خطاب الفاروقي يكتب:نَصِّي الهاربُ مِن عُمق القَصيد!
نَصِّي الهاربُ مِن عُمق القَصيد!
ظلّ مختبئً خلف سرب من
الفراش في حقل زهور!
يغازل وردةً
ويداعب أخرى،
حرَا طليقًا،
لا تُوقظه خيبات الشُعراء
وأقلام أسياده البائسين!
ولا يأبهُ لكاتبةٍ تقصُّ ضفائرها
حزنًا على فراق دِيوانِها
الذي قضمته عنزة جارها السمين.
بلا حزنٍ يُثقل كاهله،
وبلا دمعٍ يُزرف في عقر داره
كوابلِ مطرٍ؛
على رأس فلاح
خدعه النعاس
فنامَ جِوار سُنبلاته
اليانعة! منتظرًا
جولة آخرى.
-
نَصِّي الهاربُ مِن عُمق القَصيد!
وُجد سكيرًا في حانةٍ
منسيّة ؛
-في آخر الرواق-
ممسكًا بكأسٍ أجوف
عاريًا، يمتطي طاولة
غارقًا في همه يفترش ناعِليه،
وينتظرُ نجمةً من السماءِ
لُتخضِّب ابهامه
بالحِنَّاء.!
-
نَصِّي الهاربُ مِن عُمق القَصيد!
فاق من سكرته،
في ليلةٍ اعتلت فيها
السُمرة شفقَ المَغيب؛
حملَ سلاحهُ،
قفز على نهدَيّ إمراةٍ
تحته تختبئ ينابيعَ
وبساتيـن،
قتَل ثلاث جنيات
وسبا الرابعة؛
طرد الملائكة
التي كانت تسكنه،
رفع علمَ النصر
في أعلى الهضبة.!
وطَوَّق المَكانْ
بما تبقى من فُتات
السُطور في جيبه
الأيمن،
ليعلنهُ..
وطنًا وملجأً
لرِفاقه،
الهاربينَ
من عُمق القصيد.
.....................
خطاب الفاروقي /السودان🖋️
إرسال تعليق
0 تعليقات