«لبنى دودوح» تكتب: رحلتي لعالم آخر
في الحقيقة لم أكن أعلم بأن نبأ وفاتي سيخلف صدمة كبيرة في قلب أفراد عائلتي وأصدقائي ومعارفي،لم أكن أتوقع أن تحدث كل هذه الضجة ،وان تذرف كل تلك الدموع لأجلي،أحسست إحساسا غريبا ودافئا إنه الإحساس بالحب ،نعم الحب ،من الرائع أن تحس أنك محبوب من طرف الجميع...
لقد شيع جنازتي الكثير من الناس منهم من تذكرتهم ومنهم من لم أتذكره،كان الجميع يبكي،وأصوات النواح تتردد في المكان،لقد خيم على منزلنا اللون الاسود ،والكثير من الحزن والتشاؤم.
حين رأيت ذلك العدد المهول من الناس الذي شيعني في جنازتي أحسست أن لدي قيمة كبيرة،فهناك من أتى من مدن بعيدة ليتضامن ويواسي أسرتي ويساندها في هذا الخطب المحزن الذي داهمها،حتى عمتي التي تقطن في بلجيكا قدمت لتحضر جنازتي بالرغم من أنها لم تحضر حفل زفافي،ولم تزرنا منذ 7أعوام..،رأيتها مسربلة بعباءة سوداء ،شاحبة الوجه ،ذابلة ،تستقبل التعازي وهي مشدوهة ،مصدومة...
لم أكن أدري أني محبوبة لهذه الدرجة،لكن أن يحضر جنازتي هذا الموكب الغفير من الناس لايعني أن الجميع كان يحبني ،لكن مصيبة الموت تجعلنا نحزن على الميت سواء كنا نعرفه أم لا،ونتذكر الآخرة ،ونفرغ قلوبنا قليلا من الدنيا،ربما لو إلتقيت بأحد هؤلاء الأشخاص لما ألقوا علي حتى السلام.
حتى من يكرهنا ويمقتنا إذا متنا قد يبكي علينا أنهارا من الدموع،فالموت هو نهاية الخير والشر ،والشخص الميت لايقدر على إذايتك ...
عندما وصلنا إلى المقبرة حيث سيتم دفني قرؤوا علي بعض السور القرآنية ،ثم أدخلوني في تلك الحفرة العميقة ورحلوا،إستقبلني ملاك أبيض يشع النور من وجهه،رحب بي وقال لي :سنعطيك جناحا كبيرا لتعيش فيه بسعادة وهناء..
قادني ذلك الملاك إلى الجناح الذي تكلم عنه فوقفت مشدوهة من جماليته وسحره،الكثير من الورود المنثورة على الأرض ،والأرائك المزينة ،الكثير من الفضة والجواهر بأشكال متعددة.
وجدت الكثير من الناس باستقبالي ،وتعجبت من أدابهم وأخلاقهم الفاضلة...
عدت لأرى ماذا يجري في الدنيا فوجدت الجميع قد ذهب الى منزله ،وبقي بعض الأقارب والأهل في المنزل مع أمي ليواسوها.
بعد شهر عدت لأطمئن على أحوال أهلي ،فوجدتهم في أحسن حال ،سيذهبون للبحر من أجل الإطصطياف ،فأشعة الشمس حارقة،وأطفال أخي يقفزون ويمرحون ،وعلامات السرور والبشر بادية على الجميع.
إرسال تعليق
0 تعليقات