الكاتب الجزائري «رمزي بلمبروك» يكتب: نكسة!


نخرج من بطون أمهاتنا، نبكي ولا نعي لماذا نحن نبكي، لأن عقولنا مزالت كشمعة بيضاء لم يلمسها بعد لهب نار ،وحقيقة الأمر  كل,مرحلة الطفولة نستمر في البكاء ،لإحتياجنا لغذاء ،للعبة، لخروج لنزهة ،أو لإمتلاك شيء يسلينا، اشاء  بسيطة ، الغريب في الأمر نظن أن البكاء هوسلاح لتحقيق مطالبنا وأمنياتنا ،نحن لانفهم حقا أن جميع مايتحقق لنا من ٱمنيات هي نتيجة التعامل مع سذاجتنا لاغير، نتدرج في السن حتى يصبح عقلنا ،بدأ يستوعب حقيقة هذا العالم.
أن ليس كل مانطلبه يمكن تلبيته في الحين ،وهنا نتعلم الصبر تدريجيا على أمور وتفاصيل صغيرة في تلك المرحلة من الصبى، وهنا نكتسب مهارة جديدة لتحقيق مانتمناه ، البكاء لم يعد ينفع ،الصبر الحل الثاني لمواجهة حقيقة الأمور، نكبر والصبر يكبر معنا، يمكن أن تسميه الظل الذي يحتوينا عندما ننكسر ،بعدما كسر سقف طموحاتنا ،يعزينا ذلك الصبر ،صحيح ان لا نتقبل ذلك الأمر في البداية ،هناك شيء ما يحترق في داخلنا ،نتقلب مرة لذات اليمين واخرى لذات الشمال، ومرة تستقيم رؤوسنا للأعلى، وتارة ندفن وجوهنا على تلك الوسادة التي ارهقها ثقل أفكارنا، وكأننا بذلك نحاول التخفيف من حدة الحريق الذي ينهش ذواتنا، الأمر لن يحدث في ليلة واحدة بل لعلها ليالي طويلة،  انت لا تعرف خلاص ذلك الشيء ،الصبر وحده يدرك حجم ذلك، بعد كل هذا الشقاء والعذاب الذي تحملته لآيام ولياليها ،تجد حدة ذلك الآلم بدأ يبرد بشكل سريع او بطيء ،على حسب كمية ذلك الشعور الذي إحتلك منذ فترة، إمتصه الصبر كله ، كاسفنجة وضعت في آنية داخلها ماء، سيزورك ذلك الآلم في وقت ماء، تذكر إن ذلك ماخلفته الاسفنجة من قطرات من ذاك الماء، سينتشقه الهواء ،ولم يعد هناك شي ما، حسنا تخلصت الآن من نكسة ،تعود لحياتك الطبيعية وكأن لم يحدث أي عناء، تعطيك تلك النشوة بالراحة، أن تقدم على فعل خطب آخر لتجديد طاقتك من جراء ذاك الداء ، صحيح بحثت عن دواء ،لكنك لم تبحث عن شفاء ، تلك البهجة زادتك فقط في هرمون الغباء ،ولن تشفى بعزة العذراء لأنك أنت في حد ذاتك وباء.

إرسال تعليق

0 تعليقات