الكاتبة «رحمة خطار» تكتب: الحجر الصحي النفسي
هذه الفترة هي ليست مجرد حجر صحي لحماية الجسد ،و إنما هي فترة حجر صحي نفسي أيضا لمن توفرت لهم سبل السلام و الطمأنينة في بيوتهم ،و إن غاب هذان العنصران عند البعض فيتوجّب عليهم أن يصنعوه بأنفسهم.
صحيح أن تهيئة الجو الملائم في ظل غياب الظروف الملائمة يكون صعبا ، إلا أنه ليس مستحيلا ..
علينا أن نكتب كلمة ممكن بخط أحمر كبير لنميزها ،و نسطّر عليها كي لا تسيطر علينا .
إن هذه الفترة التي يرتاح فيها المرء من صخب ضوضاء الخارج هي مرحلة مناسبة تمكّن المرء من سبر أغوار نفسه التي شغلته أمور الدنيا عن العناية بها ..فروحك أيضا تحتاج للتغذية و العناية مثل جسدك .
في هذه الفترة يمكنك أن توثّق صلتك بربّك، تقرأ وردك ،و تضاعف نوافلك ، و تطالع سنّة نبيك ،و تتفقّه في دينك ..
اقترب من نفسك ،جاورها و حاورها ،غيّر بعضا من طباعك و انفض عنك غبار كسلك ،و إذا فرغت من هذا كلّه يمكنك أن تقدمّ بعضا منه لغيرك على طبق معرفي آخر ،فلا خير في علم لا يُنتفع به.
حاول أن تغرس هذه الأمور في الأطفال الناشئين الذين لا يزالون كبراعم النبات ،اسقها لعلها تثمر كأرواح صالحة ،و أيضا لقّنها كبار السّن الذين لم تتح لهم السّبل التي أتيحت لنا اليوم ،حاول أن توصل لهم الأمور بطريقة تقليدية بسيطة ، لتنال بهذا رضا الرّب و رضا القلب ..
في الأخير ، ستجد أنّك استعدت عافية نفسك ،و ستتخلص تدريجيا من بأسك ،و سنخرج من هذه المحنة بإذن الله "سالمين ، غانمين ،آمنين"..
إرسال تعليق
0 تعليقات