قراءة نقدية لرواية«اكتشفت زوجي في الاتوبيس_ دعاء عبدالرحمن» للروائي: عادل السمري
(اكتشفت زوجي في الأتوبيس_ دعاءعبدالرحمن_ عصيرالكتب)
دائما ما أقول إن لم تكن مبدع كن على الأقل (صنايعي)، هذب النص وجمله طالما أنت تعتقد أن الفكرة وحدها هي أساس أي عمل فني وأنك صاحب الفكرة الجهنمية التى ستضعها على الورق وتبهر بها الجميع،
دائما ما أقول أيضا العالم كله يهرس في عدد من الأفكار والمواضيع المكررة لا قبلها ولابعدها سياسة، جنس، دين، ظلم، حب،حرية، ....الخ
كل ما على الكاتب إلا أن يعيد صياغة فكرته بشكل جديد يستقطب القارئ ويجعله يفغر فاه الدهشة.
الكاتب ساحر، حاوي، كاذب، نصاب، قديس، شيخ..... يلعب على قلب وعقل المتلقى بالكلمة فإن أحسن توظيفها أصاب ما يريد وإن أخطأ فالويل له( هيركبوه الحمار بالمقلوب)
لن أصدع رؤوسكم كثيراً فما قلته عن رواية مالك وأرض زيكولا من ناحية اللغة لن أكرره حتى لا تصبح المراجعات مكرورة فالمصيبة واحدة .
الفصحى تسقط بعد بضع سطور وتبدأ العامية تزحف كالرقطاء تلدغ أعصابك وتبث سمومها في عقلك... دعاء عبدالرحمن فعلت الفعلة الشنعاء في تلك الرواية فصول كاملة حوار بالعامية.. شناعة عاميتها أنها مبتذلة حد اللاصدق ..( مفيش حد بيتكلم بالطريقة دي دلوقتي يا دعاء خالص)
من المتعارف عليه واقره صناع النقد أن المستوي الثقافي للشخصية المرسومة على الورق تحدد نوع الحوار ... الطبيب يختلف عن النجار.
طالما تدعون جميعا أنكم تنقلون الواقع بحذافيره وتبسطون اللغة للناس فلماذا لا تقدمون الحقيقة بحذافيرها... كيف تتحدث شخصيات اتوبيس زوجك بنفس الطريقة والأسلوب والرجل مثل المرأة وسامح مثل أدهم ومنى مثل أمها... لم أجد ملامح شخصياتك جيدا... لم استطع تحديد البيئات المختلفة للشخصيات.
كل الشخوص على وتيرة واحدة.
قسمت دعاء روايتها قسمين الأول حكاية مني وسامح والثاني مني وأدهم افردت للقسم الأول مساحة طويلة وزادت وعادت واحتل الحوار ٩٥% منه.. القسم الثاني 80% حوار وللحق في القسم الثاني بدأت دعاء ( تشتغل رواية بجد) لم تتخبط كما تخبطت في الجزء الاول ليتها كانت سارت في الرواية كلها على تلك الوتيرة
دعاء عندها بعض الخيوط الروائية لو انتبهت لصنعت اعمال أفضل.
لو تركت حسها السينمائي والدرامي وشغل الأفلام العربي لصنعت روايات جيدة لو فهمت أن ما كتبته لايعدو عن كونه حكاية جمعتها من بوستات فيس بوك... دعاء حكاءة وليست روائية.
(بتحكي حلو) وكلنا بالمناسبة نستطيع الحكي حتى جداتنا منذ زمن حواديت الجدات كانوا أفضل منا ومن الممكن أن نسمي جداتنا روائيات
هناك فرق شاسع بين الحكاء والروائي. لا مكان لتفصيله هنا.
في الجزء الاول من الرواية بدأت دعاء بداية لا يصدقها عقل واع في زمن الحداثة والرواية التي ما بعد الحداثة وبعد كل هذا التطور في الفن الروائي لم أصدق أن يبدأ كاتب روايته بعبارات عفى عليها الزمن
( أنا اسمي منى في المرحلة الثانوية ومدرستي للبنات فقط ) انتهت الرواية سقط الشغف من نفس القارئ نحن أمام قعدة مصطبة امام فهم خاطئ للرواية .. تلك البدايات التى ترهق المبدع وتستهلكه لا تكون بذلك الشكل غير المبذول فيه أي جهد.. أعرف كتاب يستهلكون اعمارهم في صياغة بدايات اعمالهم تلك البدايات التى تسحب القارئ كالنداهة لعمق النص
السينمائية في الرواية شعرت إزائها اني أمام أحمد رمزي في دور سامح وكما تفعل الأفلام يجب أن يكون للبطل صديق فرأيت يوسف فخر الدين في دور محمد ذلك الندل الذي سيغرر بأخت سامح .
كل مشاعر منى مستهلكة في كافة الافلام العربية من عند فاتن حمامة حتى منى ذكي ومرورا بلبنى عبدالعزيز لا جديد في شخصية منى ولا حكايتها ... كل الجديد أن منى سلمت من الايقاع بها في شباك الخطيئة
(لماذا نصر على رسم صورة للشرير هلامية غير موجودة سوى في أذهاننا غير موجودة في الواقع لماذا نصب همنا على استدرار عطف القارئ على البطل حتى لو على حساب الفن الروائي نفسه) د/ طه وادي الرواية السياسية
لا أعرف جاءت الرواية جافة خالية من ثمة إيقاع سواء بطئ أوسريع ..أحداث رصت لتصنع الحدث عنوة
الخطاب الديني مقحم بفجاجة والشخصيات المتدينة باهتة مقحمة للعب على وتر الدين عند النساء والشباب ...لو كانت الشخصيات اكثر نضج كان لها اكبر الأثر المنتج داخل الرواية
الخطاب الديني مباشر وتقريري.. ومتمثل في نقاب وحجاب ولحية وعدم تسليم باليد وعدم اختلاط... جميل لا مانع عندي من تناول مثل تلك المبادئ لكن في إطار ادبي... المباشرة والتقريرية تقتل العمل الفني في مثل هذا النوع من الخطاب الديني.
الروائي ا: عادل السمري |
كتب الرائع عبدالحكيم قاسم في السبعينيات رواية اسمها المهدي في حدود ٦٠ صفحة يناهض فيها الجماعات الإسلامية بشكل خفي غير ملموس في إطار حدوتة بسيطة عن رجل مسيحي يغادر بيته لعدم سداد الإيجار ويهيم واسرته في القري حتى يصل لقرية يجلس على مدخلها ليصنع الجريد ويتعرف عليه رجل مسلم ويوفر له بيت بعد أن يعرف ظروفه ويوفر له دخل مادي ومع تطور الأحداث يتم الدفع بالرجل المسيحي ليعلن اسلامه .. عبدالحكيم قاسم لم يورد حديث واحد رغم تحمل الرواية لذلك لم يضع رأي فقهي في مسألة لم يذكر آية... ترك الشخصيات تعلن من ببن السطور عن توجهاتها... لكن أن يتم إقحام الدين عنوة في رواية كهذه باهتة فهذا لم يخدم النص .. علاء الاسواني نجيب محفوظ يوسف ادريس تناولوا الإسلاميين في اعمالهم لم يفعل واحد منهم ما فعلته دعاء في روايتها.
على الشخصيات أن تتحرك داخل الرواية بمنطقية الحدث لا باقحام الكاتب لتوجهاته وحشرها حشر.
بالطبع سيقول القائل كالعادة .. القارئ لا شأن له بنقدك وبكلامك الأكاديمي القارئ يريد الحدوتة ..خطأ يا سيدي القارئ لم يجد أفضل من ذلك ليقرأ... لو كان العمل أجيدت صنعته لتقبله القارئ وقرأه أيضا القارئ لا عبء عليه العبء على صناع العمل
ثم أعلنها صراحة طالما وضعت كلمة أدب ( رواية-شعر-قصة-مسرح) على غلاف عملك لا أسمعك تقول لي الجمهور عايز كده ... لا يا سيدي الفاضل الفن عايز ايه .. الإبداع عايز ايه
ليذهب الجمهور للجحيم ولتذهب دور النشر للجحيم أيضاً وليبقى الأدب والفن فقط
أخيراً
هي سور القرآن
وليست صور القرآن برجاء التصحيح في الطبعات القادمة إذا لم يكن تم التصحيح.
__________________________________
لمتابعة المنشورات على الهاشتاج بفيس بوك:
#على_السفود٢٠٢٠
إرسال تعليق
0 تعليقات