الكاتب المغربي: أشرف الزبيري يكتب: إلى من يستحق منا الإهداء!




إلى اللذين بكوا على الوسادة كثيرًا، ولم يتسوّلوا شفقة أحد...
إلى الذين تألّموا وكتموا وصبرو وصابروا...
إلى من حمل وجع الأرض وتحمّل واستحمل..
إلى من قَسَت عليه الظروف ولم يجد أي سند غير كتفه....
إلى من بكى سرًا وضحك جهرًا...
إلى من تهاوى سرًا وتظاهر بالقوة علنًا...
إلى من شكا لله همه واشتكى...
وتطبّع بالصمت في حضرة الناس...
إلى من لازال يقاوم كل الظروف...
متشبثًا بخيط الله المستقيم...
إلى من يمشي حبوًا رافضًا الاستسلام...
إلى القابضين على جمر الحياة...
إلى من لم يزغ بعد عن الطريق رغم المغريات...
إلى من يحدِّق في الفراغ ساعات طوال...
من يرتشف كوب قهوة سوداء بأربع قطع سكر ومع ذلك يشعر بأنها مرة...
لأن مرارة الحياة أفقدتها الطعم...
إلى الصامتين طول الوقت...
السارحين في الخيال، الراسمين حياة أخرى غير الحياة...
إلى من بكى كثيرًا دون دمعة...
من يحمل رجلًا ستينيّاً خلف وجه شاب عشريني...
إلى من ضاقت به الأرض ورأى في السماء متسعًا...
من صام عن الكلام وقال كلامًا كثيرًا دون أن ينطق بكلمة... عناقًا طويل.

إرسال تعليق

0 تعليقات