الكاتب المغربي «يونس الديدي» يكتب: دفاعًا عن الجامعة المغربية... أين المُشكل؟

الربط بين الجامعة والبطالة و جعل الناس يعتقدون أن مشكلتهم الحقيقية تكمن في سوء اختيارهم ،و كيف أن اختياراتهم الخاطئة  ساهمت بشكل كبير في تفشي البطالة و إعاقة التنمية؛ هو تصور غير دقيق للوضع و يحتاج إلى إعادة النظر فيه إذ أنه لا يمكن أن ننظر إلى الجامعة باعتبارها جزء من المشكل بل نحتاج إلى مزيد من التدقيق لكي نفهم أن جامعة كانت وستظل جزء من الحل ولكن أين المشكل بالظبط ؟ 

يجب أن ننظر إلى  الجامعة ومراكز التكوين  باعتبارهما   مجرد وسائل لبناء مجتمع متماسك يعيش حياة كريمة ،و يستطيع التعامل مع حياته اليومية بشكل طبيعي دون إحساسه  بالتكلف و صعوبة الحياة و أنه في صراع مع  وضع يفوق طاقته المحدودة ولكن السؤال مزال قائما أين المشكل ؟ 

لو حولنا فتح قنوات الاتصال مع الشباب والاستماع إلى تطلعاتهم ومخاوفهم المستقبلية وإعطائهم أمل في غد أفضل بعيد عن الشعارات التي يروج لها "السياسي الفاسد" و "الاعلام المظلل" حينها نستطيع  حقا ملامسة جوانب من المشكل الحقيقي و ليس ما نعتقد أنه مشكل ولكن أين المشكل ؟

لو غيرنا  نظرتنا الى  الإنسان المغربي و العربي و كل من يعيش و يتنفس  على هذه الأرض التي خلقها الله تبارك وتعالى و جعل الإنسان  يعتقد أنه يستحق  الحياة الكريمة دون شعور بأي إحراج و العمل على تقويته لكي يتحمل مسؤولية البناء بدل إضعافه؛ لكان ذلك أسهل وأفضل ولكن أين المشكل ؟ 

لو كنا نعمل على تشجيع الإعلام البناء الذي يعمل على تطوير العقول و محاربة الأفكار الهذامة؛ لتقدمنا اكثر ولما احتجنا الى التصديق على المغالطات اليومية من جملة (الجامعة ما فيها ما يدار ....) و قربنا المعلومة لكل الشباب المغربي لكي يعلم جيدا أين يقع ضمن هذا السياق الاجتماعي المفتوح ولكن أين المشكل؟

لو حاولنا بشكل صادق من خلال مراجعة صادقة مع أنفسنا و العمل على التصالح مع أخطائنا السياسة و إحتضانها و تطوير سياسة شعبية تبدأ من الانسان البسيط الذي ينام في الشارع على "كرشه" فراشه الارض و سقفه السماء لتقدمنا أكثر في درب الإصلاح  ولكن أين المشكل ؟ 

لو عملنا على عدم التوظيف السياسي للمشاكل الاجتماعية؛ التي يحاول  رجل السياسة  توظيفها في  الانتخابات المقبلة عن طريق ربط مشاكل الناس بالوسائل المتاحة أمامهم وجعلهم يعتقدون أن المشكل في الجامعة  نكون أمام إختيار غير سليم في التعامل مع مشاكل الناس ولكن أين المشكل ؟ 

المشكل هو في عدم فهمنا للمشكل ...

مودتي يونس الديدي