قراءة نقدية لرواية «الجزّار_ حسن الجندي» للروائي: عادل السمري


(الجزار_ حسن الجندي_ طبعة دار أكتب)
الجميع يعرف حدوتة الرواية فلا حاجة لسردها، نعم هنا استطيع أن أسميها رواية، وأعلنها بجرأة دون استحياء
نعم كتب الجندي رواية كاملة الملامح ولن أقول قواعد .. ليس هناك فن له قواعد ثابتة - أؤمن بذلك- الفن عامة والرواية بالأخص دائم التغير لا قاعدة تحكمه الثابت اليوم من السهل كسره في الغد وللحق نحن في حاجة إلى كسر القواعد الجامدة واللجوء إلى التجريب لعلنا نصل لشكل راق جديد.
اعتمد الجندي السرد الطولي للرواية لم تفلت من يده الخطوط التي نسجها.. للحق أجاد وبرع.
ظهرت شخصياته واضحة، الرئيسة فقط مثل آدم وبتول وحسن وسامح أما باقي الشخصيات كانت باهتة بعض الشيء مثل علي
 وليس هذا عيب بالمناسبة لكن الجزار بالذات كانت تريد ذلك. ولن يلمح ذلك سوى ( المكلكعين والمعقدين اللي عايزين كل شيء يمشي بالمسطرة) أمثالي.
احتلت كل شخصية مكانها في الحدث بجدارة ووظفها الجندي توضيفًا جيدا.. ووظف الشخصيات الهامشية والعابرة كلُ حسب دوره كالرجل الذي قابل آدم بعد أن قامت أمن الدولة برميه أمام بيته وكذا رجل المقابر الذي دل سامح على المقابر وكذا  الطبيب
نجح الجندي في إدخال وإخراج الشخصيات بسهولة وهنا تكمن قدرة الكاتب على اللعب بشخصياته لا أن تلعب به الشخصيات .
صاغ الرواية بلغة فصحي وبمثلها أدار الحوار .. هنا لابد أن أشير لملمح هام كيف وظف الجندي الحوار  فقد جعله دافعا للحدث إلى الأمام... الحوار جاء جزء لا يتجزء من النص لا يمكن إزاحته أو الإستغناء عنه بالحذف فلو نظرنا إلى الحوار الدائر بين آدم وزوجته وهما يسردان ذكرياتهما نجده موفق لأنه اضاف للنص وبين احداث مهمة من حياة آدم وزوجته بطريقة جذابة،  وسار الجندي على تلك الوتيرة في باقي حوار الرواية ... لم أجد ما يستوجب حذفه اللهم إلا قليل القليل وذلك عكس ما بيناه في المراجعات السابقة... خلا حوار الجندي من صباح الخير.. كيف حالك إلى آخر هذا الهراء الذي ينتشر في نصوصنا.والذي لا طائل من ورائه
التشويق عند الجندي كان جيد لماذا لم يكن ممتاز ؟
لإفتقاده عنصر  التشويق اللغوي والعبارات التي يلهث خلفها القارئ وتصنع في عقله بووووم حيث افتقدت الرواية للغة القوية وهذا عيب الجندي في الجزار اللغة بسيطة جدا تقريرية مستهلكة حتى في الحوار الرومانس بين ادم وزوجته جاءت العبارات جافة كنت أود أن يتم التجديد فيها
 ما يؤخذ أيضاً على الجندي في تلك الرواية تضارب واختلاط الأفعال الماضي والمضارع في السطر الواحد لنضرب لذلك مثال:
ففي الصفحة ٢٨١
شعر بتنميل في نصفه الأيسر وهو ينهض ببطء ثم يسير مترنحا إلى باب الشقه وينظر عبر العين السحرية سامح نظر مرة أخرى.
(شعر بتنميل في نصفه الأيسر وهو ينهض ببطء ثم سار مترنحا إلى باب الشقه ونظر عبر العين السحرية -  سامح,-  نظر مرة أخرى )
وعدة فقرات في النص على هذا المنوال
الأول تبدو أن الجندي تقمص دور كاتب السيناريو
 ظهرت المشهدية السينمائية في الرواية بكثافة وظهر ذلك في قصر بعض الفقرات لتبدو كأنها مشاهد متتابعة ... الجندي يملك نفس طويل على السرد لماذا اهدره بتلك الفقرات المتتابعة. واعتماده على تقنية المشاهد كما السيناريو.
الروائي ا: عادل السمري

وضع التاريخ في بعض الفقرات المتقدمة لم تخدم النص كثيرا قللت من جودته لو كان أشار إلى الأزمنة في قلب الحدث ودمجها في السرد لكانت أوقع ولا اخفيكم سرًا تلك مدرسة في الكتابة استخدمها الكثير من الكتاب وظهرت بالأخص في فرنسا ... لكن بدأت تخفت ولم يعد يستخدمها أحد لدرجة أن وصل الشطط بأحد النقاد وقال تخرج الارقام النص من حساباتي اذا لم تترجم للغتها بالحروف وخص الرواية بذلك.
اعتمد الجندي على الراوي العليم في السرد لكنه سقط في بعض الهفوات ولا احسبها عليه كأن قال في الفقرة التي ذهب ليقابل فيها الضابط سامح والد ادم
... الرجل (والذي سنعرف انه محمد عبدالرحمن)
واثناء السرد لم يفصح السارد عن محمد عبدالرحمن ألقى الجندي الجملة فقط وكأنها اعجبته فأراد أن يكتبها ولعله أراد أن يصنع منها عنصر تشويق لكنه نسى بعد ذلك أن يوظفها.

في العموم جاء هذا المشهد سريعا دون عناية بكتابته وكأن الكاتب احتار في عدد الرجال الثلاثة الذين قابلوا سامح واحتار أيهم يكون محمد عبدالرحمن كان من الممكن حذف الرجلان لأن لا دور لهما والتركيز على محمد عبدالرحمن .
 جاءت النهاية أيضاً مسلوقة لماذا لم يقف آدم وجهًا لوجه أمام سامح طالما بجواره في المقابر وسامح يرى آدم دون أن يعرفه لماذا جعل الجندي آدم يحدث سامح في الهاتف وهما على بضع خطوات من بعضهما البعض كان من الأفضل أن تتم المواجهة وجها لوجه دون الهاتف وكان ذلك سيعضد من مشهد النهاية .
في النهاية نحن أمام رواية جيدة نظيفة تصلح للأندر ايدج أما ( المعقدين المكلكعين) أمثالي فلا.
بقى أن نقول ان حسن الجندي صنع له خط روائي خاص به وفكر خاص به استطاع أن يستقطب شريحة معينة من المتلقي... وأغبطه على ذلك
حسن الجندي احترم نفسه واحترم جمهوره رجل عرف قدراته فوظفها لخدمة هدفه, لم (يتفذلك ) ولم يقفز فوق قدراته .
ولي أسئلة عند حسن:
-هل كتبت الجزار قبل مسلسل آدم أم بعده ؟
- وهل شعرت أن أغلب أعمالك سرقها منك كتاب السيناريو؟
__________________________________
لمتابعة المنشورات على الهاشتاج بفيس بوك:
#على_السفود٢٠٢٠

إرسال تعليق

0 تعليقات