«عبدالله عباس» يكتب: اشرح لنا معنى هذه الكلمة؟
قصة قصيرة
عبدالله عباس _ مصر
عند سماعي البروجي , يُضرب في ساحة الطابور , تحاملت علي نفسي ورفعت عني الغطاء , نهضت من فراشي الدافئ , لم أكن في حاجة لأرتداء ترنچ اللياقه , فقد كان علي جسدي بالفعل , وكما يحدث في كل يوم , مثلتُ دور العسكري القديم , علي العساكر المستجدة , دور , لا يلأمني , أتصنع فيه الشكيمة ! : (( أنت ياعسكري أكنس السارية , وأنت هات جاردل مايه , وأنت أمسح , وأنت ياعسكري بيادة , طلع أيدك من جيبك وأخرج أسقى الزرع )) . وقفنا في ساحة الطابور , أنعشتنا نسمة هواء باردة , الشمس في الأفق كانت لا تزال تتمطع , ركدنا حتي تقطعت أنفاسنا , كلما سمع الصول (( بوكس)) رُكبنا تطقطق أثناء التمارين قال : (( بطل ياض أنتا وهو تلعب في نفسك ))
سيقت كل الكتائب إلي (( الميس )) وهنالك , قال لي الصف ضابظ المشرف علي إطعامنا بعد أن أعطاني السرفيس : (( أنتا وزميلك )) , باشَتْ كل الچرايه التي كانت بحوزتنا , ونحن نبحث دون جدوي , في الماء عن حبات الفول .
بعد أن إستبدلنا ترنچات اللياقة بالأڨرولات , جلسنا الجلسة العسكرية تحت المظلة نسمع محاضرة يلقيها علينا أحد الضباط , من هم في الخدمة أفلتوا من هذا العقاب , من حين لأخر, كان يأتي عسكري الكنتين , ليبيع لنا كنزاته الباردة , فتخطفها الأيدي التي ظمأ أصحابها من شدة القيظ . توقف الضابط عند كلمة (( الحسم )) في الكتاب الذي كان يتلو علينا منه , نظر صوبي وأمرني أن أنهض وأشرح لزملائي معني الكلمة , بقيت صامتاً , لا أدري كيف أشرح لهم , ولما طال صمتي , كرر سؤاله ولكن علي عسكري أخر : (( أي معني كلمة الحسم ؟ ))
رفع العسكري عقيرته قائلاً : (( حَسَمَ يَحْسِمُ حَسْماً الشئ قطعه حسم بينهما الخلاف الداء أزاله بالدواء )) بعدما رددت كل العساكر ما قاله , سألوه همساً عن معني هذا الكلام , فأجابهم همساً بأنه لا يعلم , متي جمعوا مهماتي في مِخله , ومتي وضعوا المِخله علي رأسي , لا أدري , شرعت أطوف حول المظلة راكداً , وفي كل طوفة أسمع العساكر تردد: (( حَسَمَ يَحْسِمُ حَسْماً الشئ قطعه حسم بينهما الخلاف الداء أزاله بالدواء )) حتي حل الظلام علينا .
إرسال تعليق
0 تعليقات