أم الحسين تكتب: فات الأوان!
(قصة)
_____
عصبي في تعامله ،وحيد ليس له أصدقاء! عنيد لايقبل النقاش ،يحب نفسه كثيرًا …
قالت : أمي منذ متى أبي بهذا الحال؟!
ابنتي الغالية: لقد كبرتي كثيرًا ؛وعرفتي
كم أعانيه من أبوك الذي أحبه من كل قلبي! مع أنه يعاملني بكل قسوة ووحشية !!منذ تزوجته ،وهو على هذا الحال! صمتت برهة ،ثم قالت: تزوجت بعد موت أمي ، وهل كنتي تعرفينه!؟
لا ، لا لم أعرفه ، تقدم لي وأبي وافق
عليه ، أنتي هل وافقتي ؟! فاض الدمع
من عيناها وتساقط على الأرض كالمطر .
رفضت بشدة ،ولكنه أصر ،وحين تم العقد حزن حزنًا شديدًا واغرق الدمع
مقلتاه ، عندما رآه ، قال : لا تبكي
هي في عيوني ، عندما أتذكر هذه
الكلمة ، أبكي بمرارة وقهر حتى أنام !!، أين ذهب الوعد الذي قطعة على نفسه ؟!! قالت:أدخلني عالمه الذي يلفه الغموض، لم اتقبل حياتي معه!؟
فهو ليس ذلك الإنسان ، الذي تشعر معه بالأمان ، .بل يعاملني كأني عدوه له
ليست زوجتة ..عصبي دائمًا ، كنت أخاف منه كثيرًا ،حتى أني اقدم له طعامه ؛ وشرابه ويداي ترتعشان !!من شدة الخوف ،فأنا يتميه ووحيدة ؟ ليس لي اصدقاء ، بل أربعة جدران هي كل شيء في حياتي ..أحبس الدمع في عيني؛ والحزن في قلبي خوفًا منه…
ابنتي : اتذكر أول يوم مرضت فيها من شدة البرد . سخر مني ،وتخاصم معي
؛ورفض يداويني ،ومنع عني حتى علبة دواء من الجيران، كاد الألم يفتك بي،
؛بل تركني وسافر…بدون حتى أن يتذكر
كيف كانت حالتي قبل سفره ، أو يسأل عنى .. مات أبي وزادت معاناتي !!
لا أم تحن عليا ، ولا أب سند لي ..
كتبت على الرمل بدمي ، بعد موت أبي
لمن تركتني !
لزوج ما أوفي لحي كيف ؟يوفي وأنت ميت!
كنت تظن أني تزوجت من يحمني،
بل قهرني وأبكاني !
وزاد في ظلمي
واسكن الهم في قلبي….
لا تبكي ، فهذا البكاء من نصيبي وحدي ،
تجرعت من أبوك مرارة كل هذا السنوات
وأنا ساكتة ، وصامتة ومطيعة له ..
قالت : أمي تذكرت
لماذا ؟ عندما نخرج أبي ياخذنا من دونك!و يعطينا كل شيءٍ نحتاجه ،
ويلعب معنا ، ونأكل ونشرب كل شيء،
عادك يا أمي !!!؟ ابنتي هذا يسعدني
أنكم سعداء ، ولا تهتمي لأمري
ابوكم : يحبكم أنكم اولاده
وهذا يكفيني ..
ابنتي : بين هذا الأربعة الجدران منذ سنوات ، وأنا أخاف منه .
أخفي حزني وألمي و فرحي،
حتى علبة الدواء أخفيها ، أخاف
منه حتى وهو نائم …!!!..
مرت الأيام والسنوات وهو لم يتغير ؛ونسيت نفسي ، نسيت حالى ، نسيت أني على قيد الحياة، كنت اسمع قبل أن أتزوج
أن الزوج هو السند ، واذا زعلتي يرضيك ، واذا حزنتي يواسيك ، وأن بكيتي يمسح دموعك !! وأنا أن زعلت سود عيشتي ،
كيف ؟ ولو بكيت أو حزنت وعرف، كنت أخفي دمعي وحزني ، واتظاهر اني سعيدة خوفًا من بطشة ، فهو لا يرحم.
تحملت عناء وتعب السنين التي أثقلت كاهلي ، ودفنت معاناتي
وكبرت أختك ،ووصلت سن الزواج..
كانت تأمل بإن زواجها ! هو خلاص من معاملة ابوها لي ، وتجد رجل طيب يعرف معنى الحياة ، ويخاف الله من أن يظلمها ، كا أبوك الذي ظلمني ….
تزوجت أختك!! ومرت الأيام جاءت في زيارتنا ، ماهي الا ساعات قليلة حتى مرضت ، أخذناها إلى الطبيب ،قال:
هي لم تأكل منذ أيام ، أخذنا الدواء وعدنا إلى البيت…
ماذا بك يا ابنتي؟ سقطت دموعها على خديها وغصتها العبرة ،وكادت تختنق !..
هو لا يعطيني شيء . لا أجد شيء في البيت…
في المساء خارج البيت حتى الفجر ،
وفي الصباح نائم ،وأنا أنتظره حتى يصحو
لعله يعطيني شيء …
وأنا على الحال منذ تزوجته؛
وفي المساء جاء زوجها ليأخذها ،قال : لا تاخذها حتى تشفى تمامًا..
ولماذا ؟ ابنتي بهذا الحال !!عمي هي التي ترفض أن تأكل وأنا اطعمها بيدى ؛
اعطيها مال وتشتري أشياء لا فائدة منها..وخيم الصمت على المكان، وهو يعلم أنه يكذب ، وابنتة تقول الحق.!!
وكأن ابوك يتذكر شيء..
عادت أختك إلى بيتها، وفي الصباح الباكر
لم يستقيظ كعادته ، بدأت أطمئن
ساد الهدوء البيت ، الذي لم نجده على مر كل هذا السنوات، بدأ ابوك هادئ
وأخبرني يومًا ، أن معاملته لي تغيرت
قلت : في نفسي ، بعدما ،ماذا ؟ أن تهالك جسدي ،وابيض شعري ، واختفت ملاح وجهي ،آآه حتى وقد أنا بهذا الحال، ولا أستطيع أن أخبرك الحقيقة ، أنك ظلمتني معك ، وظلمت بنتنا بسبب عنادك ،وادركت أخيرًا ، ظلم زوج بنتك
لها ، فات الأوان ..هل ستعيد لي شبابي
وتعوضني ،عن السنين التي سرقت مني
وقد ضعف بصري ،دفنتني بالحياة ، وحرمتني من كل شيء، آآآه يا مدينتي
لقد ! علمت أن فيك جمال ساحر ، جبالك وهضابك تأسر الناظرين ، ولكني
حرمت منك …لماذا ؟ أنتي صامتة
قطعت تفكري وأنتبهت ، له ، وقال : سامحيني
على تلك السنوات ….
صمت ،وقلت سامحك الله
أنا بعوضك .. ابتسمت وأنا أخفي الحزن الذي أحرق سنين عمري ، ومرارة تلك الأيام التي تقطر دما ، من جسدي ،
ماعاد تفرق معي ، أن تغيرت أو ظليت
على حالك !!!لقد ذقت الحياة بمرارة معه !! لقد فات الأوان…
إرسال تعليق
0 تعليقات