الكاتبة المصرية "منة إبراهيم" تكتب: في شوارع بيروت!
يُعزفُ على أوتار الكمان، ويُصدرُ صوتًا موسيقًا رائعًا، وتُدق الطبول والمزامير، ويَنظرُ من وراء عدسته، فَيَرى عروسٌ جميلةٌ، تطلُ بفستانها الأبيض ممتدًا بجوارها، ويقفُ عريسُها بعيدًا يشاهدها، وعينه تذرف الدموع في جوٍ رومانسي، تُعدُ تلك اللحظة من أجمل اللحظات بالنسبة إليها، ولكنها لم تدم طويلًا حيث أنه كان للقدر رأي آخر، إذ يشعران فجأة باهتزاز الأرض من تحت قدميهما، ذلك الاهتزاز الناجمُ عن ذاك الانفجار الحادثُ ببيروت لم يكن انفجارًا عاديًا حيث أنه امتد لمئات الكيلومترات دمر كل شيء لم يترك منفذًا إلا وقد مر عليه كملك الموت لم يأخذ أرواحًا فحسب ولكنه أخذ معه الأماكن والممتلكات أيضًا، وبعد أن أنهى ما قد جاء من أجله تنظر إلى ذاك المشهدُ السعيد الذي ذكرناه مسبقًا لتجد أن كل شيء من حولهما أصبح فتاتًا لا حول به ولا قوة، تنظرُ إلى المباني المحيطة بهم لتجد أنها لم تنجو من أثر الانفجار، فلقد تكسر زجاج النوافذ وتهدمت بعض البيوت المجاورة بالإضافة إلى انبعاث غازات سامة أثر ذاك الانفجار مما جعل يومهما السعيد أصبح وكأنه عكس ما توقعوه، غط الانفجار عليهم كسحابة سوداء أغشت أعين الجميع عن الرؤية وعن مواصلة التنفس أيضًا كل دورها بأن توديا بهم إلى الهلاك وبالأسف على هؤلاء المصابين الذين كانوا أكثر عُرضة لها اقتحمت أيامهم السعيدة فجعلتها أشقاهم.
إرسال تعليق
0 تعليقات