أمة العليم أحمد الصوفي تكتب: أم ولكن!
قصة قصيرة
أم ولكن !
كنت في صغري ، أحلم أن اصبح أمًا ، وبعد أن تزوجت ، أنجبت طفلي الأول ، كنت أسعد أمرأة في الأرض ، كنت أعد الثواني ، والساعات متى يكبر ؟! دللتهُ كثيرًا حتى أصبح شابًا !؟! كنت لا أبخل ، عليه بشيء ، شيءً فشيئًا ، لم اعد أراه ،
إلا في المساء ، ومن ثم أحيانًا ، حتى استقال بنفسه ، وتزوج
سألته ، لماذا كل هذا الجفاء ؟! وأنا أمك
وكنت أحقق لك ، كل أمنياتك ! والآن
تتركني .. العفو يا أمي ،فأنا مشغول،
وليس لدي وقت ، هكذا قال : لي ثم
غادر ، منذ اكثر ،من ثلاث سنين ، ولم اعد أراه إطلاقًا … بماذا قصرت معه ؟!
حتى نساني ، ونسى أن له أماً ، هنا تسكن بالمدينة ، على بعد كيلوا مترات ، من بيته ! هل هذا جزاء ؟! من تحملت وصبرت ، وربت ، وسهرت ، وجاعت …
مهما حاولت الصمت، لاتجاهل ، ما بداخلي ، من ألم وحسرة ، على جفاء ابني، وبعده عنى !! لا يصدق عقلي ، وقلبي…… ابني
لم يعد يذكر أن له أماً ، قلبي يحترق ، كل يوم الف مرة ، ابكى حتى أنام وبيدي
صوره التى لا تفارقني أبداً ….
يا أم فلان ، هكذا ينادوني ؛ وهم لا يعلمون أني أماً ، تركها ابنها ، أم ولكن !
لم ترى ابنها لسنواتً مضت ، وكأني أم ليس لديها أبناء …..
وماذا عنك ؟! لم أراك منذ تزوجتي ؟! وتركتي الحى…
قالت : لها وقد احمرت عيناها ، وتبدلت ملامح وجهها ، وظلت تنظر اليها ، بصمت مندهشة ، وغصت الكلمات بداخلها ، وحبست الدموع في عيناها بصوت متقطع ، هل الأبناء هكذا…
كنت أظن الأزواج وحدهم !؟! أجلس على مائدة الطعام وحدي ، أبكي ، أحزن ، أتألم ، لا يرافقني في زيارة أهلي ، ولا يخرج معي ، ولأ يسألني عن حاجتي لشيء !! كثيرًا ينام ، خارج البيت ، وأن كان في البيت نام على الكنبه ، لا يسامح لي حتى أسأله ؟! دائمًا عصبي , هناك حواجز بيننا ! ومسافات ، وإهماله لي ، جعل مني ، دميه تتحرك ، كيف ما يشى ؟! حتى نسيت أني إنسانه ، لها حق العيش ،، أقوم بحقوقه على أكمل وجه؛ ولكن أين حقوقي ؟! هل فارقت بيت أبي لانعدام قوتهم ؟! وأتيت ابحث عن لقمة
عيشي عنده، ليجعلني بين جدران منزله، مجردة من كل حقوقي ، لماذا كل هذا الظلم ؟ لو خاف الله فينا ، لما تجرعنا ، مر السنين….
ومتزوجة ولكن ، لا وجود لها في حياتي ..
ضاع شبابي ، وأجمل سنين عمري !! بين
الانتظار ، والأمنيات متى يعود ؟! هل يوماً ما يشعر بالمسؤولية؟! وأن الأولاد كبروا ،
هل المال هو كل شيءً في حياته ؟! عشنا سنين طويلة نصارع الحرمان ، الذي في حياتنا ، لعل وعسى يتغير ، لكن دون جدوى ….
هو يعلم جيدًا ، ولكن أنانيته ، واستغلاله لي ، جعل منه زوجًا ، لا يبالي بشيء …
مثل كثيرًا من الأزواج
بقلم: أمة العليم أحمد الصوفي
اليمن
إرسال تعليق
0 تعليقات