أميمة عرعور تكتب: لا تكسر قلبي!





 لا تكسر قلبي  

إياك وكسر الخواطر! 

أميمة عرعور 

_______



لا تكسرني بكلامك الجارح الذي كالسيف يمزق قلبي لا تجعلني أشعر كأنني مختلف عن الجميع ولا تجعلني مصدر سخر لأصدقائك فأنت لا تعلم مدى الألم والخيبة التي أشعر بها ، أنت لا تعلم أن كلامك يقتحم قلبي ويوقظ نيرانا بداخلي ويجعلني أشعر كأنني أبشع مخلوق على وجه الأرض أحيانا أو دائما بالنسبة لي لا تكون الأذية جسديا فقط بل أبشعها قولا أنت عند مضايقتي والسخرية مني أقع في صراعات نفسية مع تدني إحترام الذات تصنع مني شخصا مكتئبا ويبدأ التفكير في الإنتحار يسود على عقلي في حين أنت تنهي يومك نشيطا وسعيدا كأن شيئا لم يقع ؛من منا خلق مكتمل فالكمال لله عز وجل لا تؤذيني في شيئ لم يكن من صنع يداي لاتكسر خاطري فالخواطر ليست عظاما تجبر.




سأتقاسم معكم قصتي المأساوية لربما توقظ ضميركم لتكونوا أكتر حذرا عند جرح من حولكم؛بالمناسبة إسمي نور والكل يعتبر أنني عكس إسمي ولا أمد له بصلة لربما لأنني سمراء البشرة أو بسبب الحبوب التي تغطي وجهي أم لأنني سمينة ولا شيء يناسبني وكذالك نظاراتي التي تغطي نصف وجهي الكل ينعتني بالسمينة البشعة لا أصدقاء لدي العزلة و الوحدة هم أصدقائي ولن ننسى الدموع أيضا التي تأنس وحدتي كلما شعرت بالحزن يتوغل بداخلي أقصد ذاك المكان البعيد عن الجميع لا أحد يتواجد به فقط أنا وزقزقة العصافير وكترة الأشجار المحاطة بي أبوح لها سبب فجوتي ههه أجل لأن لا أحد ينصت لي ،أميل للأماكن الخالية من البشر كي أهرب من إستهزائهم لي حتى دراستي التي دائما ما أعتبرها مخرجي الوحيد من هاته المتاهة بسبب هذا التنمر بدأت أمتنع عن الذهاب للمدرسة كي لا يزعجني أحدا بكلامه القاسي ؛لن يشعر أحدا بما أقوله ولن يعلم مدى بشاعة هذا طالما لم يقع في نفس الموقف .

أتذكر ذات يوم عدت للمنزل ووجدت أمي إشترت لي فستانا أحمر ممزوجا بالأبيض جعلني هذا أشعر بسعادةكبيرة إفتقدتها منذ زمان وخفف عني ذاك العبئ على قلبي ظننت إن إرتديته سأبدوجميلة وهذا سيغير نظرتهم لي ربما يمدحوني هذه المرة أذكر أنني تركته بجانب وسادتي وأنا كل أمل أنه سينال إعجابهم.......أشرقت الشمس وإقتحمت أشعتها غرفتي نهضت وأنا على تقة أن كل شيء سيتغير ولن يسخر مني أحد ؛بعدما إرتديته ذهبت بإتجاه المدرسة بإبتسامة صادقة دخلت الفصل وأخبرتني إحدى زميلاتي في الفصل أنني أبدو جميلة لم أنهي إبتسامتي حتى سمعت إحداهن تقول « تظن أنها بذالك الفستان ستبدو جميلة أنظري كم هي سمينة ياللمهزلة لم أرى أقرف من هذا « كلماتها كانت بمتابة صاعقة على قلبي حقا هذا مؤلم لكن هذه المرة لم أستطيع الصمود لم أتحمل كلامهما القاسي خرجت من الفصل مسرعة وهذا كل ما أتذكر إلى أن وجدت نفسي ملقات على السرير في إحدى المستشفيات وأمي بجانبي ممسكتا يدي ترتجف خوفا 

التنمر كلمة بسيطة لكنها قادرة على خلق فوضى عارمة في حياتك وفي أحاسيسك أيضا اليوم أنا لم أعد ضعيفة لربما بفضل ذاك التنمر أصبحت على ما أنا عليه الآن قوية وحققت ذاتي أصبحت ناجحة ؛ذاك الكلام الذي كان يجعلني أبكي طوال اليوم أصبح الآن مصدر قوة لي هو من خلق هذا الشغف العظيم بداخلي تغيرت ليس لإرضاء الآخرين فهذا لم يعد يهمني بل لإرضاء نفسي أهم لي من كل شيء تصالحت مع ذاتي وأحببتني كثيرا ؛بالرغم من تغير شكلي لكن هذا لم يجعلني أنسى أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح ونقائها وجمال الأخلاق ،فالجمال الداخلي يبقى دائما مهما حييت أما الجمال الخارجي يتلاشى مع الأيام كن أنت ولا تغير من نفسك لإرضاء أحد فمن يحبك سيحبك كما أنت وإن أردت أن تتغير فتغير من أجل خالقك فقط ؛إياك أن تجعل أحدا يستهزئ منك لأنك مهما كنت فأنت جميل وهذا أكبر دليل ؛ »لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم »

إرسال تعليق

0 تعليقات