محمد عبدالباقي يكتب: القلب المطمئن!



 كيف يكون القلب مطمئنا ؟ راحة القلب والسكينة والهدوء وراحة البال ,كلها أمور مطلوبة بل ربما يكون سعي الإنسان طول عمره في طلبها وتحقيقها فكيف  الوصول إليها ؟.

يقول الله عز وجل (الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد 

        تسكن القلوب وتطمئن بذكر الله وتستقر ,والقلوب إذا اطمئنت واستقرت انعكس ذلك على الجوارح بالعمل الطيب ,هل يعني هذا أن الإنسان إذا ذكر الله اطمئن قلبه واستقر وسكن واستراح ؟ وما هو الذكر ؟ وكيف يكون ؟

الذكر :هو تلفظ باللسان مع اعتقاد بالقلب وحضور الذهن .

      ذكر الله الذي يحصل به الاطمئنان هو الذكر الذي يلازم صاحبه في سره وعلانيته في وحدته ومع أحبته ,باختصار أن يكون الذكر منهج حياة ,تعلق الذاكر بالمذكور ,الذكر حمد وشكر واستغفار واعتراف وطلب ودعاء ..

القلب يصلح بمثل هذا الفهم للذكر ,ليس دروشة ولا تمايلا بالجسد ولا تواكلا واعتمادا على غير الله , بل القلب يصلح بذكر الملك سبحانه وتعالى  بعقل حاضر وذهن متقد وقلب غير غافل ولا لاهِ .

       القلب إذا صلح بشكل عام صلح الجسد وصلحت الجوارح يقول  النبي صلى الله عليه وسلم : الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ.

الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 52 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه البخاري (52 )، ومسلم (1599)باختلاف يسير

       القلب صلاحه صلاح لسائر أعضاء الجسم وفساده فساد لسائر أعضاء الجسم , وقد دلنا الإسلام على الطريقة المثلى لصلاح القلب  بل واطمئنانه وسعادته ,ألا وهي ذكر الله.

    القلب الذاكر لا مكان فيه للحسد ولا البغضاء و الكراهية ولا الحقد ولا الغل , إنما يكون منشغلا بما هو أعظم من ذلك, منشغل بما هو أرقى من ذلك, منشغل بذكر الله عز وجل .


إرسال تعليق

0 تعليقات