«لبنى دودوح» تكتب: مجرد ظن
بعد وصولها لسن 21,والذي تراه أسرتها السن المناسب للزواج،وإن تأخرت أكثر من ذلك فمن الصعب إسكات أفواه الجيران،فكل نساء الحي تتفاخرن بالخطاب الذين يتقدمون لبناتهن،ويتلامزون على من لم يتزوجن بعد ،ولم يطرق الخطاب أبوابهن.
كانت أمينة قد أكملت سن 21،وعندما تقدم شاب ليطلب يدها ،وجدت في ذلك فرصة ذهبية ،لتتخلص من الشقاء الذي تعيشه،ومن الأعمال التي لاتنتهي،ومن متابعة الدراسة التي لم تعط مفعولها بعد،فقد رسبت في إحدى السنوات الدراسية مرتين،ولديها مشكل مع معلمتها،وبذلك قررت أن تطوي هذه الصفحات الرمادية من حياتها وتبدأ حياة أخرى عساها أن تكون وردية ،تعدها بكثير من الراحة والهناء.
ظنت أنها ستجد حياة سعيدة مليئة بالسعادة حين تتزوج ،وكأن الزواج حل سحري للمشكلات،لكن تصورها قد خاب كثيرا،فبعد 5أشهر من الزواج طرد زوجها من العمل،وعجز عن تسديد أجر الكراء،بينما صاحب المنزل يلح عليه،فاض صبره ،وإحتقن غضبا ،فطلب منهم إخلاء المنزل في أقرب الآجال وإلا ستكون المحكمة هي الحل المناسب لهم.
إزداد الضغط على الزوجين،وتوترت العلاقة بينهما،وأصبحت العيشة سيئة لاتبشر بالخير،فالزوج بعد بحث طويل لم يعثر على أي عمل ،فتزايد حنق وسخط أمينة عليه،وعلى هذه الوضعية البئيسة التي تعيشها،التي لم تعمل لها حسابا .
في إحدى الأيام دخل الزوجين في مناوشات وشجارات،وإرتفعت الأصوات وتعالت بينهما،وإحتدم الصراع بينهما،وبقيا في شد وجذب،ودارت الإهانات والانتقادات على مائدة الحديث.
قالت الزوجة في غضب:أنت لاتصلح لأي شيء يا عديم المنفعة،صاحب المنزل يريد المال أو سيجرجرنا للمحاكم ،وأنت هنا تتململ.
فرد عليها الزوج قائلا:منذ تزوجتك إنهالت علي المشاكل من كل جانب،إنك تنذرين بالشؤم والمزيد من الفقر والبؤس،يابنت الزلط.
ماتمالكت أمينة أعصابها حين سمعت هذا الكلام في حقها،فما لبثت أن أعطته لكمة في وجهه،تركت أثرا واضحا في وجهه،. ستذكره في المرة القادمة كيف ينتقي كلماته بشكل جيد.
إرسال تعليق
0 تعليقات