قراءة نقدية لرواية«بلا رؤوس_ د.نبيل فاروق» للروائي: عادل السمري
(بلا رؤوس_ د/ نبيل فاروق_ دار سبارك ٢٠١٣)
د/ نبيل فاروق وروائعه ملف المستقبل، رجل المستحيل، كوكتيل ٢٠٠٠.
احببت رجل المستحيل.. وقتها الحياة كانت تتمثل في عدد من رجل المستحيل وماتش كورة بين الاهلي والزمالك وحسام حسن وإبراهيم حسن ومجلة اخبار النجوم واخبار الحوادث... الحب كله كانت تلك الأشياء
كانت احتفظ بأعداد مهولة من رجل المستحيل والشياطين ١٣ .
لذا فأول من قرأنا له د/ نبيل والذي اعتبره الأب الروحي لكل هؤلاء .
بصمة د/ فاروق مطبوعة في أعمال كل من انتهج خطه وتربى على ماكتبه
ستجد تلاميذ مدرسة د/نبيل فاروق يبدأون أعمالهم كالآتي.... ومد الضابط فلان الفلاني يده ناحية أكرة الباب ونوع بعضهم واستبدل الأكرة بمقبض... المهم العنصر المبدئي يد ضابط تمتد وباب له أكرة وشقة تقتحم لتبدأ منها احداث الجريمة ... لم يتركوا للرجل عنصر يتميز به بل وصل بهم إتقان التقليد أن يصفوا حركات البطل الضابط كما يصفها د/ نبيل مستخدمين تقنياته في إرهاق البطل بكم من الحركات والمشاعر والالتفاتات الرهيبة لا يتحملها ضابط في الحقيقة وكأن الضابط في روايتهم انسان آلي رأسه تدور على رقبته ٥٦٠درجة
د/ نبيل أفرخ مدرسة هائلة سامحه الله وجزاه خيرا عنهم وعنا ليس ذنب الرجل ولا ألومه لم يقل لهم كونوا فراخي الطيبين .
د/ نبيل أثمر تعاونه مع دار المؤسسة عن اعماله السالفة الذكر والتي لا شبهة عليها فنياً أو فكرياً بل جاءت في وقتها وسدت فراغ كبير في سوق الأدب العربي وكان بجانبه بعض الأقلام التي لا أتذكرها كلها فقط منها الكاتب محمود سالم مؤلف سلسلة المغامرون الخمسة
لما خرج د/ فاروق من عباءة دار المؤسسة ظننت أنه سيغير من نفسه ويفسح المجال لقلمه ليقدم الجديد ونمط مغاير عن سلاسله حتى وقعت في يدي روايته بلا رؤوس التى كتبها عام ٢٠١٣ ونشرها مع دار سبارك وأجلت قراءتها طويلا لكني كنت متشوق لقراءتها لأجد د/ نبيل جديد .
بلا رؤوس...
تدور حول قاتل يختار ضحاياه وينزع امخاخهم ويحقن بها نفسه ويقطع رؤوسهم ويفصلها عن أجسادهم ويتابع البطل المقدم عابد والملازم سعيد القضية في محاولة للقبض على القاتل والذي يكون مفاجأة
الرواية بسيطة لأقصى درجة لاتختلف عما قرأته سابقا للدكتور لن تجد تغيير حتى تظن أنك غارق في عدد من سلسلة رجل المستحيل ... لن تجد د/ نبيل فاروق جديد
الحبكة جيدة
والسرد فصحى
والغموض ممتع وشيق
د/ نبيل للحق يجيد كل هذا إلا شيء واحد فقط لا يجيده الدكتور اللغة كنا نغفر له البساطة قديما لأن تلك اللغة مناسبة للسن الذي كتبت له .. لكن في عام ٢٠١٣ لن يقبلها أحد خاصه أنها رواية مستقلة ولا تمت للسلاسل بصلة وموجهة للكبار ولنستعرض بعض من نقدنا للغة الدكتور
اللغة العربية بالذات خصبة مليئة بالمرادفات وليست محدودة كالفرنسية لغة غزيرة كلما ضربت يدك في قاموس أخرجت منها جواهر لكن أن يأتي الدكتور في رواية مثل تلك ويكرر كلمة غمغم حتى أن الرواية لم يخلو سطر منها
على النحو التالي:
تكرار غمغم في الفصل الثاني
غمغم في عصبية
غمغم سعيد
ابتسم سعيد أو حاول وهو يغمغم
في ص ٢٤ - غمغم الرجل ص٢٦ - فغمغم ص٢٧ غمغم سعيد ص٢٩ الفصل الثاني- الفصل الثالث فغمغم الدكتور نشأت ص٣١
إلى آخر الرواية لا تخلو صفحة من الغمغمة ... الكل يغمغم حتى وزير الداخلية
حينما كان يريد د/ نبيل اللعب بالعبارات قليلا كانت تأتي على هذا النحو
- وفي أعمق أعماق فزعه وانفعاله انطلق سؤال مخيف.
ركيكة كركاكة لغة تلاميذه.. متكلفة
-جملة اخرى
- قامته الفارهة لماذا لا تكون الفارعة ونترك الفارهة للسيارة ٦٩ص
الجميع يعرف أن الدكتور من هواة التكرار الثلاثي للكلمات
- أين أين أين ص٢٥
- وتساقط المطر يتزايد يتزايد يتزايد ص٢٧
-ويصرخ ويصرخ ويصرخ ص٣٨
- الزوجة تصرخ وتصرخ ص٣١
لم ينطق الملازم سعيد بحرف أي حرف ص٤٢
شخصيات الرواية:
كلها متوترة توتر مبالغ فيه حتى وزير الداخلية وكل الشخصيات تعقد حاجبيها
- حاجبا عابد البطل دائم الانعقاد
- انعقد حاجبا سعيد ص٤٠ كل الشخصيات انعقد حاجبها .
تداخل الافعال والأزمنة كعادة تلاميذه
حمل عابد هاتفه الخاص يهم بمغادرة المكان فسأله الطبيب
بعد السؤال يقول السارد
توقف عابد بعد ان فتح الباب بالفعل واستدار ص٣٥
منين هو بيهم بالمغادرة يعني لم يأتي بفعل المغادرة بعد وفي نهاية الجملة نجده عند الباب وفتحه طيب ما نخليها وهم بالمغادرة ونمشيها يا ماضي يا مضارع.
هز الدكتور (عابد) كتفيه هي نشأت ص٣١ عابد البطل الضابط
النهاية متخبطة القطع فيها غير موفق بالمرة وتبادل الأحداث جعل النهاية مهزوزة
وصف عملية شفط المخ وأداء الجريمة ركيك للغاية لا يصلح في عام ٢٠١٣ ثم ما كمية الالوان التى ذكرها الدكتور من قرمزية وعنبرية الخ.
الروائي ا: عادل السمري |
لماذا لم يخرج الدكتور نبيل فاروق من عباءة السلاسل ويتبع نهج صالح مرسي في تقديم لون مخابراتي اكثر نضجا مثله وهو الرجل المعروف بعلاقاته المخابراتية ويعتبر كنز معلومات من الممكن أن يثري الأدب العربي
لماذا لم يمنحنا الدكتور رواية رائقة في اللغة وهو الذي يملكها لكنه ضيعها ليصل إلى فئة عمرية معينة أصبح في غنى عنها بعدما تزاحمت عليها أقلام أخرى تربت على ثقافة مختلفة عنه ... ماذا؟
__________________________________
لمتابعة المنشورات على الهاشتاج بفيس بوك:
#على_السفود٢٠٢٠
إرسال تعليق
0 تعليقات