خواطر| للكاتبة الفلسطينية: جنان مناع

 



( تائهٌ أنا في محرابِ عينيكِ )

تائهٌ أنا في محرابِ عينيكِ يا سيدتي

أبحث في ثنايا القلبِ الهشِ كغيمةِ

عن ثقبٍ صغيرٍ يحتويني لديكِ

أما زلتِ أنتِ أنتِ!!

طفولية الملامح,خجولة

وطيبة القلب كما أسمكِ!!

أنا أشهد وأشهد وأشهد يا سيدتي

بأنني مهما عبرتُ محيطات وقارات

للبحثِ عن أخرى تشبهكِ

سأعودُ مثقلًا بالحنينِ والأشواقِ والآهات

لأقرَ وأعترفَ بأنه من الصعبِ أن أجدَ مثلكِ

سأعودُ سريع الخطواتِ إليكِ

جاثيًا على ركبتيَّ

أمام بحرِ الرقةِ المتدفقِ من وجنتيكِ

لأهمسَ في أذنيكِ

 بأنكِ يا صغيرتي إستثناءً حلوَ المذاقِ كالشهدِ

وغرورًا لن يصدرَ منكِ

بل سأجدكِ كما دائمًا عهدتكِ

متواضعة, مُحبة, داعمة

والعبراتُ تترقرقُ من مقلتيكِ

بحضنكِ الدافئ تمسحينَ عني

غبار سنينٍ طويلة عشتها كالأبله بعيدًا عنكِ

فأنا بدونكِ على سفرٍ دائمٍ يا فاتنتي

وفي ربوعِ البلادِ والأوطانِ التي وطأتها قدمايَ

لم تكن عينايَ  قادرة إلا أن ترى سواكِ أنتِ

فماذا بالله عليكِ بناسكٍ متعبدٍ مثلي فعلتِ!!

***

               (أسماء للبيع في المزاد)

ذات مساء ولجتُ غرفتي لتحضُنَني الأوراق

فوجدتها مبعثرة متناثرة في الأفاق

سألتها ما الخطبُ عَلامَ كل هذه الآهات

قالت:إستمعتُ إلى حديثكِ مع جميلة الجميلات

تأوهتُ:يا رفيقة الدربِ

 من أجلها سأنثرُ عليكِ الكلمات

جميلتنا:

وردة ٌ يانعة أتَتْ إلى الحياةِ لتعيشَ بسلام

غايتها الإزهار لتعبقَ بشذاها كل روضةٍ وبستان

فقتلوها يا للعار إنهم قتلوا فيها الإنسان

قتلوا فيها أجمل صفةٍ الحس المُرهف والوجدان

ولم يتركوا لها سوى آهاتٍ تجثُمُ على صدرها وأشجان

هكذا نحن في شرقنا الحبيب

إن لمْ نقتل الجسد نقتل الروح

وإستعراضِ العضلاتِ مِنْ شِيَمِنا

فنعتدي على الضعيف 

وفي مستنقعاتِ الظلمِ نرمِيه غريق

وأحدًا لا يَهِبُ لِنجدتِه 

قريبا كان أم رفيق

وندوسُ بأرجلنا على نعمةِ الذوقِ والجمال

وفي نهايةِ المطافِ ندَّعي الكمال

في الشرقِ

العادات والمفاهيم الحسنة

في الدُرجِ نُركنها

وفي الأكياسِ نُكدسها

لنكتبَ عليها غير صالحة للإستعمال

أما المفاهيم والمعتقدات الخاطئة

نتشبث ُ بها ونحيا عبيداً وأسرى 

في غياهبِ سجونها

مُبحرينَ في ويلاتها

دون أن ندركَ حجم مأساتنا

فتاتنا يا سادتي

لِمَن خامره شك حيةً ٌ تُرزق

ولها أسرة وبيت

إلا أن المرارة التي بها تعيش

ناتجة عن كونهم ألحقوا بها صفة الضعيف

ونحن والحمد لله في الشرقِ فنانونَ 

بإختراع الصفاتِ والالقاب

ونبيعها لكل زائرٍ يدُقُ علينا باب

فيتناقلها الأغراب والأحباب

والنتيجة إلتصاقها بصاحبها 

كما تلتصقُ به الثياب

يا للعار

حتى أسماؤنا في الشرقِ تنسى

ونعلن عنها للبيعِ في المزاد

إرسال تعليق

0 تعليقات