«سيرين المحمودي» تكتب: صراع مميت!


في ٢٣ من نوفمبر ، الساعة منتصف الليل ، الجميع نائمون ، السماء تمطر ، لا تسمع شيئاً في الأرجاء إلا صوت قطرات المطر ، تحدث أصوات جميلة و كأنها تطرق على نافذة غرفتي لي تخبرني أنني لست بمفردي في هذا المكان المظلم ، يزداد صوت أصتدامها على الجدران و النوافذ ، إشتدت عتمة الليل فأثر ذلك على حجرة صغيرة ، تنبعث أصوات منسجمة في الخارج تشبه الموسيقى الهادئة ترسل ألحاناً جملية ،تستمتع الأذن لسماعها و تبعث الراحة و طمأنينة في نفوس البعض إلا نفسي و في لحظة عمى ذهني على مايحدث في الأرجاء ،ليسطدم في بحر من المشاعر و الأفكار التي حاولت جاهداً الإبتعاد عنها لكن لا جدوى . و إلى أين سوف يفرُ المرأ دون عدم مواجهة هذه الأحاسيس المزرية ؟

لقد تأزل صدري من كل تلك خيبات الأمل المتتالية . الأمر كان الذي يحدث من حولي كان يحدث بداخلي ، حاولت الهروب من تلك العتمة التي تكسو غرفتي إلى داخلي لأجد نفس المكان الذي تملكني منه الخوف و ضللت أبحث بستمرار تائهة في عتمة روحي و فجأة أرتطمت بحائط لم أستطيع التعرف على لونه. لقد كنت كالأعمى في زفة و روحت ألتمسه ربما يوجد مقبض باب الأمل و فجأة سمعت صوتاً قادم من أحدى نواحي ، تتبعت صوت ذلك الضجيج حتى ألقى بي المطاف أمام قلبي و ذهني وجدتهم منغمسين في خصام يبدوا أنه معقداً جداً حتى أنهم لم ينتبه بتواجدي بينهم فقلت في نفسي :

_يا إلاهي أن أتمزق ألماً .

فسمعاني القلب و أضاف قائلاً :

_ما يؤلمكي يؤلمني 

و لم يتوقف عن الحديث ...و هو يحاول جاهداً أجاد حلاً لهذه المشكلة النفسية المعقدة .

فنظر إليا عن كثب و أكمل حديثه :

_ يجب عليك تقبل هذا الأمر أنت تحبينه أجل رغم أنني أنزف ألماً بسببه و رغم الحقيقة البشعة أنه يحب غ....

و لم يكمل كلامه حتى صاح بيه العقل غاضباً :

_ أصمت يا هاذا ألي هذه الدرجة تقبل بقتل نفسك و أنت على قيد الحياة من أجل شخصٍ تخلى عنك ، تركك تنزف ألماً و شوقاً يمزقك إلى أجزاء صغيرة أهاذا ماتقول عنه حب اي الحب أنا لا أراه ....

نظر إليه القلب قائلاً :

_ أنا أعلم جيداً خوفك عليا من الكسور و تراكمات النفسية و كل ذلك التعب و لكن لا جدوى من الجدال إن أحبه و أنته الأمر ....

لقد كنت بينهم مثل المجنونة، المشاعر بداخلي كالبركان ثائرة و مختلطة ، حزن مع سعادة مع غضب مع برود مع أشتياق مع حب حقاً قد جون جنوني و أنا أنصت إليهم .

_ يبدوا أنك مصمم على هلاكنا جميعاً . ألا يكفيك هذا الذي فعلته بينا ....

_ أنا أسف ولكن ماعسي أن أفعل ؟

_ و كيف سوف أتوقف عن حبه ؟

أبتسم العقل بكل برود و هدوء ...أردف مستفزاً له :

_ ألي هذه الدرجة أنت أحمق و " رخيس " ؟

ألم تفهم حقاً أن هذا الأمر الذي تفعله سوف يقتل كل تلك المشاعر الجميلة بينا ؟ ألا تعلم أنه لم يتبقى إلا القليل من مشاعر المقاومة الصمود في وجه كل تلك الضراب الموجعة التي تأتي من نفس الأشخاص الذين تتعلق بيهم و تحبهم كثيراً ؟!؟

_ أنت الذي لم يفهم هم أشخاص طيبين ولكن أحياناً يذنب و يجب علينا أن نغفر لهم ذالك و الله يحثنا دائماً على التسامح .

_ أنا أتفق معك في أن يجب علينا أن نغفر لهم و لكن لا يجب أن نفرط في ذالك كي لا يتمادوا . هل تفهم ؟

إنفجار القلب حنين و عاطفى و تسارعت نبضاته .

_أستمع أيها العقل إلى تلك النبضات لقد انفجرت شوقاً إلى تلك ذكريات الجميلة ....

لم يكمل حديثه حتى أحمر العقل من شدة الغضب و تفجر مفاجأة كالبركان الهائج في وجه القلب :

_ أصمت أيها القذر ، المقرف كفاك فرقاً قال أشتياق ، قال. ألا تريد المعرفة أن هذه التفاهات التي تتفوه بها تتعين جدا و تجعل تركيزي يتلاشى و يختفي !؟

أرجوك أصمت أرجوك أنا أتوسل إليك !

لقد أكتفية منك و من هذه الأحاسيس التي لا تجلب لنا إلا وجع رأس ....

إشمأز منه القلب و نظر إليه بنضرات متثاقلة و دموع تنهمر كالشلال من عيناه :

_ أه أيها العقل لقد أحزنني حديثك هذا ...

لم أعد أستطيع تحمل هذا و أنا على وشك الإنهيار صرخت بأعلى صوتي ...

 _أصموت، الصمت أريد سماع الصمت . يكفي هذا يكفي لقد أكتفية هذا يكفي ...لقد اتخذت القرار أنا من اليوم فصاعداً سوف أستمع إلى تفكيري فقط ..

_ و لماذا أهكذا تتخلص مني هل أنا سيء إلى هذا الحد....

_ أنا آسفة ياقلبي الحنين و لكن يجب عليا أن أتخلى عنك لأنك تجلب لنا الكثير من البؤس و ضعف و غيرهم من المشاعر السلبية. عندما أجد من يشفي ألمك هذا و يستحقك عن جدارة أعدك أنني سوف أرجعك إلى العمل مجدداً . لا تقلق أنا دائماً سوف أكون بحاجة لك بعض الأحيان ولكن أنت الأن لست على مايرام يجب عليك الارتياح قليلاً ....

خرجت من عتمة روحي و لم أدري كيف أرتميت على وسادتي ، أسبح في بحرٍ من دموع أكرر كيف هذا لقد تخليت على أهم جزء في أعماقي أضحيت جسداً من دون مشاعر و بقية على تلك الحال حتى سرقني النوم من عالمي الخاص إلى عالم الأحلام .

_سيرين المحمودي



إرسال تعليق

0 تعليقات