الكاتب المصري «محمد عبدالباقي خيال» يكتب: أين أخلاقنا؟
سأبدأ مقالي بهذا السؤال متعجبا من الحال التي وصلت إليه كثير من المجتمعات الإسلامية من فقدان لكثير من القيم والسلوكيات التي جاء بها ديننا الحنيف , بل لا أكون مبالغا إن قلت أن الدين هو الخلق.
وقد مدح الله نبيه في الكتاب الكريم بقوله( وإنك لعلى خلق عظيم) سورة البقرة.
وحنما سئلت عائشة عن أخلاق رسولنا.
أجابت إجابة موجزة جامعة بقولها كان خلقه القرآن, كأن النبي قد تمثل القرآن خلقا وسلوكا. هذا الخلق الذي تمثله رسول الله في حياته مع أهله وأصحابه وجيرانه , بل مع أعدائه والمشركين والمنافقين وكما قيل والحق ما شهدت به الأعداء, شهد له أعداؤه بالصدق والأمانة حتي قبل البعثة كان يلقب بالصادق الأمين وكان المشركون يأتمنون رسول الله على أثمن ما عندهم وما حاثة الهجرة عنا ببعيد .
وإذا أردنا أمثلة لحسن خلق رسول الله لنتجول في بستان الخلق وعبير القيم التي تربع على عرشها بدون منافس سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم,ففي يوم أجهز أحد المشركين ممسكا سيفه على النبي وهونائم في ظل شجرة ويقول من يمنعك مني الآن ؟ فقال النبي بيقين وثقة : الله . فسقط السيف من يده فأمسكه رسول الله وقال من يمنعك مني ؟ فقال يامحمد كن خير آخذ وأعاهدك على أن لا أكون مع قوم يقاتلونك فتركه رسول الله ومن يقلب ناظريه في أحوال أمتنا اليوم يجد بونا شاسعا وفارقا كبيرا بين ما كان عليه نبينا وما نحن عليه اليوم وخاصة بعض طلبة العلم الذين يتمسكون ببعض تعاليم الإسلام وينكبون على الحفظ والدراسة للنصوص الدينية , لكنهم في دنيا الناس وميدان الواقع بمعزل عن الأخلاق والقيم الإسلامية وهذا فهم ناقص ومشوه وفكر قاصر لجمال وعظمة وروعة هذا الدين وقد عاب الله هذا الصنيع في القران الكريم بقوله( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )سورة البقرة.
فضلا عن أن هذه الممارسات تنفر البعض من دين الله ,حينما ينصدم الناس في رجل متدين شكلا ومظهرا ويؤدي شعائر الإسلام ولكنه للأسف يكذب ويغتاب ولا يفي بالعهد ويأكل أموال الناس بالباطل وهكذا يشوه صورة المسلم الحق وما حديث المفلس عنا ببعيد
عن أبي هريرة قال- قال صلى الله عليه وسلم - : ( أتدرون من المفلس ؟ قالوا: المفلس فينا: من لا درهم له ولا متاع، فقال: المفلس من أُمَّتِي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار). رواه مسلم والترمزي.
الدين هو الخلق الدين هو السلوك هو الأثر الذي تنتجه العبادة هو الكلمة الطيبة هو الابتسامة الصافية الصدق والأمانة والعفة هو الرحمة والبر والإحسان ......إلخ
لنقرأ تاريخنا وسيرة نبينا لنعلم أن الإسلام انتشر في ربوع الأرض بالأخلاق حينما ربى النبي رجالا جسدوا الإسلام ونشروه في أنحاء المعمورة ,كيف وصل الإسلام إلى الهند والصين وشرق آسيا ؟؟؟
الجواب وصل بأخلاق التجار المسلمين وصدقهم وأمانتهم رأى الناس أخلاقهم دينا فدخلوا فيه أفواجا
الأزمة الحقيقية في الأمة الآن أزمة أخلاق وضمير وعلاجها أن تعود الأمة إلي أخلاقها والاقتداء بنبيها قولا وعملا وسلوكا وصدق الشاع أحمد شوقي حين قال :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
إرسال تعليق
1 تعليقات
ردحذفتصحيح
( وإنك لعلى خلق عظيم) سورة القلم