ثراء القباطي تكتب: " بين التعاســة والسعـــادة .. حياة المبتعثيــن "

 


الحلم الذي يسعى كل طالب للدراسة في الخارج ذلك الحلم الذي يتوقعه كل طالب بأن يحظى بالجودة والاهتمام ،وأنه فرصة مثالية يُقبل عليه سوق العمل مستقبلاً بصورة أكثر تعمقاً ؛ فالغربة خير مُعلم للكثير من الشباب فهي تجعلهم قادرون على تنمية الذات وتطوير ما يملكون من مهارات وقدرات وهذه صورة إيجابية .

في نفس الوقت قد يواجه الطالب خلال الدراسة في الخارج الكثير من التحديات والصعوبات التي قد تتحكم في مستوى التحصيل العلمي له، وهو ما يجعلهم يشعرون بالقلق والتخبط إيذاء تلك المرحلة وقد يجعله ذلك يفقد القدرة على استكمال الدراسة في الخارج نظراً لما يعانيه هناك.

وهنا التساؤل : - هـــل لمشكلات السكــن والاعبــاء الماليـة علاقـة بضعف التحصيـل العلمــي؟!


في البدء، أقول إن الاسباب المعينة على التميز والتفوق والإبداع ، هو توافر الجو النفسي المعين الى جانب وجود القناعة والرغبة والاجتهاد والصبر وتحمل المشاق.

ومن ثم، فإن مشكلة السكن وما يتبعها من مشكلات الاقساط توقع الكثير من الطلاب في حيرة وقلق كبيرين؛ بل يمكن القول إنها تحتل مساحة ليست من وقت الطلاب وجهدهم وتفكيرهم، لاسيما في الوضع الراهن فيقضي الطلاب المبتعثون في الخارج تحت أزمة تأخر المستحقات المالية لهم، أو إسقاط بعضهم من كشوفات المنح الدراسية أو تعثر بعضهم في الخارج ، لذا يعانون من عدم القدرة على إدارة حياتهم المعيشية وذلك بما يشمل أمور تأمين الوجبات الغذائية اليومية .

 وهذا بلا شك يؤدي في نهاية المطاف الى تشتت ذهن الطلاب وتفرق جهودهم وضياع جزء من أوقاتهم، كان بالإمكان الاستفادة من ذلك كله، لو بقيت مسألة تأمين السكن الجامعي موجودة ومتوافرة لكل طالب جامعي خصوصاً أن ظروفه لا تتيح له فرصة السكن المستقل وتحمل أعباء مالية ترهق ميزانيته الصغيرة.

وهنا يمكن القول - أن المستحقات المالية لمعظم الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج ، أدى الى حرمان عدد منهم من متابعة دراستهم وتحصيلهم العلمي بعد طردهم من الجامعات لعدم سداد الرسوم الدراسية ،فيما يهدد البقية بالحرمان والفصل ، ويرجع ذلك للسبب ذاته تعرض المبتعثين في بعض الدول أيضاً الى الطرد من مساكنهم الطلابية فلم يجدوا سوى الشوارع والحدائق العامة ملجئ لهم في حين لم يجد عدداً من الطلاب الخريجين العالقين في بعض الدول منذ أشهر حتى قيمة تذاكر العودة الى أوطانهم ، وكان أكثر ما تستطيع الحكومات  في مختلف الدول العربية والجهات المعينة بالابتعاث وتقديم لهم حتى الآن هو اشباعهم بالوعود المتكررة التي في حينها تعجز عن تنفيذها دائماً ؛ فما زالت تواصل كيلها من حين الى آخر كجرعة دورية لتهدئتهم وامتصاص غضبهم المتنامي .

وعلاوة مما سبق – يعزو البعض ذلك الأمر الى استمرار الوضع الغير مستقر في الوطن العربي والعالم سواء نتيجة الحروب التي تشهدها المنطقة العربية لتأتي جائحة كورونا وتزيد من تفاقم الوضع على أوضاع الطلاب المبتعثين في الخارج هذا من ناحية ؛ ومن ناحية أخرى يرجع آخرون أسباب ذلك الى تقاعس دور الجهات المسئولة عن المنح الدراسية وتوفير مستلزمات الطلاب ومتابعة أي تقصير، فربما حسب ما يراه البعض من أن المنح أصبحت تتدخل فيها جهات الوساطات في منحها وأصبحت توزع كهدايا أو هبات لكسب ود البعض ، وربما هذا يفسر من خلال حالة الصمت الغريب تجاه متابعة أوضاع معاناة الطلاب في الخارج.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ ثـراء القباطـي

إرسال تعليق

0 تعليقات