الكاتب المغربي «بيدار عبدالعالي» يكتب: أين عصاي؟

 


شاخ فجأة، نتيجة صدمة عائلية، توفي أباه على كتفه إلى الحقل، لحظتها شعر رجل، يظهر في عيون الناس، برعم أمل يستحق العطف، تغيرت نظرته إلى الأشياء، يرى الناس أقزام ، بما فيها عائلته الصغيرة ، إلا كلبه يراه عظيما جدا.

عمره خمسة عشر سنة، يفكر بعقلية الكبار، جلس إلى عمه ، حدثه الإنسان تجارب،تنهد الفتى الذكي ، وإسترسل في الكلام، حيث بكى ، قال الحياة في عمقها كارثة ، تظهر جميلة في عيون المغرر بهم،يهوي الزمن بنا قي قعر سحيق، لا نخرج إلا بعقل، إعتياد المأساة في حضورها الكلي، نزفر لحظات نريد أن ننتفض، نجد دروس الموت، هكذا قاوم الأسلاف،  أبي مات في حلقه غصة ، متى يكبر الأبناء؟، لقي عذاب الناس والزمن.  

دار عمه نحو المشرق ، وقال بنبرة فيها تحسر ، من يطلب عصاه؟، خرج الإبن للعمل ، رغم كنف الإخوة والأم المسؤول، يلقى أسئلة لماذا لا تلعب؟، يقول لخاطره ، وماذا بعد الأب؟، درب نفسه القساوة ، لا يرى حظا متزوج وله أبناء، منعزل شبه كلي ، يريد تغيير الواقع ولما الطبيعة ، غي ضالع لكن شعاره الكفاح ، من طبيعته يلعب دائما بأوراقه كاملة ، لا مكان لسياسة في حياته، مواظب زيارة أصدقاء أبيه ، مات الأول والثاني والثالث، إنتهى الحنين ، جنبات حياة معقدة ، لا شيء مجاني داخل دهاليز الواقع، نعرف الأحكام مسبقا،  في كل جيل تعاد نفس الجريرة. 

يرى غرابة في الفقدان، يطرح أسئلة عدة، مكث في الحقل عاما كاملا،  إعتبر نفسه لاجئ حقيقة، أفكاره شتى وقضيته المركزية الموت، لم يعلن التصالح ولن يسلم، إنتهى يدرب كلبه النطق، عرف صديقه الكلب الوفي بعد إمتحان عسير ، ينطق  بعد نباح طويل كلمات مثل جوع... جوع...

الروائي المغربي بيدار عبدالعالي.  

إرسال تعليق

0 تعليقات