قراءة نقدية لرواية«في قلبي أنثى عبرية_ خولة حمدي» للروائي: عادل السمري
(في قلبي أنثى عبرية_ خولة حمدي_ كيان للنشر والتوزيع)
_______________ ج1____________________
نبذة عن الرواية:
تبدأ الرواية بريما الطفلة التونسية اليتيمة التي أوصت أمها قبل أن تموت عائلة يهودية لتتعهد بتربيتها ويتعهدها جاكوب حتى تصل الفتاة لسن السادسة عشر ويظهر تدينها الواضح الذي يثير مخاوف زوجة جاكوب وتأثيره على أولادها فتوعز لجاكوب أن يقصيها عن حياتهم فيقوم الأخير بأرسالها عند أخته في لبنان وهناك تواجه ريما تحرشات من زوج أخت جاكوب مما تجعلها تنتقل إلى بيت عائلة يهودية على صلة قرابة بأخت جاكوب وفي البيت تتوطد علاقتها بندى الفتاة اليهودية وحينما تترك اخت جاكوب لبنان وتسافر هي وزوجها هربا من عبء ريما تضيق أم ندى ربة الأسرة ذرعا بريما وتجبرها على العمل كخادمة في البيت وتقبل ريما بالواقع وفي أثناء ذهابها لقضاء حاجيات المنزل من السوق تموت في غارة إسرائيلية على السوق لتسير الرواية في اتجاه ندى التى تعرفت على أحمد الشاب المسلم المنضم للمقاومة اللبنانية حينما أصيب في إحدى العمليات التي يقوم بها ضد الإحتلال الإسرائيلي.
وتنشأ قصة حب بين احمد وندي ويتم خطبتهما ويدعوها احمد للإسلام وتستمر الرواية إلى أن يفقد أحمد ذاكرته بطريقة ما .. ويغيب سنوات عن ندى وبلدته وفي تلك السنوات تحدث تحولات لندى وتعلن إسلامها ويعود أحمد بعد مفارقات كثيرة ويتزوج أحمد ( ملخص بتصرف دون الغرق في تفاصيل)
تقع الرواية في دائرة التصنيف العقائدي فالقصة تدور حول الأشخاص الذين يريدون أسلمة المجتمع المحيط بهم والذي يتمثل في العائلات اليهودية التي تعيش في تونس ولبنان.
الحدث الروائي:
جاء متخبطا ومشوش رغم كل التكنيكات الروائية التي استخدمتها الكاتبة، لم يكن على وتيرة واحدة لكنه تنوع بين السرد المباشر والقطع والفلاش باك والرسائل.. المط والإطالة والحشو أصابوا الحدث الروائي بالتشويش والتخبط... سقطت أجزاء كثيرة من الحدث نتيجة التركيز على الحدث الرئيس دون الأحداث الفرعية التى صاغتها الكاتبة ولماذا كل تلك الأحداث الفرعية وكالعادة نقول اعطني حدث واحد وأخدمه بدل أن تعطني أحداث كثيرة تقع كلها . وسأوضح في الحديث عن الشخصيات أكثر
الشخصيات:
كل الشخصيات النسائية وجه واحد باستثناء أم ندى وزوجة جاكوب هاتان كانتا وجه الشر وفي النهاية صارتا نفس الوجه... ريما هي ندى هي سماح هي الصديقة الفرنسية.. (المرأة الكيوت)
جاكوب هو سالم هو جورج هو ابو احمد هو ميشال شخصيات طيبة لهم من الرأفة والحنان ما لا يتوفر في غيرهم من الرجال
احمد وحسان وجهان للشاب الكيوت لا اختلاف
التطور في الشخصيات مهزوز غير منطقي لا يمت للواقع بصلة.
ريما الشخصية التي تربت في بيت يهودي متشدد من أين لها كل هذا الإيمان والورع والمعرفة الدينية الهائلة لا أحد يقنعني أن ذلك أتاها من الدروس الدينية التي كان يأخذها جاكوب إليها ومن وصية امها التي ماتت سريعا ولم نعلم هل علمتها الصلاة أصلا أم لا .. كيف لفتاة مراهقة أن تصل لهذا الفكر الذي لا تناله إلا فتاة تعيش في أسرة شديدة التدين.. ثم إن زوجة جاكوب اليهودية المتعصبة كيف سمحت لفتاة تربيها أن تصل لتلك المرحلة الدينية المتشددة وتترك زوجها يصحبها لدروس الدين في المسجد ثم تأتي وبكل سذاجة ترفض حياتها معها.. افتعال مبالغ فيه حد اللامنطق.
تحول ريما من تونس إلى لبنان لم يصنع تحولات في شخصيتها بل صنع مزيد من الإفتعال في شخصيتها وفي الحدث أيضا جاءت الأحداث مختلقة ومفتعلة لإثارة الشفقة من حادثة التحرش حتى موتها الذي جاء أيضا مفتعلا
جاكوب اليهودي المتخبط الشخصية الحائر بين حبه لريما وبين عقيدته والذي تحول بقدرة قادر إلى الإسلام بفضل أوهام كاتبة وضعت قلمها لتختلق وتفتعل من بضع تساؤلات ألقاها على شيخ الجامع... حتى لم تتضح شخصيته اثناء التحول للإسلام... شخصية مفتعلة وكأن الرجل اليهودي من السهل دعوته للإسلام ببضع كلمات .. التقيك في الجنة يا بابا جاكوب..
أحمد الذي اعتبره أسوأ شخصية باهتة رغم إصرار الكاتبة على وضع الرتوش والمكياجات لشخصيته .. أحب ندى اليهودية خطبها ..دعاها للإسلام في بضع جلسات لم يكن يرضى لأحد أن يسأله إلا ندى وفي خلوة شرعية... ثم يقرر فجأة أن يتركها لأنها لم تتحمل موت ريما ثم يتراجع لأن ندى وفي مشهد زائف مختلق تنقذه من دورية إسرائيلية... إذن اين صحة الدعوة للإسلام.. هل هو شخص مسلم يريد عزة الإسلام بأسلمة ندى أم إنه شاب تافه أم انه واعظ يؤسلم اعتى عائلات اليهود ببضعة اسئلة وكتاب عن السيرة النبوية والمصحف.
يا سيدة خولة آخر ما يتم إعطاءه للذمي في محاولة إسلامه القرآن .. لا أعرف لماذا الأسلمة عندك بهذه السهولة والليونة.
نرجع للحدث ما مصير أم ندى الشريرة لماذا سقطت في نهاية روايتك .. اين سالم لماذا سقط بكل سقطاته
ابنة جاكوب الطفلة كيف اسلمت بكل تلك السهولة لا تحول في شخصيتها لا شخصية.
لننظر على شخصيات السيدة خولة من أعلى قليلا نجد الآتي
-كل شخصيات اليهود كيوت جدا يربون المسلمين في بيوتهم بسهولة والله لو اليهود بالفعل بهذه الأخلاقيات والتسامح وتقبل الآخر فأنا أدعوهم أن يظلوا يهود ولا حاجة لأسلامهم وليربوننا في بيوتهم .. اليهود لا شخصية لهم أسلموا يأسلموا.. لا ثبات عندهم على عقيدتهم من السهل أن تزعزع عقيدتهم فتيات صغيرات لا خبرة لهم في الحياة وما يعرفونه عن الدين نفسه ماتعرفة السيدة خولة من خلوة شرعية وحجاب واستخارة.. ٣ فتيات اختصرن تاريخ اليهود وصراع النبي وتاريخ امة بل عالم في أوهام السيدة خولة الساذجة.
-كل الشخصيات المسلمة سطحية وجاهلة تدعو للإسلام بكتب السيرة وكتاب القرآن وسورة الدخان والخلوة الشرعية.. الأمر هكذا بكل بساطة... سالم شخصية تخلت عن اولاده وهو المسلم لم يصل لمحاسن اليهود الذين ربوا المسلمين في بيوتهم ... لو كل المسلمين كأحمد وسالم أدعوا اليهود أن يظلوا يهود.
- الشخصيات المسيحية لا وزن لها ولا قيمة منبوذة من المجتمع اليهودي بينما المسلمين يربونهم في بيوتهم لا حدث لهم ولا كينونة بل ماتت شخصيتهم الوحيدة في حادثة وكأن السيدة خولة لا تريد المسيحيين في المجتمع لا تعترف بهم هي تعترف بيهودها الكيوت فقط.
ما اعرفه أن المسيحيين في لبنان أكثر من اليهود .
في النهاية لا تطور في الشخصيات لامصداقية في طرحها لا وجود لهم على ارض الواقع.. اضرت الشخصيات بسمو الدعوة إلى الإسلام أكثر ما أثارت تعاطف... للأسف يا سيدة خولة نظرتك عن الدعوة قاصرة محدودة تحتاج لأشخاص أشداء وليس ل( شوية عيال)
لنخرج من عند تلك الشخصيات المشوهة الكرتونية الساذجة الناتجة عن قلم ساذج وننتقل لعنصر آخر
لماذ الزج بكل تلك الآيات القرآنية التي لم تخدم النص لماذا كل تلك الحوارات والنقاشات الخاصة بزواج الرسول الكريم من عائشة.. ماذا قدمت للنص سوى معلومات سطحية يعرفها الطفل يا دكتورة كيف تقدمينها في سياق النص لطفلة صورها قلمك أنها نابغة
ليس هذا ادبا ولكنه نص وعظي
الحبكة:
فقدت ملامحها... كيف سافرت ندى فرنسا وفجأة عادت وفجأة سافرت تونس وفجأة عادت لبنان.. احمد فقد ذاكرته على صخرة لأنه أساء الظن، اخت جاكوب سافرت فجأة وسقطت من النص.. الجميع يتأسلم .. الجميع يتأقلم ويتعايش وتحدث له اختلافات طفيفة (شوية زعل) وهناك كارثة تغيير دين ... أين الحبكة في ذلك.. اين تكمن هل في شيشة سالم المسمومة أم في رسائل ندى المفتعلة .
____________ ج2 ____________________
"" هتكلم عامية بعد أذنكم""لما مسك السادات الحكم وجد أن الشيوعيين صوتهم عالي في الشارع المصري فحب يعمل توازن في الأصوات فعمل شوية ترتيبات مع الإسلاميين وأتاح لهم الفرصة في ممارسة العمل السياسي.
في السبعينيات كان في كاتب أسمه عبدالحكيم قاسم من ضمن الأصوات الشيوعية ماعجبوش اللي عمله السادات ووقتها كان مسافر برا مصر .
عبدالحكيم قاسم حب يعبر عن رأيه في اللي بيحصل ولأن الكاتب لا يملك إلا موهبته وقلمه راح صاحبنا بالله هبدنا حتة رواية من ٦٠ صفحة أسمها المهدي بتحكي عن رجل مسيحي ساب مسكنه لأنه لا يملك الإيجار واخد أسرته وهج في البلاد وعند بلد كدا قعد يعمل مقاطف وشنط للفلاحين لحد ما عدى عليه واحد مسلم عرف منه حكايته وزنقته فعرض عليه ياخده للبلد ويكلم له العمدة يسكنه ويموله.. الرجل المسيحي سمع الكلام وخد بعضه وراح مع صاحبنا وسكن وبقا تمام
المسلمين بقا حسوا انهم عملوا معاه واجب جامد اوي جميل .. فلازم يدخلوه الإسلام ومارسوا بالفعل عليه ضغوط لدرجة أن المسيحي مش قادر يقولهم لا أنا متمسك بديني وكل ما يقولوا له على حاجة يسكت فيعتقدوا إنه موافق وراحوا مجهزين احتفال و يوم لإعلان إسلامه وجمعوا كبار البلد ووقت الإعلان بالشهادة راحوا يجيبوا المسيحي من بيته لقوه مريض من كتر الصمت والقهر.
اصروا انهم يلبسوه وياخدوه لمكان الإحتفالية... وفي مشهد مؤثر طب الرجل المسيحي ميت قدام الجامع من الخوف من ترك دينه ومن القهر اللي حاسس بيه.
٦٠ صفحة فتح عبدالحكيم قاسم النار على المجتمع المصري والإسلاميين والمسيحيين والسادات.. في ٦٠ صفحة كشف الوجه السيء لكافة الحركات التبشيرية لكافة الأديان بدون ما يقول كده طبعا ... كشف الوجه السيء للجماعات الإسلامية كشف ضعف المسيحيين وصمتهم وتخاذلهم وتقصيرهم في حق نفسهم السياسي
في ٦٠صفحة قال للسادات أنت بتغتصب مصر في شخصية العمدة.
لا آية قرآنية وأحاديث نبوية اتذكرت في النص ولا صراع أديان ولا آية إنجيل ولا كلمة انشائية ولا خطاب وعظي ولا تقريرية دا انت القارئ اللي هتتخيل كل دا وهيقفز في ذهنك من أول (لا إكراه في الدين) .. إلى.. (ولتجدن أقربهم مودة...) . هو دا الفن والأدب يصحصحك يدوبك بين السطور يسحرك يخلي عقلك يشتغل ... مش حكم ومواعظ وحشو ولك وعجن .
الكاتب مش واعظ
الكاتب زنديق
الكاتب مش مصلح إجتماعي
الكاتب عربيد
عربيد وزنديق في النص يوصلك أنت الكمال وهو ناقص عنده نقص زي ما هو .
لغة انثى عبرية فصحى هادية لكنها اقرب لرواية ناشئة لا تخدم خطاب ديني زي اللي ورد في النص ولا تخدم القضية لغة مايعة مفيش بين سطورها جديد المتواري طلع على السطح ودا أسوء شيء يعمله الكاتب لازم يترك للقارئ اشياء بين السطور ودي خيبة جيل من الأدباء عايز يقول كل حاجة
٧٨٠ صفحة .. ليه؟
في المهدي اللغة بسيطة لكنها بتقول وما بتقولش بسيطة لكنها منتقاة بعناية عشان تكون جمل لايمكن حذف حرف منها فطلع النص في ٦٠ صفحة يتعمل عليه مجلدات نقد.. المهدي كان فيها شخصيات كتير كل شخصية أخدت حقها وزيادة واتحددت ملامحها كمان تشوفهم وانت بتقرأ من غير ما الكاتب يوصف لك شكلهم اتذكر الشخصين اللي دخلوا ياخدوا الرجل المسيحي انحفروا في عقلي مع انهم شخصيات ثانوية هامشية دورهم في ربع صفحة.. لكن رواية تقترب من ال٨٠٠صفحة مفيش فيهم شخصية واضحة الملامح شخصيات كرتونية
في المهدي كان في لهث وراء الأحداث في صراع نفسي رهيب يوتر القارئ في انثى عبرية كان التوتر من الاختلاق والمبالغة والفجاجة النصية .
الرواية مش مادة للحشو والعجن الرواية قاذفة تطلع تفجر زي نوفيلا المهدي .
لا أعرف بالضبط كيف تلقى كل هذا الجمهور تلك الرواية
لا اعرف هل نظر الشباب للدعوة إلى الإسلام أنها بهذه السطحية والسهولة.
كيف شاهد القارئ المقاومة اللبنانية التى أقحمت في النص فقط لعمل عرض عسكري كنوع من البهارات .
في النهاية نحن أمام اعمال ساذجة وأقلام ساذجة تهدم ولاتبني.. تغيب ولا تقدم هدف .. تقنعكم أن السخافات حقيقة وأن السذاجة تمت للواقع ... بالمناسبة أسوأ حاجة محاولة إقناع القارئ إن الرواية انثى عبرية حقيقية .. كفى بها من سقطة.
اقروا المهدي لعبدالحكيم قاسم التي جعلت د/ جابر عصفور يكتب عنها ٧٠ صفحة نقد وكان أول نقد يفوق الرواية نفسها في عدد الورق
هذا هو الأدب والفن .... بالمناسبة رواية المهدي عملت ضجة بين الإسلاميين وبين المسيحيين وازعجت الجميع واتفسرت بمليون تفسير ود/ عصفور نفسه ما صدق يلاقي منها ثغرة يهاجم بيها الإسلاميين.
__________________________________
لمتابعة المنشورات على الهاشتاج بفيس بوك:
#على_السفود٢٠٢٠
إرسال تعليق
0 تعليقات