائلة الصعداء ،حصل عمر على البكالوريا  و انتقل  لدراسة ،يسكن  مع أخيه في نفس المنزل .

أطفال صغار وعمر اليد الحاضنة ، المثقف الأنيق ، يحسن التربية وله نفسية جدة عجوز ،خبرت الدنيا تجارب ،يقول عمر مع نفسه  لأبناء أخيه سيكون لهم المستقبل زاهر ،لأن الظروف حسنة وجميلة.

توفي الأخ الأكبر ،بعد حصول عمر على وظيفة كبيرة بإحدى الشركات العالمية ،وهو تخصص إقتصاد ، كمل  دينه  حيث تزوج وأنجب أبناء  ، غايتهم بدون شعور ، إخراج الأب من مرحلة الإحباط الطفولية،  أصيب عمر بمرض السكري ،قطعت إحدى رجليه، يتابع عمله منكبا على حاسوبه المتطور، يشتري أحذية ماركة عالمية بثمن مرتفع،  تسكنه طبعة ذات يوم  مضى ،تمنى حداء يهتم به أمام زملائه التلاميذ ،  يعيش نظام غذائي قاسي يناسب صحته التي تتدهور يوما على يوم ،ينظر بتأمل لأبنائه يلتهمون الطعام ، يرجع بذاكرته إلى الوراء وقضية كسرة خبز و  قنينة شاي بارد وجبته المعدة من طرف أمه على طول الأسبوع ، يوم  كانت الحياة تظهر بسيطة في عيون حمقى الفقر.

إرسال تعليق

0 تعليقات