الكاتب المغربي "بيدار عبدالعالي" يكتب: بعد مأساة!



يعيش حياة مأساوية،شبيه بطير مشنوق من طرف  أطفال،يرفرف بجناحيه ورأسه مبتورة،أثار دماء هنا وهناك ،على الحجر يذبح بسكين خشبي،غلبته الحياة كثيرا يحصي ثوانيه وأيامه ،يريد أن يموت،يحسد سكون وهدوء أهل القبور،يخونه الدمع كثيرا لأن المصاب جلل،لا يدري من أين يبدأ وفي أي خانة ينتهي،سكران يدبر الأمر لربح الزمن،نحيف وصوته أبح يدل على إستنطاقه من طرف الحياة ربما إرتكب جريمة،صحيح حياته رذيلة وفسق وتهور .
يشعر رأسه مقطوعة ،فقد الشهية ،تبتر أعضاءه بالتتابع معنويا،منزوي يعيش التعاسة ،يقول أف وأكثر من الحرب،يموت في كل لحظة مرات ومرات لا يدري عقاب من الله أم الحظ  أصابه في مقتل.
عيناه بازغتان، مصلب بين تناقضاته لا يعرف هل خلل بيولوجي أو فقد توازن نفسي  أصابه .
تساوت الأشياء في عقله الموت والحياة، العافية والمرض،الفقر والغنى،القرف والسعادة،هبت نسيم ريح غازل القمر فجأة ،تحسس رأسه، وضع يديه على عينيه بكى كثيرا،إسترجع ذكرياته وماضيه الحزين ،قال خضعت لتدريب سأكون أحسن،الحياة جميلة وعشقي لطبيبي الألماني الذي نصحني زيادة على الدواء ممارسة الرياضة في الصباح الباكر،ما أجمل الشمس وما أجمل الطبيعة وما أجمل الأشياء حتى في فوضويتها أرى نورا منبثق من أحشائي،وداعا زمن التسيب تحيا الأخلاق لتبقى الإنسانية.
نور التجربة يبقى أثار إمتنان للإنسانية الرحبة في جوهرها الإعتراف بالرحمة.
(نص أدبي)

إرسال تعليق

0 تعليقات