أم الحسين تكتب: لأجل عينيك.
لأجل عينيك !
كنت في سطح منزلي المكون من طابق واحد ، في قريتنا الصغيرة المنحدرة تحت الجبال الشاهقة التي تكسوها الخضرة ؛وقطرات الندى فوق أغصان الشجر ؛ وهواء النسيم الذي يداعب أوراقها ؛ وخيوط الشمس الذهبية ؛ورونق الجمال الساحر
زادها تألق .. رأيتها وهي تلعب أمام منزلهم ، المجاور لنا ، حيث ونحن أقارب ، وجيران ، ولكن لفت نظري ابتسامتها الطفولية الساحرة و شقاوتها .
هي من مواليد المدينة، ولكن تأتي كل عام في أجازتهم العيدية ، كنت أنتظر ! متى يأتي العيد ؟وتأتي صاحبة الأبتسامة الساحرة! كنت أكبرها بسنوات قليلة..
لا تفارق خيالي أبدًا ، مرت سنوات ، وهي لم تعد تأتي بعد ! لماذا ؟ لا ادري ..تغيرت أحوال الناس ، ودخلت البلاد في حرب ! كثيرًا من سكان المدن ، لجوؤ إلى القرية ، وكانت عائلتها من بينهم ؛ ولكن لم أعد أراها ، فهي اصبحت شابة في الثانوية ، وقد كانت تمتاز بالذكاء ! والأخلاق ؛ولا تخرج من منزلهم
إلا الدراسة فقط ، وقد قررت أن أخبر أهلي ، أني أحبها وأريد الزواج بها !! وأن يعلم الجميع حبي لها ، لا أريد أحد يتقدم لخطبتها…تقدمت لها رفضت الزواج بي!! لم ييأس قلبي من حبها !
اكملت دراستي العليا ، وتقدمت لها مرةً ثانية ! ولكن كالعادة رفضت !؟! لم أستسلم أبدًا ، فهي حلمي الوحيد ! هناك من حاول إقناعي بتركها، والزواج بأخرى ! وأنا اقول: لا يهم أن ضاعت سنوات عمري! لن اتخلى عن حبها أبدًا !؟!
صبرت حتى اكملت تعليمها الجامعي ؛
وتقدمت لها للمرة الثالثة ، والرابعة
حتى وافقت أخيرًا !! وتحقق حلمي ، وصارت ملكي ووعدت نفسي ، أن لا أجعل ابتسامة تلك العينين تحزن أبدًا……
إرسال تعليق
0 تعليقات