قراءة نقدية لرواية«ذاتوي_ محمد عصمت» للروائي: عادل السمري
(رواية ذاتوي_ محمد عصمت_ دار نون)
بادئ ذي بدء، روايات وقصص الرعب ليست جديدة على الأدب العربي كما يدعي البعض ولم يصدرها لنا الغرب كفن جديد، الغرب فقط صدرها لنا في شكل مبتكر ومؤطر - الرواية-، الرعب كتبناه نحن العرب في ألف ليلة وليلة، وحكته جداتنا لنا. النداهة وأبو رجل مسلوخة وامنا الغولة
أنا ك عادل السمري لا أتفق مع من يقول أن أدب الرعب جديد على العرب.. لا اتذكر بالضبط من من كتاب الغرب الذي قال لولا اطلاعي على ألف ليلة وليلة ما استطعت كتابة ما كتبته.
لنتفق أن أدب الرعب وصلنا من الغرب في إطار الرواية المتعارف عليها.. وأيضاً استطاع الغرب أن يجعل له استقلالية ... وتعددت أنواعه من النفسي إلى القوطي إلخ .....
أري أن كتابة الرعب صعبة جدا لا تقل عن كتابة أي لون روائي آخر.
ولا يجب أن نقلل من شأنه كما نفعل لكن علينا أن نقلل من شأن من يسيء إليه بالكتابة الرديئة.
محمد عصمت له باع طويل في كتابة هذا النوع... وافكاره جيدة لا انكر هذا وقد اكتسبها من القراءة والاطلاع والترجمة
هنا لن اناقش ولن أحكي قصة الرواية فالغالبية تعرفها دعونا نعطي للنقد مساحته فالرواية طويلة٣٢٢صفحة
وفي الرواية عندي مشكلتين خطيرتين أود مناقشتهما
١- عصمت يمتلك مع كل رواية الكثير ليقوله فيظل يحشد لك الأحداث داخل الرواية حتى يتخمك .. التخمة تشتتك، يغزل خيوط كثيرة ويضعها أمام عينيك فتتوه أنت أي خيط تتبعه .
ليس من حق أي شخص أن يحاسب الكاتب على قصته
لماذا كتبتها هكذا ولم تكتبها هكذا (أنا اريد البطل لص... ما شأنك أنت ولماذا تريدني أن أكتبه لك طيب وقديس ) لنا فقط أن نقيم العمل فنياً.
لذلك لن اناقش عصمت في ذلك ..لكن اناقش مسألة لماذا يصر الكاتب على كتابة كل ما في ذهنه ويحشره حشر في نصه معتقدا أنه يصنع رواية عظيمة
أين فن الحذف ؟.
نعم الحذف فن
المبدع هو الذي يستطيع حذف احداث لاقيمة لها وحذف العبارات وحذف الشخصيات غير المؤثرة.. الكاتب الضليع المبدع بلطجي على نصه يمارس فيه الطعن والتشريح والقتل والاغتصاب حتى يصل بنصه للشكل الأمثل.. أعرف أن الكاتب يحزن للحذف من نصه لأن ماحذفه قد تعب في وضعه.
لكن من يحزن للحذف يفتقر نصه للجودة. كلما تخلص النص من الزيادات كلما صار اكثر رشاقة.. عزيزي الكاتب تخلص من الحشو ومن الشخصيات غير المؤثرة ومن الاحداث الفرعية التي لا تدفع النص للامام وتسبب ترهله.
٣٢٠ ورقة يا عصمت كان من الممكن أن تصبح ١٠٠ ورقة لو لم تقم بذكر تفاصيل التفاصيل التي لن تقدم ولا تؤخر بلا أربكت النص من بداية اقتحام الشرطة الشقة ووصفها المربك نهاية بشريف حينما اطلق الرصاص ومرورا باحداث صدقني نسيتها اسقطها ذهني واؤكد ان من قرأ الرواية سقطت من ذهنه ٢٠٠صفحة على الاقل
كان عليك أن تسقطها انت ايضا قبل أن يظهر شخص ( معقد ومكلكع زي حالاتي) ويقولها لك
اذن يا أصدقائي فن الحذف هو التخلص من الزوائد النصية الترهلات والتركيز على الحدث الاصلي والفرعي الذي يخدم الأصلي.
الروائي ا: عادل السمري |
ليس النص بعدد ورقه وكبر حجمه
يكفي أن تصلني فكرة واحدة جيدة ولا تصلني عشرات الأفكار غير المخدومة .
ثم أن الاستغراق في وصف الاماكن والاشخاص وتفاصيل التفاصيل غير مفيد طالما لم يوظفها الكاتب فيما بعد وطالما لم تدل على نقل بيئة معينة أو لإحداث أثر يترتب عليه حدث ... انظر لنجيب محفوظ الذي كان مغرم بالأماكن كان يأخذ وصف المكان ليصنع منه بطل وينقل للقارئ جو المكان فنجيب كان سيد الأماكن كان المكان بطله أما من يصمم على وصف الاماكن والاشخاص لملأ الورق فقط لا يجوز
في الصفحة ٦١ تفصيل ممل لحركات وتنقلات شريف مع الطبيب ووصف سينمائي بالبطئ
٢- عصمت كتب الرواية بالفصحى وله الشكر على ذلك.. خالف مالك وزيكولا ولم يصدمه اتوبيس الزوج المكتشف لكنه فعل ما لم أراه في حياتي ، صنع جمل غريبة شكل عبارات عجيبة شديدة التكلف بالغة الرداءة احهدتني نفسيا
عصمت أساء للغة في ذاتوي اساءة بالغة لا تقل عن اساءة حمو بيكا للغناء
يبالغ في الوصف حد التكلف المتكلف يرص كلمات لا شأن لها ببعضها البعض
وقف وذهب حيث يتسلل الضوء ( يا نهار اسود وقف وذهب في نفس الوقت) ص٣١٤ الجملة الاشهر خسة في تاريخ اللغة العربية
الاخس منها في صفحة ٣١٨
"بين درفتي الكتاب" يعني (مش) دفتي لو افترضنا انها خطأ لغوي مع اني اتبنى نظرية المؤامرة واقسم أنها مقصودة للجهل
وتتوالي العبارات التي من هذا النوع
خذ عندك تلك التشبيهات
ص٢٨٨ اقرأوا فقرة الدهشة العجيبة الجملة طويلة ولا وقت لكتابتها ينظر بدهشة وظل يصف الدهشة وفي نهاية العبارة نظر بدهشة ( اي كلام في الكلتش املى ورق)
- الغطاء الأبيض امتزج بياضه بحمرة الدماء
قمة التكلف
امتزج الغطاء الأبيض بالدماء .. وكفى.. ما الفائده من بياضه وحمرة إلا إذا كان عصمت يرى أن الغطاء الأبيض له لون آ خر غير أنه أبيض والدماء لها لون آخر غير الحمرة
- وشعر ان الرعب والخوف يرقصان معا رقصة بطيئة بداخل قلبه
ما قبل هذه الجملة وما بعدها يصرخان بالتكلف
- ينصت السمع
كيف ينصت السمع؟!!!!!
- كز على اسنانه... لا تعليق
- مليئة بالعرق البارد... لم اسمع عن عرق بارد وعرق ساخن .. اسمع عن المالح فقط
- صوت التنفس الحاد الذي يشق بثقله الهواءكان يتردد في اذنه ، الغريب ان كان يسمع صوت التنفس الثقيل يناديه مسعد مسعد
فسروا لي العبارة
- ليختفي بجوار سيارة حمراء ناعسة بجوار الرصيف ... سأتقبل ناعسة على مضض مع انها لا تناسق فيها مع ماقبلها
العبارات كثيرة بل الرواية كلها هكذا ... كلها كلها كلها
سقطت الرواية بهذا التصنع والتكلف غير المفهوم كلمات لا صلة لها ببعضها البعض
البداية هكذا ايضا الجندي يغمر الباب بالدفعات
اتذكر حكاية لامرؤ القيس وزوجته حينما تنافس مع صديق على قول بيت شعر في وصف الفرس
وحكمت زوجة امرؤ القيس بأن صديقه أشعر منه ... فأغتاظ وسأل زوجته لماذا ؟
قالت لأنك بالغت في التشبيه واتيت بصفات في الفرس ليست فيه فقط لتظهر بلاغتك أما صديقك كان أبلغ لأنه وضع اللفظ والوصف المناسب ( بحكي الحكاية بتصرف مش فاكرها أوي)
عصمت لديه افكار لكن انصحه بمراجعة كيفية صياغتها
وادعو الجميع اللغة ثم اللغة.
__________________________________
لمتابعة المنشورات على الهاشتاج بفيس بوك:
#على_السفود٢٠٢٠
إرسال تعليق
0 تعليقات