وذهبت أحلامها| حكاية للكاتبة المصرية: أمل كميل

 


كانت هناك فتاة جميلة جدا تدعي كارلا تعيش مع اسرة فقيرة الحال  في بلدة صغيرة ونائية .نشأت في بيئة ومحيط لايعترف بشئ سوي عاداتة وتقاليدة المنغلقة كثيرة عن العالم المحيط فهو لايؤمن بأهمية تعليم الفتاة وحرية ارادتها في أختيار نوعية دراستها وحرية التعبير عن رغباتها بل حريتها ايضاً في أختيار شريك حياتها.كما أنها ترعرعت في جو من النزاعات الأسرية فكأنت الاسرة الصغيرة المكونة من أربعة أفراد : الأب والأم وكارلا واخيها الذي يصغرها بخمسة أعوام منير ,أسرة بيتها مبني على أساسات من الرمل وليس الصخر فهو معرض للهدم في أي وقت تسودها علاقات ضعيفة والمحبة بينهم قد تكون موجودة ولكنهم يفتقرون الي التعبير عنها لبعض بالتصرفات وألافعال .فوجدت الفتاة كارلا والتي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما وهي في المرحلة الثانوية نفسها تعيش وحيدة حتي بين أسرتها فوالدها فكان من المتشددين في تفكيرهم فلا يسمح للبنت بالرحلات ومرافقة صديقاتها في مناسباتهن من اعياد الميلاد والنجاح حتى أنه كان لا يعترف بمثل هذة الاحتفالات أصلا وكان يغرس في أولاده أهمية المحافظة على أنفسهم من الغرباء لذلك كان لايسمح بان يزوره أحد وهو بالتالي لايزور أحد  بينما الذهاب إلى الكنيسة يكون في وجوده وترتب على ذلك عدم ذهابهم إلا في الأعياد.

وحاولن الخادمات تفقد الاولاد لمدارس الأحد كثيرا ولكنهم كانوا يواجهون مشاعر خوف من الأب تجاة أختلاط الأولاد بأخرين فكانت الحالة للأسرة يخلوها الجو الروحي الديني . أما عن الاقرباء فكانوا يخشون التقرب من الاسرة نظرا لقسوة طابع الأب حتى ان الأم والأولاد  لم يكونوا يشعرون بالأمان حتى في بيتهم وكان يضربها ويضرب والدتها لأتفة الأسباب أما عن فتاتنا الجميلة كانت منعزلة عن أهلها ولديها شعور دائما بأنهم غرباء عنها ,حيث كثيرا ما كانت تقول لنفسها بأنها ليست بمثلهم من عقلا وفكرا كما لديها تطلعات لمستقبل باهر فهي ترغب في أستكمال تعليمها الجامعي وأن تصبح مضيفة طيران. وكانت الفتاة يأتيها خطاب أحيانا ولكنها كانت ترفض بسبب تصرفات والدها وخوفها من أن يصبح زوج المستقبل شبحا أخر لوالدها فتهرب من سجنها المؤقت الى أخر أبدي.

ثم جاء يوم ظهر شاب في حياتها يعيش بالقرب من منزلها تتابع ظهوره مع وفاة والدها حيث جاء برفقة والدتة لعزاء أسرتها حيث شعرت بتحررها من قيودة ,لم يحبها ولكنه أحب جسدها وجمالها وصمم أن يتقرب منها وينال ودها  بأي طريقة ولم يهمه شيء فهو في الأصل شاب جامعي  يدعي ماجد وسيم يتمتع بالكثير من العلاقات الاجتماعية والجاذبية أيضا ,فبدأ يتصل  بوالدتها بحجة الأطمئنان علي متابعة الفتاة لدروسها بينما كانت الفتاة في حالة من الاكتئاب والخوف من عدم مقدرة الاسرة المادية لأستكمال دراستها فتشعر بضياع أمالها .

ذات يوم زارها  هذا الشاب وهو يحمل معه ملخصات دراسية ويطمئن على الاسرة فأحست الأم باهتمامه ببنتها وراودتها أفكار أي أُم انه ربما ستكون عروس في المستقبل وبهذا التفكير كثر ترددة عليهم. وهو يظهر مشاعر المحبة والاحترم للعائلة بل تطور الي أعجاب الفتاة بالشاب وهو أمر طبيعي لمثل من في سنها فبدأ الشاب يتحدث عن نفسه وظروفه وحرمانه من الحب الاسري ايضا فنال استعطافها وزاد علي ذلك الاهتمام بتلبية كثير من طلباتها والتي تعجز العائلة في توفيرها كما كان يحضر لها في كثير من الاحيان اشياء تحتاجها دون ان تطلب وبهذة الطريقة بدأ في أستدراجها للحديث عن نفسها حتي أصبحت تشعر انهم خلقوا ليكونوا لبعض فالله يعوضها عن مافاتها وان الأوان أن لتفتح الحياة ابوابها لها .اما الشاب فتمادي في تعبيرة عن حبة المزيف الخادع لها .

  وفي صباح أحد الايام بينما تذهب كارلا لمدرستها تعرضت لحادث سيارة فأصطحبها اهل الخير الي المستشفي وتم عمل الفحوصات وكان كسرا بسيطا .اتصلت الممرضة بالرقم الذي معها وكان رقم مجدي ,الذي اتي بعد غضون ساعة ,وهويبدي قلقة عليها متاسفا لها عن تاخره بينما تحملق فيه زائرة احدي المريضات بجوارها ولاحظت كارلا انها تنظر اليه بدهشة ثم استأذن منها الشاب ليحضر والدتة لها في اليوم التالي وانه سيذهب لطمأنة والدتها عليها حتي لا تقلق بينما يهم في خروجه بادرتها الفتاة بالسؤال :هل تعرفين ماجد ؟فردت عليها في تردد ,هو قريبك؟ قالت لها: 

- بل خطيبي. فقالت لها تعرفت عليه من أين ؟فجاوبتها الفتاة في قلق: ولماذا السؤال؟ فقالت:

- هل تعرفينه بحق؟

فردت:

- انه جارنا مخلص ووفي وبيحبني .

فبادرتها انه شاب استغلالي استغل طيبة أهل صديقتي فوالدها صاحب محل تجاري كبير وهي زميلتة في الجامعة وسهلت له العمل مع والدها واكتشف سرقتة لاموال من كشف حساباتة غير علاقاتة بالكثير من الفتيات اللاتي خدعن بمظهرة الملائكي.ثم تركتها وذهبت وذهب معها احلامها وبقي لها الدمار النفسي والمعنوي الذي رافقها لفترة ليست بقليلة .

***

أنه لشئ طبيعي أن يحدث هذا مع فتاة غير محصنة عائليا وغير مؤسسة في جو اسري .فهو نوع من المشاكل التي تعاني منها الكثير من الفتيات اللاتي يفتقرن الي أجواء الحب والترابط والاحترام العائلي وهو الأساس الذي عدم وجودة يقلل من فرص خلق أجيال بناءه أما الأهمال والتفكك يؤدي الي تدمير الشباب وتخليهم عن أهدافهم وأحلامهم 







إرسال تعليق

0 تعليقات