قراءة نقدية لرواية«مالك_ لمحمود بكري» للروائي: عادل السمري
(رواية مالك محمود بكري_ دار الرسم بالكلمات)
تبدأ الرواية بمالك الشاب الذي لم ينل قسط من التعليم فاضطرته الظروف للحصول على دبلوم ما والعمل في مهن كثيرة وآخرها افتتح محل للعطور في مدينته الإسماعيلية ليستطيع الإنفاق على أمه وأخته هاجر وأثناء سفره إلى القاهرة وبطريقة كوميدية يتعرف على فتاة (حور ) وتبدأ الرواية بين مالك ( اللي عقدته في الحياة إنه لم يستكمل دراسته وحصل على الدبلوم) وبين حور .. وتستمر الرواية
نعرف أن لغة الرواية هويتها التي يسجلها الكاتب
كتبت الرواية باللغة العامية يتخللها بعض الفصحى الركيكة التى وضعت لتعطي للنص إيحاء بأن المكتوب رواية .. تبدأ الرواية بسرد فصحى عن البطل الذي ركب القطار ثم ماذا .. ثم بضع صفحات وتنفلت الفصحى من يد بكر ي تسقط بعد بضع صفحات وينبت مكانها الحوار بالعامية الدارجة
يقول نقادنا من أول محمد مندور إلى د/ طه وادي وغيره لغتنا الفصحى قادرة على تحمل المسؤولية داخل النص واحتواء الحوار بكل مستوياته واذا حدث غير ذلك فالعجز في الكاتب لا اللغة
قالوا أيضاً
إذا لم يكن الحوار دافعاً الحدث و النص إلى الأمام وإذا استطعنا التخلص منه دون أن يؤثر في النص فتلك سقطة كاتب النص ...
إذا لم يكن بالحوار جديد يضيف للنص ما الحكمة من وضعه.
ما القول إذا كان الحوار في النص ركيك لا يقدم ولا يؤخر ولايضيف وهل نقل لغة الواقع بحذافيرها يفيد النص
-اقعدي يا حور حماتك بتحبك عاملينلك محشي وبط يرموا عضمك
'''''''''
- بس يا بت ماترخميش عليها
""""""""
مالك يا مالك في إيه
عملت إيه بالضبط مش فاهمة حاجة
أنا حتى صحابي كانوا بيقولوا عليا تنكة
تسير الرواية على تلك الوتيرة
لماذا لم يستغني بكري عن كل هذه العامية الفجة بسرد فصحى يدفع الحدث للأمام بدلاً من هذا الترهل
كيف له أن يكتب فصل أو جزء كامل بين البطل وخالته يحكي عن أمه بتلك الركاكة كان من الممكن حذف هذا الفصل كله وسرد الحدث بفصحى تخدم النص وتصنع تعاطف القارئ مع الحدث.
أيضاً فلتت الأزمنة من يد بكري ودخل الماضي في المضارع فما عدنا ندري أي فعل نقره مثلا
يقول بكري :
قامت بسرد الأحداث لسمر... تحكي وهي مضطربة وحزينة لماحدث
كان من الممكن صياغة العبارات كالآتي
قامت بسرد الأحداث لسمر... حكت وهي مضطربة وحزينة لماحدث
مع أن الجملة كلها يجب حذفها فبعد حوار طويل حكت فيه البطلة للأحداث عرف وفهم القارئ فعل الحكي فلماذا التكرار وعلى هذا النحو يسير النص متخبطا بين الأزمنة المتضاربة.. وهذا اعجب نص رأيته.
يقع النص في خلط عجيب فكلما نتنفس الصعداء ونفرح أن هناك يلوح في الأفق نسمات فصحى نجد الفصحي ما هي إلا عامية مختلطة مثل :
مسك ريموت التلفاز ليحاول أن يجد قناة يشاهدها ولكن يقاطع تقليبه في قنواته صوت خالته..
(تقليبه)
في قنواته ...قنوات من؟
خرجت من خالته بنبرة صوت سعيدة
منور يا حبيبي
نورك يا خالتي
ما الداعي لذلك الحوار ما الفائدة وكيف قطعت تلك الجمل الحوارية السرد
يسير النص على وتيرة غريبة
ابتسمت هي وقالت
رجع هو وفعل كذا
عادت هي وفعلت كذا
ما كمية هو وهي في النص
تلك الجمل كل وظيفتها انها الجمل الفصحى بالنص والتي تجمل وجه العامية والحوار الذي جعل من الرواية سيناريو وافقدها اهليتها لأن تصبح رواية
امتلأ النص بالجمل والعبارات التقريرية الغريبة مثل
نظر لها نظرة مريبة ..... بالأضافة إلى نظرة الأسى
( اللي هو ازاي دا مين من الفنانين يقدر ينفذ المشهد دا هيجيب منين الريبة مع الأسى)
عبارات تقريرية جامدة.... كالبطل الجامد الساقط بين عقده التى ليس لها اساس من الصحه إلا في مخيلة بكري فقط .
بين كل فقرة والأخري يصدمك بكري بتركيب جملة تتعجب له حتى لا تدرى من يحدث من وفي أي زمن وأي فعل نقره الماضي ام حاضر كما قلت سابقا
عبارات مقطعة وكلمات مرصوصة خالية من أي روح.
لا أعرف ما الذي دفع بكري لكتابة روايته بالعامية
ليس لدي أي مشكلة مع العامية
لكن معي مشكلة مع سوء توظيفها مع غرقها في الأسفاف .. مع تقييدها للفصحى التى لو حلت مكانها لكان النص صار له ملمح واحد للرواية
إذا خلت الرواية من السرد صارت مشوهة ... كيف يأتي نص خاليا من السرد معتمداً على حوار ركيك غير دافع للحدث اخذ النص وسقط في بركة مياة راكدة وركد معها .
هناك عامية ناضجة تعادل الفصحى وربما تفوقها لو كانت استخدمت في مثل تلك الرواية
استخدام العامية ليس جريمة ... لقد صنع منها توفيق الحكيم لغة ثالثة واشتهر بها
لقد وظفها خيري شلبي احسن توظيف
لقد صنع منها ادريس في قصته العتب على النظر اسطورة
اما ما نراه في تلك الجريمة اقصد الرواية جربمة في حق الأدب والرواية المصرية ... ولا اعرف كيف تبنت دار كعصير الكتب مثل تلك الرواية... هل هذا هو المستوي الذي وصلنا له.
الروائي: أ. عادل السمري |
لا حاجة يا سادة الي استكمال الريفيو من حيث الحبكة وأركان الرواية ... ارجو من العقلاء في هذا الوسط أرجو من الذين يغارون على الأدب قراءة الرواية ويظهر واحد ويقول لي أنت مخطيء والرواية تستحق أن يطلق عليها رواية
أحد ينهض ويقول لي أنت مخطيء في حق الدار التي نشرت الرواية والدار التي تبنتها .... أما القارئ فلا ألومه هو نتاج أفكارنا الرديئة نتاج قلة العلم والتردي الذي نحن فيه
( كل يوم يموت عقل، قلب، كيان إنسان وتموت أمة، من جراء ما يفعله هؤلاء الذين يمسكون قلم... إن الذين بكتبون دون علم ودراية لهم أخطر من الذين يصوبون بنادقهم للصدور... وذلك ما أردنا... فشكراً لكم يا عرب... سرقنا علومكم ومعارفكم وخرجنا من جعبة الجهل للمدنية والحضارة وتركناكم في الخيام والصحراء ... تظنون الجهل علم، تنطقون بالجهل وتكتبون جهل ) مستشرق.
__________________________________
لمتابعة المنشورات على الهاشتاج بفيس بوك:
#على_السفود٢٠٢٠
إرسال تعليق
0 تعليقات