«الأميرة التائهة» قصة للكاتبة المصرية: غادة خالد الحدّاد

في يوم من الأيام أشرقت الشمس على مدينة ناردين التى ظلت مع ذلك مظلمة فالشمس تشرق كل

يوم ولكن المدينة تظل مظلمة فى قلوب قاطنيها فأهلها فى أشد الحزن على ما فقدوه وعلى من فقدوه فقد فقدوا منازلهم وطعامهم وفقدوا الأميرة الصغيرة (نورا) وذلك بسبب حروبهم مع مدينة جوتل وبالرغم من أن الأميرة الصغيرة كانت لتصبح أميرة جوتل وليس أميرة ناردين إلا أن أهل ناردين حزنوا حزنا شديدًا على فقدانها فقد أنبأ صاحب الجلالة بأن عصر هذه الأميرة سيكون عصر رخاء وازدهار وسلام مع شعوب العالم وأن لمن يجدها مكافأة كبيرة فبوجود هذه الأميرة سيتم عقد قرانها على الأمير (نور الدين) أمير ناردين الحقيقى وبالتالى سيتم السلام بين مدينة ناردين ومدينة جوتل وقد سميت مدينة ناردين بهذا الاسم نسبة إلى الأمير (نور الدين) .

وبذلك ظل الناس يبحثون ويبحثون ولكن دون فائدة ، لم يجدوها وبكى الناس (صغيرهم وكبيرهم)

ولم يناموا بل بكوا حظهم وأخذوا يقولون*

يارب لقد بكينا حظنا يوما * وأردنا أن ينجلى الحظ السىء

يارب ندعوك أن تفرج همًّا * جعلنا نعبر الممر الضيق

وظلت مدينة ناردين على هذا الحال حتى جاء الخبر الذى وقف جميع الناس ليسمعونه بلهفة

وقد كان" قرر صاحب الجلالة تحويل النظام الملكى إلى نظام إمبراطورى وذلك نظرا للظروف

العصيبة التى نعانى منها فالنظام الملكي أودى بنا جميعا إلى الهلاك وكان الله فى عونكم"

وبالرغم من خطورة النظام الملكى إلا أن الناس حزنوا حزنًا شديدًا فقد كان تحويل النظام الملكى إلى نظام إمبراطورى يعنى أنه لايحق لأى أحد من عامة الشعب أن يتولى هذا المنصب حتى وإن كان من أهل الخبرة وإنما يكون هذا الحق لأفراد الأسرة الملكية حتى وإن كانوا لا يفقهون شيئا.

ولكن لم يحول ذلك بينهم وبين إيمانهم بأن الله معهم وأن الله فى عونهم وبذلك لم يتوانوا لحظة

وإنما عملوا بجد واجتهاد فقد كان كل ما يشغلهم هو البحث عن الأميرة الصغيرة فظلوا يبحثون حتى مات منهم الكثير ومرّ الزمان حتى كبُر الأمير (نور الدين) وأتم الخامسة عشر من عمره ووقف يخطب فى الناس بعد وفاة أبيه صاحب الجلالة فقال " أعلم أيها القوم أن أبى قد مات وتركنا ولكنى معكم وسأظل معكم مادمتم معى وأعلم أنى صغير ولكن مع ذلك لن يكون أول قرار لى هو إلغاء آخر قرار لأبى ولذلك سنبحث جميعًا عن الأميرة (نورا) والتي ستصبح إمبراطورة بإذن الله وسيتم ذلك بزواجنا ودمج الحضارتين الناردينية و الجوتلية وأيضا لن ألغ النظام الإمبراطورى مادام ذلك فى صالحنا وأستودعكم الله" وبكى الناس على الملك ولكنهم لم يستسلموا وإنما عملوا بجد كعادتهم حتى جاء أحد الحراس للأمير فى يوم كان الناس فيه قد اشتكوا إلى من لهم وبدؤوا فى التوانى عن أعمالهم وضعفوا وساء حالهم فقال له: أيها الأمير لقد بلغت من العمر الحادية والعشرين وستفهمنى عندما أخبرك بأن الناس قد بلغوا ذروة التعب والملل من اللا شيء

وبفضل الله وبعد عشرين سنة من العناء همّنا على وشك الانتهاء ولذلك أرجوك.......... ولم يكمل حتى قال له الأمير: ماذا قلت ؟! إن كان ما تقوله صحيحًا فهذا يدل على قرب وصول الأميرة ، فقال له الحارس: أرجوك أن لا تضع حياتنا على المحك ، وأن تتزوج فتاة أخرى طالما أن كل شيء ٍأصبح بخير فصاح الأمير قائلاً: أتمزح! لأنك إن لم تكن تمزح فسيؤذيك ذلك حقًّا فقال له الحارس: يا إلهي أليس لهذا الهم من تنقية دم , ولا حتى من شن حرب على السم , ولا من انقضاء للغم إلا بعد وصول أميرة الجن . فقال له الأمير: ماذا تقصد ؟ قال له الحارس: أقصد أن الجن لا يظهروا للناس ولذلك فإن هذه الأميرة مثل الجن لا تظهر وأتمنى أن تظهر فقال له الأمير: كل ما عليك أن تذهب إلى مدينة جوتل لتحرس أهلها حتى ينمّى ذلك المودة بيننا وسأنتظر منك الأخبار فانطلق الحارس في رحلته".

وبعد مرور عام من البحث الغير مفيد جاء شيخ إلى الأمير وقال: لو علمت أنك ترضى بغير الأميرة زوجة لك لزوجتك ابنتى فهى خير الفتيات ولكنى أبشرك خيرا فقد ظهرت الأميرة , ففرح الملك وكأن شعاع نور قفز من مقلتيه ولمعت عيناه فقال: وأين هي ؟ فقال له الشيخ: ستصل عند الفجر فقال له الأمير: حسنا وشكرا لك . وبعدما ذهب الشيخ تعجب الأمير لأن الحارس لم يأته بأى خبر منذ أن وصل إلى مدينة جوتل . وعندما حل الفجر انتظر الأمير الأميرة التى كان يفترض أن تصل فى هذا الوقت ولم تأت, حتى جاء الحارس مسرعًا ودفع الباب وعندما رأى الأمير قال له : أشكر الله على أنك بخير فقال له الأمير: ماذا تقصد ؟ فقال له الحارس: إنها ليست الأميرة إنها خادمة من جوتل جاءت لتضع السم فى كأسك . فقال له الأمير: ماذا تقول؟ أنت تعلم أن ما تقوله خطير, أليس كذلك؟ فقال له الحارس: أعلم ولذلك أسرعت إليك فقد تعب أهل جوتل وقرروا قتلك وقد سمعت الناس وهم يتفقون على ذلك فقال له الأمير: لما ؟ نحن نبحث عن أميرتهم وليس عن أميرتنا فقال الحارس: قلت لك تزوج أى فتاة يا بنى ولكنك لم توافق فتحمّل الآن نتيجة خطأك. فقال له الأمير: وأين هي الآن؟ حتّى جاءت الفتاة وقالت: أنا هنا يا مولاى وعندما كاد الأمير أن يصفعها قالت له ألم يكن واجبى هو قتلك ! فلم لم أفعل ذلك؟ فتوقف الأمير وقال لها: أخوفًا ؟ قالت: لا بل حبًّا ، حبًّا لشخص أحمق فقال لها: أمسكي لسانك, فقالت: أأمسكه؟ لكنت الآن ميتا وتقول لى أمسكى لسانك سأعتبر ذلك مزاحًا ولكن تأكد أنى على حق فيما أقول, فالأمير الذى يترك إمبراطوريتين فى عناء لعشرين سنة أحمق فقال لها الأمير: وماذا كنت تريديني أن أفعل ؟ ألغى قرار أبى ؟ فقالت له: لو كان أبوك هنا الآن لصفعك صفعة ظلت فى وجهك طوال حياتك .فقال لها الأمير: وماذا تريدين ؟ قالت له: تزوج فتاة أخرى. فقال: وإن لم يتحقق السلام والرفاهية أقتل نفسي أو أقتلك ما رأيك؟ فقالت له: أراهن على حياتى أن السلام سيتحقق أما بالنسبة للرفاهية فما كان لأميرة أن تحقق الرفاهية لأحد فهى إمرأة مجرد إمرأة أتت فقط لتنجب الرجال العظماء كأى إمراة لو حاولت أن تصبح عظيمة شغلها عن ذلك الرجل الذي وضع في مكنون نفسه أنه فقط العظيم ولا أحد عظيم غيره.

وكلنا نعلم أن "وراء كل رجل عظيم امرأة" ولو كان هناك فهم لكنتم فهمتم أنّ أبيك قصد أميرة جوتل التى يخترونها لك لتتزوجها والضائعة فى الزمان والتى بحلول السلام مع مدينتها تتحقق الرفاهية ويتحقق الأمان فصاح الملك قائلا: ماذا؟ أميرة تائهة فى الزمان وليس فى أى مكان؟! فقالت: نعم . ففقد الحارس وعيه لما سمع فهم يبحثون كل هذه المدة عن اللا شيء فقال لها الأمير: وأنت الأميرة ؟ فقالت: نعم أيها الأمير الذى أفسدت علينا حياتنا فطلب منها الزواج دون التفكير فى إن كان ما قالته صحيحًا فرضيت وكان الزواج وأنجبت له الأمير (أنور) وبعد عامين من الزواج تُوفى الإمبراطور الذى لم يعلم بأنه يوجد أميرة بالفعل وتنتظره حتى ينقذها ولكن وداعا أيتها الأميرة فقد أخذ أحدهم مكانك ولذلك إمضى فى حياتك فهكذا هى الدنيا المخادعة التى تعطى المكانة للأبلغ والأفصح فيا إلهى استطاعت خادمة أن تميل قلب إمبراطور بكلامها الذى لم يكن فيه شىء صحيح وقد استغلت ما قد عانى منه الأمير فصدقها وكان لها ما أرادت .

وبالرغم من أن الناس أصابهم الصّرع لما علموا إلا أن ما كان قد كان وما فات عليه الأوان هو أن الإنسان يخدع أخوه الإنسان بلا خوف أو هوان وليست القصة هى ما ستُخلّد وإنما الخداع هو ما سيُخلّد على مَرّ الزمان وبذلك كان على الناس أن ينتظروا أميرة أخرى للأمير(أنور) فقد كتب لهذه المدينة ألا تنام.

بعد وفاة الإمبراطور (نور الدين) حزن الناس كما حزنوا لوفاة أبيه ولكن لم يكن جميع الناس حزناء فمنهم من فرحوا لأنهم ظنوا أنه كان سبب نكبتهم وحزنهم، ولكن يا لسذاجة هؤلاء الناس الذين لم يعلموا من سر المأساة الحقيقية التي أصابتهم وهي الأفعى السامة التي جاءت لتنفث سمها في هذه المدينة، ولكن يا تُرى من كانت هذه الأفعى؟ ولم يجب أن نلقبها بذلك؟

بلغ الأمير أنور أشده فوجد مُلكا كبيرا في انتظاره ولكنه أخذ يسأل نفسه كثيرا عن السبب الحقيقي وراء وجود هذا المُلك ، وفي يوم ما استدعته أمه وقالت له: يا بني قد سئمت من تدليلك ويجب عليك أن تتحمل المسئولية فأنت الآن ناضج ولا يجب عليك أن تضيع كل ما عانيت أنا في الحصول عليه.

فقال لها: يا أمي عن أي معاناة تتحدثين؟ لا يمكن لامرأة أن تفعل كل هذا وحدها، من هو أبي يا أمي ؟ من هو هذا الإمبراطور العظيم؟ فقالت له: قد تُوفِّيَ أبيك ولا تسألنى عنه مرة أخرى وصرخت في وجهه قائلة: أغرب عن وجهي الآن . فانصرف الفتي والدمع فى عينيه وترك القصر وذهب يتنزه في الحدائق حتى رأى فتاة جميلة وكانت تتلألأ مثل القمر فأُعجب بها كثيرا وذهب ليتحدث إليها فقال لها : ما أجملك! من أنت؟ فقالت له : أنا إبنة خادمة تعمل عندكم في القصر أيها الأمير وشكرا لك لأنك وصفتني بالجميلة. فقال لها وما اسمك فقالت له : اسمي زهره فقال : والله إنك لتستحقين الاسم . فقالت له : شكرا لك ولم تكد تكمل حتى نادتها أمها فأسرعت الفتاة لتلبية النداء . وتعددت اللقاءات بين الشاب والفتاة حتى عرف منها أن والدتها كانت لتكون سيدة هذه الإمبراطورية ولكن الزمان مال بها فأصبحت خادمة فيها فتعجّب لذلك وكأنه شعر بوجود شيء ما غير واضح في هذه الإمبراطورية ولكنه أخفى عن أمه كل شيء لأنها كانت عصبية جدا وخاف أن تتشاجر معه.

ولكنه لم يهدأ له بال وأصر على معرفة الحقيقة وبينما هو متعمق في التفكير إذا بصراخ يعلو المكان ففزع وجرى مسرعا ليرى ما حدث فوجد حارسه مطروحا على الأرض والسكين فى صدره وأمه تصرخ فسأل عن الفاعل فأخبروه أن الفاعل هرب قبل أن يعرفوا من كان فأقسم لينتقمنّ ممن فعل هذا شر انتقام.

وجلس الفتى يُهدئ أمّه وهو لا يعلم حتى سر بكاؤها بهذه الطريقة (فالأفعى لم تخبر ابنها أنه بدون هذا الحارس لا يكون لها حق فى الملك لأنه هو الشاهد الوحيد على زواجها الحقيقى من الإمبراطور(نور الدين) .

فسألها: يا أمى لم تبكين بهذه الطريقة؟ هل كان مقرّب إليك؟ فقالت له : قد ضاع كل شيء , تصرّف يا ولدى فإنى أفنيت عمرى فى السعى لأن تكون الإمبراطور العظيم فقال لها : حسنا يا أماه لا تحزنى هكذا- سأفعل ما تريدى ولكن اهدئى . فابتسمت الأفعى ابتسامة ماكرة ثم انصرف الأمير.

وفي أحد الأيام كان يجلس مع الفتاة الجميلة زهره فرأته أمه فنادته وقالت له: من هذه الفتاة ولم تجلس معها؟ فرد الأمير قائلا: هى زهره يا أمى وهى ابنة خادمة عندنا وقد أصبحت صديقتى الآن .

فقالت له: لا يجب عليك أن تصادق أولاد الخدَمة يا بنيّ لا تتحدث معها مرة أخرى فقال لها: ولكن يا أمى إنها صديقة جيدة فقالت له: اسمع ما أقول لك فأنا أدرى بمصلحتك . فحزن حزنا شديدا وقال حسنا يا أمى لكِ ما تريدين, وذهب إلى زره وقال لها:

سامحينى فأمى لا تريدنى أن أتحدث معكِ مرة أخرى فقالت له: لا بأس . وانصرفت فهى معتادة على هذه

المعاملة من الأفعى. وذهبت زهره إلى غرفتها فتبعتها أمها ورأت الحزن فى عينيها فقالت لها: ماذا حدث يا حبيبتى؟ فقالت لها: يا أمى أنا أكره هذه المرأة فمتى يأتى اليوم الذى نثبت فيه خداعها فقالت لها: لا تقلقى يا حبيبتى فيوما ما سيظهر الحق وانصرفت والدمع فى عينيها فالحارس الذى كان له القدرة على إثبات حقيقة الأمر مات. وحزن الأمير حزنا شديدا وشرع فى البكاء ولكنه سمع أمه تملى على الكاتب رسالة فأصابه الفضول وذهب ليسمع ما فى الرسالة فسمع أمه تقول: "يا صُهيب أنا أشكرك كثيرا لأنك خلصتنى من هذا الحارس فالآن أنا سعيدة وسأرسل لك نقودك قريبا فلا تقلق". ثم سمعها تقول للكاتب لا تخبر أحد وخذ , هذه هى نقودك.

فانصرف الأمير إلى حجرته وهو فى صدمة رهيبة مما سمع وأخذ يتمنى لو أنه لم يسمع أى شيء ونام ذو الحظ العثر والدمع فى عينيه. وفى الصباح سمع صراخ أمه مرة أخرى وخرج ليرى فوجد الكاتب على الأرض وهو مقتول فصُعِق لما رأى وكاد أن يصرخ فى وجه أمه ولكنه امتنع عن ذلك لأن جميع الخدمة وحتى زهره كانوا قد أتوا ثم أخذت الأفعى تقول: من أين سنحضر كاتب مرة أخرى لما يا رب كل من نحبهم يُقتَلون, فمن يفعل معنا هذا؟

فتعجب الأمير فى نفسه فقد تأكد أن لأمه القدرة على التمثيل ببراعة. وانتظر الأمير حتى أتى الليل ودخل على أمه وقال: والله يا أمى لولا أنك أمى لكنت قتلتك الآن ولكن أتعلمين شيئا سأريح نفسى وأذهب لأبى وعندما رأت الأفعى السكين فى يده قالت: ماذا تريد يا بنى هل أذيتك فى شىء فقال لها يا أمى: كُفّى عن قتل الناس أرجوكِ أخبرينى يا أمى لم تفعلين هذا؟ أكلّ هذا من أجل المُلك؟ يا أمى أنت لست حتى صاحبة هذا الملك فهو لغيرك, يا أمى حرمتينى من أبى ومن حبيبتى ومن حارسى ماذا تريدين أيضا خلصّينى من حياتى أرجوكِ حتى لا أضطر للانتحار .فقالت له: أنا لم أقتل أحدا يا بنى فقال لها: يا أمى أنا أعلم كل شيء وأعلم أنك تقتلين كل من له القدرة على كشف حقيقتك, أرجوكِ يا أمى الجميع يعلم أنكِ خادمة. فقالت له: اخرس. فقال لها:حسنا يا أمى سأخرس ولكن للأبد. ثم وضع الأمير السكين بالقرب من صدره وكاد أن يطعن نفسه فصرخت وقالت له: حسنا سأخبرك بكل شيء ولكن أترك السكين أرجوك. فتركها وبدأت الأفعى فى التحدث قائلة: منذ أربعين سنة دارت حروب بين مدينتى جوتل وناردين واستمرت هذه الحروب حتى خسر أهل جوتل الأميرة نورا وأخذ الناس فى البحث عنها حتى مات منهم الكثيرون فملّوا من البحث وقرروا قتل أبيك الإمبراطور وقد وكَّلنى أهل جوتل لأدسّ السم فى شرابه ولكنى لم أفعل وطلبت منه أن يتزوجنى ففعل لأنه لم يجد طريقة أخرى يرضى بها أهل المدينتين وقد أنجبتك وبعدها بعام تُوفِّىَ أبيك بمرض خطير لا علاج له ولم يتم البحث عن الأميرة نورا مرة أخرى فأخذت أفعل الكثير حتى ينتقل الملك إليك ولكن فى أحد الأيام جاء الحارس وهددنى بأنه سيخبرك بكل شيء فطلبت من شخص اسمه صهيب أن يقتله فقتله ثم أرسلت له رسالة بأنى سأرسل له المال ولكنه عندما رأى الكاتب بدون المال قتله وجاء وهددنى ولهذا أنا حزينة للغاية ولا أعرف ما أفعل فساعدنى يا بنى أرجوك. فقال لها: حسنا يا أمى سنقتل هذا الحقير عندما نجده ولم يكد يكمل حتى سمعوا صراخ فأسرعوا إلى مكان الصراخ فوجدوا إحدى الخادمات فى يدها سيف ورجل ما مطروح على الأرض فقالت (الإمبراطورة المزعومة): هذا هو صهيب وقد مات الحمد لله. فنظر الأمير إلى الخادمة وقال لها: من أنت؟ فقالت له: أنا الخادمة نورا وقد رأيت هذا الشخص يمسك فى يده سيفا وهو متجه ناحية غرفة الإمبراطورة فقتلته. فتعجّبت الإمبراطورة لمَّا سمعت الاسم وقالت لها ومن أين أتيتِ يا نورا؟ وما هى قصتك؟ فقالت لها: قد وُلدت بعيدا عن أهلى ولطالما أخبرونى بأنى سأصبح الأميرة المنتظرة لمدينتي جوتل وناردين فكنت أفرح كثيرا ولكنى خُطِفت وحرِّرت من قِبَل فارس من مدينة جوتل فتزوجنى وأنجبت منه زهره وقد تُوفِّىَ وانتهى بى المطاف هنا ففرحت الإمبراطورة التى أرادت أن تفعل شيء جيد فى حياتها وأن تثبت لابنها أنها تغيرت بالفعل وقالت لها: إذن فأنت الإمبراطورة وأنا أميرة فى القصر ولكن بشرط فقالت لها فى فرح شديد:وما هو هذا الشرط؟ فقالت لها الامبراطوره الجديدة: أن يتزوج أنور من زهره ففرحت نورا وقالت: ولم لا؟ أنا أوافق وأعلم أن زهره ستوافق وشكرا لكِ لأنك حققتى لى حلمى ثم جاءت زهره مسرعة وقالت: وأنا موافقة سلفًا . ففرح الأمير أنور فقد وجد سعادته الفعلية وتأكد أنه لم يكن ذو حظ عثِر ولكنه كان أكثر شخص محظوظ فى العالم ثم قبَّل رأس أمه . وبعد خمسة أيام تزوج الأمير أنور من الأميرة زهره وكانت السعادة الحقيقية.

وهذه هى النهاية السعيدة التى دائما ما يتمنَّاها الجميع .....