«رميساء المستاري» تكتب: لا تحلم بكاتبة.
مخطيء أنت يا من تظن أن زواجك بكاتبة سيجلب لك الحياة الهانئة!أتظن أنها ستهيم بك، تظن أنها ستكون مجنونة بك عمياء لا ترى زلاتك، فتتاح لك فرصة التسكع هنا و هناك مع بعض المراهقات الفاسدات، دون أن تشك في تصرفاتك، ودون ان تشك في تأخرك عن المنزل، تظن أنها ستغرقك بالرومنسية وعبارات الغزل والى غير ذلك من أحلامك التي لم ولن تتحقق، لأنك تحلم بالمستحيل. لا يا عزيزي نحن لسنا مثلما تظن ولن نكون، نحن مختلفات عن ما نكتبه، مختلفات عن شخصيات رواياتنا، إن تلك الشخصيات اللطيفة، العاقلة، الرومنسية، العمياء في الحب لا تمثلنا البتة، نحن يقظات أكثر من ما تتصور، بأمكاننا أن نتوقع ما تريد أن تفعله قبل أن تفعله، نعلم أنك تتسكع مع مراهقة شقراء فاسدة حين تتأخر عن العودة الى المنزل، ونعلم جيدا سبب تبدل نبرة صوتك عند تلقيك مكالمة هاتفية من ذاك الذي تدعي أنه زميل عمل حيث أنك نسيت التاء المربوطة في آخر كلمة زميل، هذا إن لم تكن زوجتك الثانية.
كما نعلم جيدا أن سبب احتقان وجهك بالدماء وعاصفة الغضب التي تجتاحك بعد رجوعك من اجتماع العمل -كما تدعي انت- ليس الا مقابلتك بالرفض من عشرينية سخيفة أُعجبت بها، أتعلم لماذا؟ لأننا يا عزيزي من نكتب الرواية، نحن من نتحكم بالشخصيات، ونحن من نحدد الأحداث، لن تسلم من دهائنا ويقظتنا، نحن صعبات المراس بالنسبة لغبي مثلك لذا لا تجعل سقف توقعاتك عاليا لانه سيسقط على رأسك ويهشمه حين تكتشف حقيقة أن توقعاتك تلك لم تكن إلا أحلاما وردية نسجتها في مخيلتك ولن تحصل عليها أبدا ما دمت تفكر بهذه الطريقة، وترى الحياة من منظروك المُغْبَرِ هذا، انصحك بشراء منظار جديد لترى الحياة بوضوح، ولترى كم نحن بعيدات جدا عن مستوى نظرك، دهشت من كلامي صحيح؟ أنا آسفة على كل هذه الحقائق المُرّة التي جعلتك تكتشفها في لحظة، ولكن للأسف لا مفر من الواقع نحن هكذا وسنظل هكذا إلى الأبد، نحن الكاتبات. رميساء المستاري _ الجزائر
إرسال تعليق
0 تعليقات