ليتني حمامة| خاطرة للكاتبة الفلسطينيّة: جَنان مناع

 


ليتني حمامة..

كتلكَ التي تقف على شرفةِ الصالة..

يوميًا في ذات الساعة..

أطيرُ إلى حيث شئت..

دون قيودٍ وأغلال..

يضعونها حول أعناقنا العاجية..

بسببٍ وبدون سبب..

كالعادة..

وأعودُ لأرقد في مكانٍ..

ينتظرني بدفء، بلا أي وصاية!

حرة طليقة..

أنثرُ حبًا..

أشعُ دفئًا..

أغدقُ إهتمامًا..

أسقي ظمآنا..

أطعمُ جوعانًا..

بلا نهاية..

وأعلم البشر معنى الحرية..

ليتني حمامة..

أجلس في مكاني المعهود..

أتأمل الكون الرحب..

دون إلتزام بوضعِ كمامة..

ولا تعقيم يدين..

ولا محاسبةٍ أو دفعِ غرامة..

ولا وجلٍ من نقلِ العدوى والاصابة..

ليتني حمامة..

أغير مسكني..

بسرعةِ البرقِ..

حيث يتواجد أحبتي..

لنتسامر ونلتقي..

على متنِ الحكاية..

ليتني حمامة..

أطير وبجناحيَّ..

أزرع في كل ركنٍ وزاوية..

وردة..

لأقطفها وأغرسها..

 في قلوبِ البشرِ كافة..

لعلني أنزع..

 كل حقدٍ وبغضٍ..

فترسم على الشفاه الابتسامة..

ليتني حمامة..

أصول وأجول..

في ربوعِ البلاد عامة..

ويكون لي فيها بيتًا..

أفتحه لأغمر بالحبِ والأمان..

أطفال الحجارة..

ومعهم أطفال العالم..

في كلِ حي وحارة..

أطفال سئموا الحروب والفقر..

والدبابة..

ويتوقون لحياةٍ عنوانها..

الأمن والسلامة!..

لعلني أمنحهم بعضًا..

مما يستحقون من..

 عيشٍ رغدٍ..

وكرامة!

ليتني حمامة!

***

جَنان مناع- فلسطين

إرسال تعليق

0 تعليقات