«ماري أمين» تكتب: بعد فوات الآوان!

 


لقد كُنت أكتُب إِقتباساً يضُم أمر عودتكَ المفاجئ بعد فترةٍ ليست بقصيرة من غيابكَ، ولكنني لم أستطع أن أجدَ كلماتٍ كفيلة لشرحِ شعوري وتشتتي بذلك الوقت ؛ فقمت بحذفِه ، ولكنني هُنا الآن لكتابتهِ مرةً أخرى.
أكتُب إليكَ ، نعم إنني أكتُب إليكَ ، فهل أنتَ مُتفاجئ؟!
لا تتفاجئ يا عزيزي ، فأنا أعلمُ أنكَ عندما تجدُ هذا النص لن تقرأهُ بل ستتجاهَلهُ كما يتمُ تجاهُل الإشاراتُ المرورية في مدينتي ؛ أتعلم إنني مُتفاجئة من أمر عودتكَ المُفاجئ وأنتَ الذي قُلت : لن أعودَ مهما كلف الأمر ؛ فما هو ثمن الأمر الذي جعلكَ تعود؟!
أخبرني ولا تخفِ عني ذلك ؛ أخبرني لِماذا أتيتَ وهَدمتَ محاولاتي في نِسيانكَ ؟ ، لماذا تُحاول أن تَجعل فؤادي لا يهتمُ إلا بكَ و لكَ؟!
أصبحتُ أراكَ كالحاكم الأناني الظالم ، ذلك الحاكم الذي يحتكرُ كُل شيء لنفسهِ ولا يهتم لشعور شعبِه ولا لمصيرهم ، فقمتَ بانتزاعِ قلبي مني وجعلتهُ يحبكَ ويدمنكَ من دون أن تأخذَ الموافقة من السُلطةِ الحاكمة للمالك والتي تكون أنا ، نعم أنها أنا فأنا مالكة قلبي وسيدتهُ.
أما الآن فإنكَ تركته ،ولكنكَ لم تتركهُ بطريقةٍ عاديةٍ بل كانت طريقة بشعة ، طريقةٌ بشعة لا تتناسب مع كونكَ حاكم ولكنها تتناسب مع كونكَ أنانيٌ ظالم .
حسناً يا هذا ولكن أريدُ إخبارِكَ إن أمر عودتكَ كلفكَ شيء غالي الثمن إلا وهو قلبي ؛ فلقد سقطتَ منهُ كما يتمُ تساقُط أوراق الخريف ؛ وانطفئ حبكَ منه كما يتمُ إخماد نارٍ هائلة تسببت في إبتلاع كل ما يوجد حولها ، فلقد كُنت يا هذا الضحية الوحيدة التي تفحمت وسط النيران ، والأمر الأكثر أهمية أنكَ لم تَعُد تمتلك إي سلطةٍ عليه ؛ فلقد عاد إلى مالكته.




إرسال تعليق

0 تعليقات