«رانيا خالد» تكتب: حب صالونات.
" كيف نعرف أننا وقعنا في الحب الحقيقي وليست خدعة" كان ذلك أحد الأسئلة المتكررة في منتديات الخاصة بالبنات التي وقعت عين بلقيس عليها، فأرسلت لهم من يود أن يسمع قصتي لعلها تجيب عن سؤالكم وتنقذكم من الحيرة..
بعد مرور عدة دقائق، توافدت التعليقات بأنهم يريدون سماعها مما زاد من تحمس بلقيس أن تكتب قصتها..
"أن يزداد ضربات قلبك.. يحمر وجهك.. يُختصر العالم بالنسبة لك في نظرة من شخص واحد كانت تلك العلامات قد قرأتها في أحد الكتب الخاصة بعلم النفس تحت عنوان كيف تعرف أنك وقعت في الحب، لم أجرب ذلك الإحساس طوال العشرين عاما من عمري حتى وقعت عيني عليه.. في البداية سأعرفكم بنفسي أنا اسمي بلقيس يتيمة الأبوين فقد تَوَفِّيَاً في عامي الخامس عشر، كنتُ قد تعلمتُ كيف أدير المنزل من والدتي قبل وفاتها مما ساعدني علي استكمال حياتي مع عدم ظهور اقارب لي ساعد في حصولي علي إرث كاملاً وذلك وفر لي حياة ميسورة..
كانت حياتي روتينية مملة بين دراستي وبين بعض شغل الأونلاين..
استمر ذلك الوضع حتي التحقتُ بالجامعة ووقعت عيني على زميل لي يُدعى "هيثم "، شعرتُ بتلك الأحاسيس الثلاثة إذاً أنا وقعت في الحب..
اقترحت إحدى صديقاتي بأن أراقب الصفحة الشخصية له على الفيس بوك لكي أعرف ماهي مواصفات فتاة أحلامه، وذلك سيساعدني على لفت انتباه وكانت حجتنا جميعاً لا بأس الحب الحقيقي كنز واي كنز يلزمه بعض التضحيات لكي نحصل عليها..
_" أحب الفتيات ذو شعر قصير"
كانت تلك أول عبارة خطاها في المنشور الخاص بفتاة أحلامه
أنا شعري طويل وأحبه كذلك قلت لنفسي لا بأس ببعض التضحيات لكي نصل إلي مرادنا
قصصت شعري ولم يلاحظ ذلك، حسناً لا بأس
"أحب الفتيات التي يرتدين فساتين منفوشه "
يا إلهي أنا أكره تلك الفساتين وأحب ارتداء الملابس الرياضية، لا بأس بعض التضحيات يا بلقيس
في اليوم التالي أيضاً لم يلاحظ .. لا عليكِ الطريق طويل
" أكره الفتيات التي يتناولن القهوة في أغطية الكوب، لا أفهم أي جهل قد وقعن فيه "
لا لقد تعدى حدوده هل أيضاً سأحرم نفسي من مشروبي المفضل لأجل الحب.. لا أريد ذلك الحب
قلتُ لنفسي :مهلاً بلقيس لا تكذبي على نفسك أنتِ لو نظر إليك ستسقطين مغشى عليكِ.. أخذتُ نفساً عميقاً لا بأس ببعض التضحيات
فعلت ذلك في اليوم التالي وتدربت أن أشرب القهوة في فنجان كما يفعلون لقد فقدت مذاقها لكن كل يهون من أجل الحب، لكنه بالطبع لم يلاحظ حسناً لا بأس سيلاحظ بالتأكيد
قررت الكلية أن نستلم مشروع طلابي نقوم بتزين المدينة الجامعية الخاصة بجامعتنا حيثُ تقع بالقرب من الشاطئ سيكون جو مناسب للاعتراف بالحب.. القدر يسير مثلما أريد اشتركتُ في ذلك المشروع فور علمي بوجوده به..
تجمعنا في المدينة وتم تقسيم المهام، حرصتُ أن أرتدي الفساتين المنفوشة، كما أن شعري أصبح قصير واشرب القهوة مثلما يحب..
مر أسبوع على ذلك الوضع لم يحدث أي شيء غير بعض الابتسامات المتبادلة بيننا..
حتي جاء ذلك اليوم بينما كنتُ ذاهبة لشراء القهوة رأيته يقف مع صديقه وسمعتهم يتحدثون عني، أخبره صديقه أنه لاحظ تغيري من أجله، لكن ما صدمني رده أنه لاحظ ذلك من أول مرة لكنه لا يهتم وأنني لستُ بجميلة لكي أنسبه وأنه يريد أن يتعرف علي زميلة معانا لكنها تفوقني جمالاً.. مازالتُ أتذكر بعض الجمل التي كانوا يتبادلونها سخريةً بي .
لم أشعر بنفسي غير أنني أركض بلا توقف حتي وقفت أمام البحر، بكيت بحرقة على حالي حتي قطع بكائي صوت قريب مني منادياً باسمي عندما التفتُ وجدتُ زميل لي يدعي "معتصم " أتذكره ذلك الزميل متعجرف الأسلوب مع الفتيات ومعظمنا يخشى التعامل معه .
_ ماذا تريد؟ هل هناك شيء .
أجاب في هدوء : لا شيء فقط رأيتكِ تبكين فظننتُ أنكِ من المحتمل تحتاجين مساعدة
قلت بفظاظة : لا أريد شيء لا منك ولا من غيرك فقط اتركوني في حالي .
_ ربما لا تحتاجين شيئاً، هل تسمحي لي أن أخبركِ بشيء؟! لقد لاحظتُ أنك ِ منذ فترة تغيرين عاداتك، أظن أنها من أجل لفت انتباه أحد، دعيني أقول لكِ نصيحة أنتِ مميزة كما أنتِ لا تتغيرين من أجل أحد، الإعجاب الحقيقي هو ذلك الذي يحدث بدون سعي منا أما إذا سعيتِ فهو صفقة سيأتي وقت وتنتهي .
قلتُ بصوت منهزم : ربما أنت علي حق، لكن كل شيء انتهي .
نهض قائلاً : أنا معجب بكِ.. معجب ببلقيس القديمة والجديدة معجب ببلقيس لأنها بلقيس لا يهمني كيف كان شكلها أو طريقتها، أريد أن أخطبك لا أحب الطرق الملتوية، أعرف أنكِ بحاجة لوقت لكي تتعافي لكن أنا أريد أن تتعافي معي اعدكِ لن نعقد القران إلا حينما تتيقني أنكِ تريدي بدأ حياة جديدة.. سأنتظر يومين حتي تبلغينني رأيك.
مر اليومين ووافقتُ على الخطبة.. كانت فترة تعافي مثلما قال استعدتُ ثقتي بنفسي عدتُ كما كنت بل أفضل مما كنتُ
أن يخبرني دوماً على أي شيء أفعله بشكلي أنه يليق بي لم يطلب مني مرة أن أغير شيء من أجله، أتذكر أنني كنت أكره اللون الأزرق وأحس انني بشعة كلما ارتديه بسببه أحببته عندما ارتديته أول مرة أخبرني أنه جميل ويليق بي كما يضيف سحر خاص مع لون عيني لم ألاحظ ذلك من قبل
العجيب أن صديقتي التي كانت تخبرني أنه لا يليق بي سابقاً عندما ارتديته وأخبرتها انني أحببته لأنه يضيف سحر خاص لعيني اتفقت معي علي ذلك الرأي حتي باقي صديقاتي أخبروني بذلك وهنا تيقنت من جملته التي كان يكثر من قولها " انطباع الناس عنا جزء من انطباعنا عن أنفسنا"
لن أخدعكم وأخبركم أن حياتنا كانت كلها رومانسية لكنها كانت مليئة بالمواقف التي تغني عن كل الأشعار، أتذكر عند ولادتي الأولى كنتُ خائفة جداً وكنتُ أسمع من صديقاتي في العمل أن أزواجهم يتركونهم في مثل تلك المواقف بحجة أنهم يخافون من المشفى ولا يطيقون الانتظار، لكن هو لم يتركوني أصر أن يدخل معي الغرفة.. لم يترك يدي، تلك الآيات التي كان يعيدها علي مسمعي أثناء العملية مازالتُ أتذكرها، لم يتركوني حتي تعافيت تمام من أثر الولادة..
اتذكر موقف ثاني حينما كنتُ أحضر رسالة الدكتوراة كنتُ خائفة من تلك المسئولية وحكايات صديقاتي عن تذمر أزواجهن وافتعال المشاكل بسبب تقصيرهن بالبيت لحد وصل بالبعض بالطلاق، لكنني تفاجأت به يساعدني في أعمال المنزل يسعي لتوفير وقت لي لكي أنهيها في أسرع وقت لقد أزال عبء كبير عني بدون تذمر..
من المواقف التي لن أنسها هي يوم مناقشتي لرسالة الدكتوراه أخبرته أنني أخاف التحدث أمام عدد كبير وأنني أريده أن يأتي معي لكن يشاء القدر ويكون معاد مناقشتي يوافق معاد اجتماع هام لديه لا يجوز ان يتغيب عنه.. كنتُ في ذلك اليوم متوترة كدتُ أن أبكي سأعتذر عن تلك المناقشة وبينما كنتُ ألملم حاجاتي لكي أغادر تفاجأت به يدخل القاعة أشار إلي كأنه يبلغني أنه معي دائما فاستعدتُ ثقتي ناقشتُ رسالتي بجدارة وتم قبولها لن أنسي نظرة الفخر التي منحني إيها كأنني ابنته تتكرم ليست زوجته .
ومواقف كثير لا تحصي أثبت لي يوماً بعد يوم انني أكثرهم حظاً علي تلك الأرض وأنني وجدتُ الأمان في شخص
انتهت قصتي.. اتمنى أن تستفيدوا منها..
كانت تلك أخر الكلمات التي خطت بها بلقيس قبل أن تضغط زر النشر .
إذا بصوت قريب منها " عزيزتي هل ستحضرين لي الطعام ام سنموت جوعاً أنا وابنتكِ المسكينة.
ضحكت بلقيس ثم قامت بتعديل المنشور الخاص بها نسيت ُ أن أخبركم أن ذلك الأمان حينما يجوع يتحول إلي دراكولا، مهما بلغت قصة حبكم أحضري له الطعام قبل أن تقوم حرب...
إرسال تعليق
0 تعليقات