ثراء القباطي تكتب: المــلل... ظاهــرة العصــر!

 


الملل هو شعور ينتاب الشخص عندما تكون النشاطات من حوله غير مهمة بالنسبة له، وترجع أسبابه الى الشعور بالرتابة للحياة والروتين اليومي عندما يكون الوقت الذي يقضيه دون عمل شيء ما، أو بالأحرى تسميته بوقت الفراغ والذي أطلق عليه من الناحية الطبية ( Taedium) . ويعتبره الإخصائيين في مجال علم النفس  مرض من الأمراض التابعة للاكتئاب.

ففي ظل الاهتمامات التكنولوجية وتطورها حديثاً؛ إلا أن انتشار ظاهرة الملل والكآبة والشعور بالضيق؛ أصبح لها وجود نسبي يقل أو يكثر لدى الصغير والكبير، والذكر والأنثى ،حتى أصبح كل واحد منهم يعبر عنها بأسلوبه الفريد وطريقته الخاصة ، وأبرز مظاهرها على النحو الآتي:

سماع الاغاني والموسيقى .

 ممارسة عادة بالتدخين.

السهر وكثرة النوم وحب الراحة والكسل.

العزوف عن القراءة الجادة الى قراءة المجلات الهابطة.

الاهمال في الدراسة والتسيب في إنجاز اشغاله الضرورية والهامة. 

ونجد من البعض ان يستهين بهذه الظاهرة ،ويرى من أنها أمر لها مناص من الانفكاك عنه ولا علاج لها، وإنها ليس لها ذلك الأثر الذي يستحق الحديث عنه. ولكن لو بحثنا بكل صدق وموضوعية عن آثارها السلبية في جوانب حياة الإنسان سنجد أن لها آثاراً كثيرة .. ومنها :

أولاً: ضياع الكثير من الخير والطاعة: 

 ويتمثل ذلك من خلال التقصير والتفريط في أداء نوافل الطاعات.

ثانياً: حدوث فشل في تحقيق الآمال والطموحات: 

حيث تجعل الانسان ينصرف عن الجد والاجتهاد ،والحرص والمتابعة، فيُقصر في أداء الأعمال الواجبة عليه .. وهكذا دواليك من التساهل لدى فئات كثيرة مصابة بهذا الداء دون الأخذ بأسباب النجاح والتفوق الدنيوي في وقته، ويكسلون عن البذر والزرع في أدائه منشغلين عن ذلك باللهو فإذا جاء زمن الحصاد وقطف الثمار لم يجدوا شيئاً سوى حصلوهم على ثمرة رديئة أو معدلاً منخفضاً لا يؤهلهم للمستوى الذي يطمحون إليه ، فيشعرون بشيء من الحزن والأسى عندما لا تنفعهم ذلك لفوات وقته.

ثالثاً: خسارة العمر والمال: 

هناك البعض من الأشخاص يعيشون في حالة من الرفاهية لدرجة تجد همه وتفكيره الترفيه عن نفسه باستمرار وتضييع وقته بأي عمل؛ فنجدهم ينصبون تفكيرهم فقط في استغلال البرامج الترفيهية والممارسات اللامسؤولة بغض النظر عن كونها ستقطع جزءاً من عمره فيما لا طائل له، ولن تنفع أمته بوجه من الوجوه ،فالمهم عنده الترفيه وكفى!!! 

في نفس الوقت ليس معنى هذا أن نحجر على الترفيه أو نحرم شيئاً أحله الله؛ لكن الأجدر أن تستغل هذه الأوقات في تنمية وصقل المهارات في الأغراض المفيدة وإعطاء الترفيه قدر حاجته؛ بحيث لا يؤدى الترفيه الزائد الى الملل و ضياع كثيراً من عمر الإنسان في هذه الحياة ببرامج ترفيه وملاحقتها دون تحقيق الفائدة منها ؛ بدلاً من التفكر في الطموحات الدنيوية العليا والأعمال الآخروية الباقية التي ستترك له أثراً يصعب إزالته مع الأيام وبصمة لا تنسى .

رابعاً: ممارسة العادات الغير صحية: 

يصل ضغط هذه " الظاهرة" عند هذا الانسان وما يشعر به من ضيق وملل في التفكير بإزالة هذه الحالة والتخفيف لها من خلال ممارسة طريقة وأسلوب حتى ولو كانت غير صحية ومنها على سبيل المثال التدخين.

وعلاوة مما سبق – نسلط الضوء على هذه "الظاهرة" التي يتعرض لها كلٍ من الفئتين الذكور والإناث ومدى خطورتها لاسيما  تؤدي بدورها الى مشاكل اجتماعية بسبب كثرة وقت فراغهم التي تنتج عنه حالة من عدم الاستقرار الداخلي مما يؤدي الى تكريس نظرتهم  السوداوية للحياة.

وهنا يمكن القول – أن التخلص من هذه " الظاهرة" يحتم على الجميع بالأخذ بأسبابه وايجاد الحلول والمعالجات الناجعة من بيئة الأفراد بأبسط الحلول الممكنة ومنها : 

الحديث مع الأصدقاء المقربين .

الاحتكاك بالعالم الخارجي. 

تجنب الجلوس مع الاشخاص المملين. 

تجنب الأفكار والمعتقدات السلبية والجامدة عن الحياة .

تنمية مواهب الكتابة كالقصص والروايات والمقالات .

فعل أي شيء جديد في كل يوم وإن كانت بسيطة.

أداء الشعائر الدينية كالصلاة والدعاء.

ممارسة الرياضة والألعاب الرياضية.

..............

بقلم/ ثـراء القباطـي




إرسال تعليق

0 تعليقات