الكاتب المغربي "أشرف الزبيري" يكتب: فواجع مواجع؛ الطرق غير مفروشة بالورود!
الحياة منذ بدايتها ألم، وستظل هكذا للنهاية، منذ أن وُلِدنا أول مرة وصرخنا بأعلى صوت، وسنظل نصرخ حتى الفناء، تمر الحياة بتقلبات، فهي غير ثابتة على حال معين، فصل من الحياة نقضيه في فرح، فصل في بكاء، فصل حزن وألم، اكتئاب، لا أشياء دائمة وباقية، كما تمنحنا الحياة أشياء ثمينة وتجعلنا فخورون بما حققنا، تَسلب منا أشياء أخرى وتذيقنا مرارة الفقد بقدر التعلق الذي أبدينا بتلك الأشياء الغالية والثمينة، لا منطق ثابت للحياة، إنما المنطق الوحيد الذي تسير به، أن لا حال ثابت ولا أشياء دائمة، كل شيء يمر، الحزن يأتي من ورائه الفرح، والألم يأتي من ورائه الشفاء والانفراج، المخاض يأتي من ورائه الولادة، والعكس كذلك يسري،... هكذا هي الحياة وهكذا يسير قانونها الكوني، ملزمون على عيش كل تفاصيل الحياة الدقيقة، ملزمون على المرور بكل التقلبات، وعيش كل الأحاسيس مهما اختلفت شخصياتنا، خلفياتنا، واقعنا، مركزنا الاجتماعي، الاقتصادي، لا مكان يمكن أن تهرب إليه لتتجنب العيش وفق هذا القانون المُلزِم، ملزمون على التأقلم، كما ملزمون على الصبر، كما ملزمون على المقاومة ورفع سلاح المواجهة حتى النهاية،... علينا فقط البحث عن معنى وسط كل هذه التقلبات، وسط كل هذا الضجيج، وسط كل هذا التيه، أن نبحث عن معنى للحياة، معنى يُشعرنا بأننا قادرون على العيش رغم كل هذه الحروب، ويجعلنا نسعى للحياة كل مرة، دون أن ننسى الموت الحتمي،... معنى يجعلنا قادرين على أن نحظى بولادة جديدة من كل مخاض عسير.
إرسال تعليق
0 تعليقات